زيارة نوري المالكي- رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته- الأخيرة للقاهرة بعد زيارة عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلي الإسلامي العراقي، وزيارة إياد علاوي رئيس القائمة العراقية تؤكد الموقف المصري الذي سبق أن أشرت إليه من أن مصر تتعامل مع القضايا العربية من منطلق حرصها علي تأكيد حالة الاستقرار في هذه الدول، لا تعمل مصر وفق أجندة خاصة، ولكن الأجندة المصرية هي أجندة تسعي إلي استقرار الدول العربية المختلفة. ثارت في الفترة الأخيرة عقب زيارة إياد علاوي أن مصر اختارت علاوي، وأنها تدفع في اتجاه مرشح ضد الآخر, وتأخذ صف تيار ضد تيار, وزيارة المالكي التي أتت منذ يومين جاءت لتؤكد عدم صحة هذه التقديرات, ولتؤكد أيضا الموقف المصري الثابت في التعامل مع الدول العربية, وهذا لا يتناقض علي الإطلاق مع أجندة المصالح المصرية, أجندة المصالح المصرية التي تسعي إلي استقرار الدول العربية, فحالة الاستقرار المرجوة تصب في مصلحة هذه الدول العربية, ومصلحة الأمة العربية, باختصار ليس هناك تناقض بين الأجندة المصرية وأجندة الاستقرار في الدول العربية. المالكي قال عقب لقائه الرئيس مبارك إن موقف الرئيس واضح وصريح في أنه مع العراق كله, وأن أنه مع خيارات الشعب العراقي, ومع تشكيل الحكومة التي يختارها أبناء الشعب العراقي أنفسهم, وأن مصر تقف إلي جانب هذا الاختيار, وأكد المالكي أن مبارك يؤيد المشروع العراقي وفق السياقات القانونية ويطمح لرؤية حكومة عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي, وهذا المعني أيضا هو الذي اكد عليه الرئيس في لقائيه السابقين مع الحكيم وعلاوي. قلت في مقال سابق بعد زيارة علاوي والحكيم إن الخطوة القادمة هي زيارة المالكي, لم يكن لدي معلومات مسبقة, ولكنها قراءة للمشهد السياسي, ولأهمية الدور المصري فيه, وتأكيدا لدور السياسة المصرية التي تقف علي مسافة متساوية من الأطراف العراقية المختلفة ولا تنصر طرفا علي آخر, وتشجع الجهود الرامية إلي تشكيل حكومة تمثل كافة الأطراف, وأن يكون إتمام هذه العملية بعيدا عن تأثير الأطراف غير العراقية. زيارة علاوي والحكيم والمالكي تأكيد علي أهمية الدور المصري في المنطقة, وتأكيد علي أن مصر هي اللاعب الرئيسي لصالح استقرار الدول العربية. * نقلا عن صحيفة الاهرام المسائي