هيمنت لقاءات الأطراف العراقية الأخيرة بالقاهرة والرياض على مباحثات الرئيس حسني مبارك مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمس لدى استقباله أمس بمقر رئاسة الجمهورية، في ظل ما يتردد عن وجود تحفظ مصري سعودي على ترشيح نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته لتشكيل حكومة جديدة مدتها أربع سنوات. وقال الفيصل في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء "ما نستطيع أن نقدمه هو النصح والمشورة، ولكن القرار عراقي، ولا يستطيع أحد أن يحل مشاكل العراق غير العراقيين"، مؤكدا أن مصر والسعودية "يقفان على المسافة نفسها من كل العراقيين، وما يتمنيانه ويطمحان إليه، أن تكون هناك حكومة تمثل جميع العراقيين وتتساوى فيها كل الطوائف في الحقوق والواجبات". وأفادت مصادر دبلوماسية، أن الرياض تسعى لإيجاد توافق عربي معارض للتمديد للمالكي في منصبه، بسبب تقاربه الشديد مع قادة الحكم في إيران، وفي ظل تبنيه لنهج مناوئ للسنة في العراق وسعيه إلى تهميشهم، ووضع عقبات أمام تشكيل زعيم القائمة "العراقية" إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق لتشكيل الحكومة المقبلة وتسعى مصر والسعودية لإيجاد نوع من التوازن على الساحة العراقية، واستغلال رفض قوى مثل القائمة "العراقية" و"المجلس الإسلامي الأعلى" بقيادة عمار الحكيم لاستمرار المالكي في رئاسة الحكومة. وتطرقت المباحثات كذلك لزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لبيروت حيث شدد البلدان بحسب تصريحات الفيصل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على أهمية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان وتركه بعيدًا عن التدخلات الإقليمية. وقال الفيصل ردا على سؤال حول زيارة الرئيس الإيراني للبنان التي بدأت الأربعاء،: "دعونا ننتظر النتيجة، فزيارة الرئيس لها زخم كبير في لبنان، ونتمنى أن تكون النتيجة على الزخم نفسه تجاه السلم اللبناني". وتزامنت زيارة الفيصل للقاهرة مع زيارة قام بها لمقر وزارة الخارجية مساعد وزير الخارجية الأمريكي جيفري فيلتمان حيث التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مباحثات هيمن عليها الوضع في العراق والرغبة في إنهاء حالة الفراغ السياسي المستمر منذ حوالي 6 أشهر وانتزاع دعم عربي لتسوية دائمة هناك.