ندد مفتي روسيا الكبير راويل عين الدين الثلاثاء في بيان له بتنامي مشاعر معاداة الاسلام داخل المجتمع الروسي, وطالب السلطات ومسؤولي الاديان الاخرى ووسائل الاعلام بالتصدي لتصاعد ظاهرة كراهية الاجانب. وقال مفتي روسيا في بيانه إن الصدامات التي وقعت خلال الايام الاخيرة في موسكو وعدد من مدن روسيا والتي ترافقت مع أعمال عنف وشعارات نازية إنما تستوجب إدانة صارمة من مسؤولي كافة الاديان. وأضاف أن هذه الاحداث تدل على المستوى غير المقبول الذي بلغته المشاعر الروسية المناهضة للقوقاز والاسلام والمهاجرين في المجتمع الروسي.وتابع أن على السلطات أن تولي اهتماما خاصا بالسياسة الوطنية واحتواء الاتجاهات القومية المتطرفة داعيا الشباب المسلمين الى عدم الرد على الاستفزازات. كانت دعوات الى التظاهر وأعمال العنف قد نشرت على الانترنت الثلاثاء بعد صدامات أسفرت عن سقوط أربعين جريحا السبت الماضى قرب الكرملين خلال تظاهرة لانصار فريق كرة قدم روس كانوا يطالبون بمحاكمة المسؤولين عن مقتل أحد رفاقهم خلال عراك مع مجموعة شباب من القوقاز المسلمين. وكانت الصحف الروسية قد أشارت مؤخرا الى تصاعد ظاهرة كراهية الاجانب في البلاد على خلفية حرب الشيشان حيث يشتبه في غض قوات الامن النظر عن المجموعات القومية. وقد كشفت وسائل إعلام روسية أيضا عن ارتفاع أعداد المسلمين في روسيا خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة أن عدد كبير من الروس من مختلف القوميات والشعوب يعتنقون الدين الإسلامي، والذي يعد ثاني أكبر ديانة في روسيا بعد النصرانية الأرثوذكسية. كما أشارت الى أن عدد الذين يترددون على المساجدِ بانتظام قد ازداد في الآونة الأخيرة بنسبةٍ كبيرةٍ جداً. كما أن تغيرات ملحوظة قد طرأت في العقدين الماضيين على التكوين الاجتماعي لهذه الفئة، سواء من حيث العمر أو الانتماء القومي حيث يشير قادة المسلمين الروس إلى أن المسنين، من القوميتين التترية والبشكيرية كانوا يؤمون المساجد قبل عشر سنوات أما اليوم فإن معظمَ المتدينين من الشباب تحت سن الثلاثين، وينتمون إلى مختلف شعوب وقوميات البلاد. وتأتي هذه التقارير الصحفية في وقت تؤكد فيه العديد من الدراسات والتقارير الغربية ازدياد أعداد المسلمين في مختلف دول العالم، عن طريق زيادة أعداد المواليد للأسر المسلمة، وزيادة دخول غير المسلمين إلى هذه الرسالة السماوية التي تعد آخر الديانات على وجه الأرض.