القاهرة – اخبار مصر احترام وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، يمثل حجر الزاوية للمباحثات المصرية الليبية، والاساس الذي عليه تنبني اية خطوات مستقبلية من اجل تحقيق هذا الهدف لصالح الشعب الليبي اولا. هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في مستهل لقائه برئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، مشددا على مساندة القاهرة دولة وشعبا، لخيارات الشعب الليبي. وأشار الرئيس خلال اللقاء إلى أهمية العمل على دعم مؤسسات الدولةالليبية لتحقيق استقرار البلاد، وذلك جنبا إلى جنب مع بذل كافة الجهود الممكنة لدعم القيادة الشرعية للدولة، فضلا عن أهمية جمع السلاح، وتأسيس جيش وطني قوي بعيدا عن القبلية أو الطائفية. وأعرب الرئيس السيسي عن استعداد مصر التام للمساهمة في جهود إعادةالإعمار في ليبيا، أخذا في الاعتبار الخبرات المصرية المتراكمة في مجال الإنشاء والتعمير. وفي هذا الإطار أكد الرئيس اهتمام كافة مؤسسات الدولة بأوضاع العمالة المصرية في ليبيا، مؤكدا على ضرورة توفير الحماية اللازمة لهم". كما اكد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي الذي اعقب المحادثات التي أجراها مع نظيره الليبي عبد الله الثني، على أن مصر لا تتعامل إلا مع إرادة الشعب الليبي وداعمين لها وهذه الإرادة تبلورت في برلمان منتخب ونحن لا نتعامل إلا مع الشرعية ولا نتعامل مع أي جهة أخرى. وأشار محلب إلى أن مصر تدعم ليبيا على جميع المستويات إقليميا ودوليا وأنها تقف إلى جانب الشعب الليبي وترفض أي تدخل في شئون ليبيا والشعب الليبي. ولفت إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أثناء لقائه الثني حيث عبر عن الكثير عندما قال "إن هم مصر هو هم ليبيا وإن هم ليبيا هو هم مصر" وذلك لأهمية ليبيا بالنسبة لمصر حيث الحدود المشتركة والتاريخ وعلاقات المصاهرة والجوار والدم. وأوضح محلب أنه يجري التنسيق مع المسئولين في جميع المجالات بما فيها ضبط الأمن وتبادل المعلومات لمواجهة الإرهاب" .. وانه سيكون هناك حسب تعليمات الرئيس أطباءإلى طبرق وكذلك سيكون هناك تبادل وإعادة تشغيل المرافق المتوقفة في ليبيا". وأكد أن هناك تعاونا شاملا وأنه سيتم إجراء تقييم للمشروعات المتوقفة في ليبيا وسيكون لها أولوية في التنفيذ، كما أكد أن ملف العمالة المصرية في ليبيا تم التطرق له باستفاضة. ومن جانبه، قال عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي إن زيارته الى مصر هي الأولى للوزارة الشرعية وانها تهدف الى تنسيق التعاون بين البلدين وبدء خطط عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ، خاصة في أمن الحدود وتدريب الجيش الليبي وتدريب الشرطة في كافة المجالات حتى يكون مواجهة الإرهاب بقوة"، مشيرا إلى أن الإرهاب منتشر في عدد من المواقع في ليبيا ويقوم هذا الإرهاب بتدمير لمرافق طرابلس والأحياء الجنوبية والاعتداء على ممتلكات الأفراد وحرق البيوت من قبل ما يسمى فجر ليبيا". ودعا رئيس الوزراء الليبي شرفاء ليبيا للدفاع عن كرامتهم وعزهم .. مشيرا إلى أن مصر هى الأخ الأكبر لليبيا ولدينا علاقات تاريخية بها وفضل المصريين في بناء ليبيا لا ينكره أحد. وأضاف "جئنا لنطلب المساعدة من مصر والوقوف معنا"، موضحا أن أمن ليبيا ومصر متبادل" وتابع "إن الفصائل الليبية التي ترضى بإرادة الشعب يمكن التفاوض معها أما من تريد اغتصاب إرادة الشعب لا يمكن الحوار معها" .. وأردف "لم تصلنا أي دعوة لحضور حوار في الجزائر بشأن ليبيا ولم يتم توجيه دعوة للحكومة الليبية". وتأتي زيارة الثني والوفد المرافق له للقاهرة استكمالا للمحادثات التي أجراها الوفد الرسمي الذي ترأسه صالح عقيلة رئيس مجلس النواب الليبى فى القاهرة في شهر أغسطس الماضى برفقة عبد اللواء عبد الرزاق الناظورى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الليبى، والتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسئولين بحثوا خلالها سبل دعم علاقات التعاون الثنائي بين البلدين. وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي مع وجود حكومتين برئاسة عبدالله الثني وعمر الحاسي ومجلسين تشريعيين هما مجلس النواب المنتخب منذ ثلاثة أشهر ، والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. ويعترف المجتمع الدولي بالبرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات 25 يونيو، لكن هذا البرلمان تحتج عليه جماعات تعرف باسم "فجر ليبيا" سيطرت على العاصمة منذ أغسطس الماضي. ويقاطع بعض النواب الذين يؤيدون "فجر ليبيا" أعمال البرلمان الجديد الذي اضطر لعقد اجتماعاته في مدينة طبرق الواقعة على بعد 1600 كم شرقي طرابلس وذلك للابتعاد عن ضغط المليشيات المسلحة. وكانت مصر قد قدمت، في 25 اغسطس الماضي مبادرة لحل الأزمة السياسية في ليبيا، تقوم على نزع سلاح من الكتائب الليبية والعشائر، ودمج المسلّحين في العملية السياسية، وذلك غداة اتهامها من قوات "فجر ليبيا" التي تقاتل قوات حفتر، بالتدخل عسكرياً في ليبيا عبر قصف مواقع لقوات "فجر ليبيا" في طرابس. من ناحيةاستطاعت الاممالمتحدة الجمع بين نواب من طرفي النزاع الليبي للمرة الأولى حول طاولة مفاوضات لوضع حد للازمة الراهنة في ليبيا ، واسفرالاجتماع الذي عقد في غدامس في 30 سبتمبر الماضي عن توجيه نداء لوقف إطلاق النار من جانب البرلمانيين الليبيين من مختلف الانتماءات السياسية المشاركين في الجولة الأولى من الحوار . واتفق البرلمانييون على عقد جولة ثانية من المباحثات بعد عيد الاضحى المبارك لمعالجة كل الخلافات العالقة في اطار عملية سياسية وعلى الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار في كافة انحاء البلاد. واتفق الطرفان على تدبيرين لبناء الثقة، يتضمنان العمل على معالجة الحاجات الانسانية الملحة، خاصة الامور المتعلقة بالجرحى عند كافة الاطراف، وكذلك تسهيل استئناف العمل العادي في كافة المطارات الرئيسية في البلاد بمساعدة الاممالمتحدة. كما تعهد البرلمانيون بالعمل معا بسرعة لمعالجة الخلافات المتعلقة بعمل مجلس النواب، وشددوا على ان الطريق الوحيد للمضي قدما لمعالجة الازمة الراهنة هو عبر الحوار السياسي ونبذ استخدام القوة.