طالبت تركيا إسرائيل بالتوقف عن بناء مستوطنات جديدة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة وتبني نهج إيجابي من أجل استمرار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين . وقال الرئيس التركي عبد الله جول فى مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن " في ختام مباحثات جرت بينهما فى أنقرة " الاثنين " إن المباحثات تناولت تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط , التي وصفها بأنها عملية حرجة ودقيقة . وشدد جول على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية هي الشرط الأساسي لعملية السلام فى الشرق الأوسط مشيرا الى أن بلاده أعلنت عن ترحيبها ودعمها للمفاوضات المباشرة التى انطلقت بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى سبتمبر الماضي , وأن على إسرائيل أن تتوقف عن بناء مستوطنات جديدة وعن هدم منازل الفلسطينيين وأن تتخذ موقفا إيجابيا , حتى يمكن لهذه المفاوضات أن تستمر . وأضاف جول أن الحفاظ على وضع خاص لمدينة القدس هو أمر ذو أهمية بالغة مشددا على ضرورة وقف الدراسات الرامية الى تغيير هوية المدينة التى ظلت لآلاف السنين مهبطا للديانات المختلفة , والتلاعب ببنيتها الثقافية وتراثها يجب أن تتوقف على الفور . وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل تعاونها وتضامنها مع فلسطين كما ستواصل تقديم مختلف أوجه الدعم الاقتصادي والاجتماعى من أجل إقامة الدولة لفلسطينية المستقلة . وردا على سؤال بشأن المحادثات التى جرت بين تركيا وإسرائيل فى جنيف الاحد قال جول إن المحادثات جرت على " مستوى فني " , مشيرا الى أن تركيا لديها شروطا محددة وتوقعات بشأن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل . واشار جول ردا على سؤال آخر الى أن بلاده ترحب باعتراف البرازيل والأرجنتين بالدولة الفلسطينية المستقلة قائلا إن الدولة الفلسطينية هى حقيقة واقعة وندعو الجميع الى الاعتراف بها , كما فعلت تركيا من قبل . من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن " أن الفلسطينيين لن يستأنفوا مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلي إذا لم يتوقف الاستيطان بشكل كامل ولاسيما في مدينة القدس . وأضاف أبو مازن فى المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي عبد الله جول إنه لم يصلنا حتى الآن أي تأكيد بشأن استئناف المفاوضات ووقف الاستيطان بالكامل وخاصة في القدس , مؤكدا أنه في حال عدم نجاح مساعي إعادة المفاوضات المباشرة فإن لدينا خيارات مختلفة خمسة أو ستة خيارات ش`رحناها للجانب التركي كما شرحناها للجانبين الأمريكي والإسرائيلي وفي القمة العربية. وتابع أن من بين هذه الخيارات التوجه إلى دول العالم من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق حدود عام 1967, مشيرا إلى أن جمهوريتى الأرجنتين والبرازيل أعلنتا أمس وأول من أمس مشكورتين اعترافهما بالدولة الفلسطينية المستقلة. وأشار الى أن هذا هو أحد الخيارات لكن لدينا أكثر من ستة خيارات وسنسير فيها بالتتابع إلى أن نصل إلى النهاية , ونتمنى ألا نضطر لاتخاذ خيارات صعبة ولكن إذا اضطررنا , فسنلجأ إليها . وقال الرئيس الفلسطيني إن الخيارات ليست للمناورة وليست للتهديد وإنما هي خيارات جادة سنسعى لتنفيذها واحدا بعد الآخر حتى نصل إلى آخرها . وحول المصالحة الوطنية الفلسطينية , أكد أبو مازن أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للمشكلة الفلسطينية دون عودة الوحدة الوطنية إلى الشعب الفلسطيني.