حذرت الكنيسة المارونية التي ينتمي رئيس الجمهورية اللبنانية اليها الاربعاء من "تفكك" لم يشهده لبنان من قبل اذا لم يتم انتخاب رئيس للبلاد في جو وفاقي ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 24 نوفمبر الجاري. ورأى مجلس المطارنة الذي يترأسه البطريرك نصر الله صفير "ان اصرار كلا الجماعتين الاكثرية الحاكمة والمعارضة على موقفها يضع البلد في مأزق كبير من شأنه ان يقود الي تفكك لم تشهده البلاد من قبل . وكررت الكنيسة دعوتها الى "تغليب روح الوفاق حتى يتم الاستحقاق الرئاسي في حينه وفقاً للدستور"، وحمل المجلس كلا من يشارك في الانتاخابات او يقاطعها المسؤولية. وجاء ذلك عقب تهديد المعارضة بمقاطعة الانتخاب اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على اسم الرئيس فيما تعلن الغالبية استعدادها لانتخاب رئيس بالاكثرية المطلقة كحل اخير تجنبا لحدوث فراغ رئاسي. ويواجه لبنان في حال عدم التوافق اما فراغ الرئاسة واما قيام حكومتين بتشكيل الرئيس لحود حكومة ثانية الى جانب الحكومة الحالية. وفى سياق متصل أكد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر اللبناني المعارض ان انتخاب الغالبية الحاكمة رئيسا للبلاد بالاكثرية المطلقة او بقاء الحكومة يؤديان الى "تصادم". ودعا عون الذي يعتبر نفسه "مرشح حل وفاقي غير صدامي يمكن أن يعطي الاستقرار للبلاد" الى تشكيل حكومة انتقالية اذا لم يتأمن نصاب الثلثين لانتخاب رئيس جديد للبلاد لان المعارضة تعتبر حكومة السنيورة غير شرعية منذ استقالة كافة وزراء الطائفة الشيعية منها. ومن المرجح ان يرجىء مجلس النواب الجلسة المقررة الاثنين لانتخاب رئيس بسبب عدم تبلور اي حل توافقي حتى الان رغم المشاورات الدائرة في عواصم اقليمية ودولية بشأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وستكون هذه المرة الثالثة التي يتم فيها ارجاء جلسة إنتخاب الرئيس الذي بدأت مهلتها الدستورية ومدتها شهران في 24 سبتمبر الماضي، ولا يملك اي طرف منفردا نصاب ثلثي الاصوات الذي تصر المعارضة على توافره فيما تعلن الاكثرية استعدادها لانتخاب رئيس بالاكثرية المطلقة -النصف زائدا واحدا- كحل اخير تجنبا لحصول فراغ رئاسي.