تعد مدينة "سان بيدرو سولا San Pedro Sula" والتى تقع في الركن الشمالي الغربي من هندوراس فى امريكا الوسطى الأكثر خطورة في العالم – خارج نطاق الدول التى تغطيها الحروب – وبها اعلى معدلات جريمة القتل .. و للسنة الثالثة على التوالي احتلت المدينة موقع عاصمة القتل في العالم . المدينة التى يقطنها نحو مليون نسمة، تشير اخر الاحصائيات الى ان العنف الإجرامي العشوائي قد اودى بحياة 1411 مواطناً في عام 2013، وهو مايعنى مقتل 187 شخصا من كل 100 الف شخص ، على ايدى رجال العصابات وتجار المخدرات الذين يسيطرون على الحياة فى المدينة، ويصل فيها متوسط الجرائم إلى 20 جريمة قتل يومياً . ووفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في هندوراس، فان رجال الشرطة يقتلون سنويا بالعشرات فى مدينة سان بيدرو، وكل ساعة و 15 دقيقة، تقع جريمة قتل شخص ما، وتجبر العصابات الاسر على تشغيل اطفالهم فى تجارة المخدرات مما اضطر بعض الآباء لتسليم أبنائهم للغرباء لإنقاذهم، واخراجهم خارج البلاد، وهذه الهجرة هي التي تسبب الأزمة على الحدود مع الولاياتالمتحدة. وتعد نسبة جرائم القتل فى " سان بيدرو" نسبة مرتفعة جدا مقارنة مع بقية مدن العالم حتى بالمقارنة مع مدينة مثل " ديترويت " الامريكية، وهى المدينة الأكثر شهرة بانتشار جرائم القتل فيها، حيث يلقى نحو 48 شخصا فقط من كل 000 100 شخص مصرعه كل عام كذلك تعد دولة هندوراس إلى حد بعيد هى الدولة الأكثر خطورة في العالم، حيث يتيح القانون للمواطن في هندوراس امتلاك بحد اقصى خمسة أسلحة نارية، وتتسبب الأسلحة النارية في حدوث 83.4٪ من جرائم القتل هناك، مقارنًة ب 60% في الولاياتالمتحدة الأميركية. . وتشهد هندوراس فى المتوسط مقتل نحو 82 شخصا من أصل كل 100 ألف شخص مصرعهم سنوياً، نتيجه انتشار اعمال العنف و تجارة المخدرات و اعمال العصابات. ويقول خبراء الجريمة أن الحرب التي تشنها المكسيك ضد عصابات المخدرات و كذلك ترحيل الولاياتالمتحدة للمهاجرين، إضافة إلى موقع الهندوراس كلها عوامل زادت من تفاقم المشكلة.. والعنف والجريمة المنتشران فى مدينة "سان بيدرو "تديرهما غالبا عصابات المخدرات الوحشية ، التى تتقاتل فيما بينها دائما على سلطة بسط النفوذ ، فى الوقت الذى اصبحت فيه المدينة ايضا محطة هامة لتجار المخدرات المكسيكيين الذين يعتبرونها بمثابة ترانزيت في طريقهم إلى الولاياتالمتحدة، حيث يمر 80 من الكوكايين الذي يأتي إلى الولاياتالمتحدة، من خلال هندوراس وتحديدا من خلال سان بيدرو. ويساهم الفقر بشكل كبير فى تحديد معالم المدينة ، حيث يعيش سكان "سان بيدرو سولا" تحت ضغط الخوف والفقر، إذ تعد "هندوراس" ثاني أفقر دولة في أميركا اللاتينية، ويعيش أكثر من 65% من سكانها تحت خط الفقر. ولقد بلغت نفوذ الجريمة و تجار المخدرات عنان السماء، لدرجة ان "خوان أورلاندو هيرنانديز" حين تولى رئاسة هندوراس عام 2014، وعد باتخاذ اجراءات صارمة ضد تفشي الجريمة هناك، وبالفعل ارسلت الحكومة المركزية نحو 1000 ضابط من الشرطة العسكرية، في محاولة لتخفيف التوترات وتهدئة الأوضاع.. الا ان العصابات واجهتهم بشكل دموى وهو ما جعل قوة الشرطة فى المدينة لا تجرؤ على عقد اى مؤتمر صحفى او الادلاء باحاديث صحفية حول انشطة الجريمة الا ويظهر افراد الشرطة وهم "ملثمون" خشية التعرض لهم او لاسرهم من انتقام العصابات . وقد طغت عصابات المخدرات العنيفة لدرجة انها اصبحت تعقد مؤتمراتها الصحفية الخاصة بها لترهيب الشرطة او الاعلان عن اقصاء منافسيهم ، و هى مؤتمرات تشهد رواجا شديدا من مندوبى و سائل الاعلام المحلية .. كما تقوم هذه العصابات بفرض اتاوات على كل منزل و صاحب عمل تعرف باسم "ضرائب الحماية"، وأولئك الذين يختارون عدم دفع الضريبة، ليس امامهم سوى خيارين: اما مغادرة أو الموت.