استأنفت إيران محادثات مع الدول العالمية الست بشأن استمرار برنامج طهران النووي في جنيف الاثنين , حيث أصرت طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم. ويعد الاجتماع الذي يستمر ليومين هو الأول منذ أكثر من 12 شهرا , تدهورت خلالها العلاقات بين إيران والمجموعة التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. وأوضح كلا الطرفين مسبقا أن المحادثات ستؤدي في أحسن الأحوال إلى بناء الثقة بصورة تدريجيا وليس إحداث انفراجة كبيرة. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين , سعيد جليلي , للصحفين إن " أسلوبنا صادق ويتمتع بالشفافية ويستند للنية الحسنة , لكننا لن نقبل بأي مطالب من شأنها حرماننا من حقوقنا" , في إشارة إلى رغبة الدول الست الكبرى في أن توقف طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتعد نظيرته في آخر المحادثات هي مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تتفاوض بالنيابة عن وفود دبلوماسية بارزة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. وتشعر هذه القوى الست ودول أخرى بالقلق من إمكانية استخدام إيران لمحطات تخصيب اليورانيوم الخاص بها لتصنيع وقود لرؤوس حربية وليس استخدامه في المفاعلات. لكن لم تفلح أربع جولات من عقوبات الأممالمتحدة في الضغط على قادة طهران لإيقاف التخصيب. ووصف وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الأحد استئناف المفاوضات بأنه خطوة إيجابية وأعرب عن أمله أن تزيد طهران من الشفافية التي تحيط ببرنامجها النووي. وقال إنه " إذا أوفت إيران بالتزاماتها الدولية بشأن الشفافية , فإن ألمانيا سترغب في التعاون معها فيما يتعلق بالاستخدام المدني للطاقة النووية" . وذكر مسئولون في كلا الطرفين قبل المحادثات التي تستمر ليومين أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يمكن أن يكون إعادة إحياء خطة لبناء الثقة بموجبها ستقوم إيران بشحن اليورانيوم المخصب خارج أراضيها , وبالتالي يضمن عدم استخدامه في أغراض عسكرية. وكانت الخطة قد صيغت في الجولة السابقة من المحادثات متعددة الأطراف في جنيف في تشرين أول/أكتوبر 2009 , ولكنها تعثرت وسط مشاحنات سياسية داخلية في إيران والتوسع في برنامجها النووي والعقوبات الدولية الجديدة التي تستهدف البلاد.