كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن خطف الرهائن أصبح تجارة رائجة في الأونة الأخيرة تجاوزت أرباحها مليار ونصف المليار دولار سنويا، بينما بلغ عدد ضحاياها 12 ألف شخص. وقالت الصحيفة- الأحد 17 أكتوبر/ تشرين الاول- إن هذا الربح لا يقتصر على ما يدفع فدية لمختطف هنا او هناك أو سفينة تتعرض للقرصنة قرب سواحل الصومال، وانما القدر الاكبر هو في النشاطات التي برزت في السنوات الاخيرة. وأضافت إلى جانب شركات الحراسة الخاصة، اصبح هناك المفاوضون المتخصصون، وخبراء المساومة على الفدية وكذلك شركات التامين ضد الاختطاف. وتحتكر شركتان في لندن النشاط الاخير باستحواذها على نحو 95 % من سوق التامين ضد خطر الاختطاف. وحسب تحقيق قام به الصحفي في رويترز انتوني غراي- الذي اختطف لنحو 27 شهرا في الصين في الستينات- اصبح قطاع اقتصاد الرهائن متضخما في السنوات الاخيرة. ولابراز تحول الامر الى تجارة و"بزنس" للشركات والاعمال، تشير الانبدندنت الى ان اختطاف الرهائن لم يعد كما كان في السابق بغرض مطالب سياسية او القاء الضوء على قضية (كما حدث مع اجانب اختطفوا في بيروت قبل عقود). بل اصبحت عمليات الاختطاف في اغلبها تتم مقابل فدية، من قرصنة السفن الى خطف ابناء الاثرياء. وقالت إن أرباح المختطفون في تصاعد كبير، مشيرة إلى أن تقديرات الشرطة في نيجيريا تذكر أن نحو 100 مليون دولار تم دفعها كفديات للمختطفين بين عامي 2006 و 2008. وتشير الصحيفة البريطانية الى التحول في جغرافية قطاع اعمال الرهائن منذ 2004. فقبل ذلك كانت امريكا اللاتينية تستحوذ على 65 % من عمليات الاختطاف في العالم. ومنذئذ تراجعت النسبة الى 37 % مع انتعاش التجارة في بلدان كالفلبين وافغانستان ونيجيريا والسودان والكونغو والعراق ونيبال ةواليمن وباكستان. ويصل متوسط الاختطاف الى 12 الف شخص سنويا الان، اغلبهم من عمال الاغاثة او عمال شركات كبرى كشركات الطاقة او ابناء او احفاد اثرياء. كما تشير الصحيفة إلى المعاملة التي يتلقاها الضحايا من قبل مختطفيهم تختلف بشكل جذري. ففي المكسيك قد يتعرض الضحايا لفقدان طرف أو أخر إذا ظن المختطفون أن ذلك قد يسرع من مسألة حصولهم على الفدية وربما يُقتل الضحايا في نهاية المطاف، بينما يتلقى الضحايا في نيجيريا معاملة جيدة في العادة، ونادرا ما يتعرضون للأذى من قبل مختطفيهم. ونشرت الصحيفة لأبرز جرائم الاختطاف في الأونة الأخيرة، ففي سبتمبر/ ايلول، لقي ثمانية سائحين مصرعهم خلال عملية تحرير رهائن في مانيلا، وفي أغسطس/ اب، تعرض ثلاثة طيارين روس للاختطاف في دارفور، وفي يوليو/تموز، تم اختطاف 4 صحفيين في المكسيك، وفي يونيو/حزيران، اختطفت عصابة محترفة حفيدة أحد رجال الأعمال الروس، وفي مايو/ ايار، جرى اختطاف عدد من الفنيين الصينيين في نيجيريا، وفي إبريل/نيسان، وقع ثمانية من عمال الصليب الأحمر ضحايا لعملية اختطاف في الكونغو الديمقراطية، وفي مارس/اذار، تم اختطاف مخرج سينمائي بريطاني في باكستان، وفي فبراير/شباط، تعرض أربعة موظفين باكستانيين تابعين لوكالة المعونة الأمريكية لعملية اختطاف، وفي يناير/كانون الثاني، تم اختطاف متعاقد أمريكي يعمل في العراق.