رصدت جريدة القدس الصادرة الثلاثاء تفاصيل معركة لبسط النفوذ بين طهرانوواشنطن في العراق من خلال الايس كريم ، وموضوع اخر عن "الموساد" أبرم اتفاقا مع "ويكيليكس" لعدم نشر أسراره القدس: معركة الآيس كريم في بغداد بين طهرانوواشنطن في قلب «المنطقة الخضراء» ببغداد وعلى بعد ياردات فقط من «حصن» السفارة الأميركية الأكبر في العالم، يقبع تحد صغير، لكنه كبير الرمزية، للنفوذ الأميركي الذي بدأ يشكو الوهن وهو تحد لا يتعدى كونه مطعما للآيس كريم الإيراني سيفتتح رسميا في مطالع العام المقبل. إليك «آيس بارك»، وهو مطعم - واجهة لمؤسسة تجارية إيرانية لا تخفي طوحها في خوض المعركة ضد السيطرة الأميركية العالمية على سوق المطاعم السريعة. ويقول مدير المطعم، علي حازم حيدري، إنه سيقدم لزبائنه الآيس كريم الإيراني ب34 نكهة. ووفقا ل«واشنطن بوست» فإن «آيس بارك» يتعدى كونه مجرد مطعم للآيس كريم إلى أنه صار رمزا لتغيّر ميزان القوة في العراق مع بدء خفض الوجود الأميركي هنا. وليس أدل على هذا من أن المنطقة الخضراء نفسها ما عادت «منطقة نفوذ أميركي»، إذ تسلمتها قوات الأمن العراقية في حزيران الماضي. وكون إيران جارة للعراق ميزة لا تتمتع بها الولاياتالمتحدة بالطبع. وهناك مئات آلاف الإيرانيين الذين يشدون الرحال إلى المزارات الشيعية في العراق كل سنة. وهناك البضائع الإيرانية التي تتدفق على العراق عبر الحدود. وأضف إلى هذا أنّ الساسة العراقيين يعلمون ان عليهم التعامل مع إيران التي خاضوا ضدها ثمانية أعوام من الحرب في الثمانينات، بعد رحيل آخر القوات الأميركية من البلاد. وفي غضون هذا نفسه يتوسع النفوذ الإيراني متخذا رمزا له في «آيس بارك» الذي سيقيم فروعا أخرى له في بغداد وعدد من المدن العراقية الأخرى مستقبلا. وفي المقابل فلا نوايا لافتتاح أفرع ل«ماكدونالدز» أو «بيرغر كينغ» أو «ستاربكس» أو أي من الأسماء الأميركية الشهيرة الأخرى التي تنصب لافتات جديدة لها بين الفينة والأخرى في سائر مدن الشرق الأوسط الأخرى. ويذكر أن «آيس بارك» الإيرانية تتمتع بأفرع لها في أماكن عديدة تشمل الكويت وماليزيا وحتى فنزويلا إضافة، بالطبع، إلى عموم إيران. وفرعها في المنطقة الخضراء هو الثالث في بغداد، وثمة خطط الآن لافتتاح أفرع جديدة في البصرة والنجف. ويذكر أن إيران أغرقت السوق العراقية بكل شيء من السيارات الى الدجاج، ولذا فإن العراقيين ينظرون إلى هذا الأمر باعتباره مضرا باقتصاد بلادهم، الأمر الذي قد يجدد العداوات العربية - الفارسية القديمة.