بدأت القوي الست الكبري وإيران في جنيف أمس محادثاتها حول البرنامج النووي الإيراني, وذلك في أول محادثات من نوعها بين الجانبين منذ14 شهرا. علي أمل بناء الثقة بين الجانبين واستئناف المفاوضات بينهما لإنهاء أزمة البرنامج النووي الذي يعتقد الغرب أنه يستخدم لتصنيع قنبلة نووية, وهو ما تنفيه طهران وتؤكد طبيعته السلمية. وأعلن المسئولون السويسريون, الذين ينظمون المفاوضات, أن المحادثات من المقرر أن تستمر لمدة يومين, وقد بدأت صباح أمس باجتماع حول مائدة مستديرة في مركز مؤتمرات جنيف بين مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية كاثرين أشتون وكبير المفاوضين النوويين الإيراني سعيد جليلي ورؤساء وفود الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا, وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن, بالإضافة إلي ألمانيا. ومن جانبه, أكد جليلي, في تصريحات للتليفزيون الإيراني, أن إيران تأخذ المفاوضات علي محمل الجد, وقال: نحن نأمل أن نجري محادثات جيدة للغاية, نحن نأمل في محادثات تتقدم نحو الأمام ومفيدة وشفافة. وسئل جليلي لدي وصوله إلي جنيف عما إذا ما كان متفائلا بشأن الاجتماع, فقال: الأمر كله متوقف علي موقف الطرف الآخر. وكان جليلي قد أكد في تصريحات أمس الأول أن حق إيران في الحصول علي تكنولوجيا نووية غير قابل للتفاوض. وأوضح علي باقري نائب رئيس الوفد الإيراني, في تصريحات لوكالة رويترز, أن أي قضية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني يجب أن يتم حلها في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال مسئول أوروبي مقرب من المحادثات إن القوي الست الكبري تتوقع أن تسلط إيران الضوء علي الأسئلة المطروحة حول برنامجها النووي والتي لم تجب عليها حتي الآن. وأضاف أن الخيارات واضحة بالنسبة لإيران, وهي إما أنها ستواجه مزيدا من العزلة أو تتعاون. ولا تتوقع الدول الست الكبري تحقيق انفراجة رئيسية خلال المحادثات. ويقول دبلوماسيون إنهم سيعتبرون الموافقة علي الاجتماع مرة أخري لإجراء مزيد من المحادثات الجوهرية ربما في بداية العام المقبل علامة علي التقدم. ويهدف كلا الطرفين في محادثات جنيف إلي بناء ثقة بصورة تدريجية وليس إحداث انفراجة كبيرة في اجتماع جنيف. وقال مسئولون في كلا الطرفين قبل المحادثات إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يمكن أن يكون إعادة إحياء خطة لبناء الثقة بموجبها ستقوم إيران بشحن اليورانيوم المخصب خارج أراضيها, وبالتالي ضمان عدم استخدامه في أغراض عسكرية. وكانت الخطة قد صيغت في الجولة السابقة من المحادثات متعددة الأطراف في جنيف في أكتوبر2009, ولكنها تعثرت وسط مشاحنات سياسية داخلية في إيران والتوسع في برنامجها النووي والعقوبات الدولية الجديدة التي تستهدف البلاد. وتريد القوي الغربية أن تعلق إيران تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن ينتج وقودا لمفاعلات الطاقة النووية أو توفير المادة اللازمة للقنابل إذا خصب إلي مستويات أعلي, ولكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال إن هذه القضية الرئيسية لن تناقش في جنيف. وكانت إيران قد استبقت الاجتماع بالإعلان عن تمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج اليورانيوم المركز, أو ما يعرف بالكعكة الصفراء, وذلك بعد إنتاج أول شحنة من اليورانيوم المركز من منجم غجين لليورانيوم في بندر عباس جنوبإيران, وذلك فيما وصفته بخطوة كبيرة إلي الأمام مما يعطيها مزيدا من السيطرة علي دورة الوقود النووي ويقلل اعتمادها علي واردات اليورانيوم من الخارج. وفي واشنطن قال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن إعلان إيران لم يكن غير متوقع لأنها تحاول منذ سنوات تطوير برنامجها النووي, ولكن هذا يدعو إلي المزيد من التشكك في نوايا إيران, ويثير المزيد من المخاوف في الوقت الذي تحتاج فيه إيران إلي التعامل مع مخاوف المجتمع الدولي. وشدد علي أهمية المحادثات في جنيف, مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يتطلعون لمعرفة ما إذا كانت إيران ستدخل المفاوضات بجدية لبدء التعامل مع المخاوف الدولية من برنامجها النووي. وقبيل بدء محادثات جنيف, أكد مهدي صفري سفير إيران لدي الصين أمس أن إيران ستظل دائما مصدرا نفطيا للصين موثوقا به لأن العلاقات بين البلدين رائعة.