قال الرئيس الفرنسى فرانسو أولاند إن المؤتمر الدولى الخاص بالعراق يهدف إلى توفير الدعم السياسى اللازم للسلطة الجديدة فى العراق فى حربها ضد تنظيم "داعش" . وأعرب أولاند فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره العراقى فؤاد معصوم عقد صباح الاثنين فى باريس عن بالغ شكره لكافة الدول التى تشارك اليوم فى المؤتمر والتى يبلغ عددها نحو 30 دولة كما رحب بالاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة. وأوضح أولاند أن تنظيم "داعش" الإرهابى لم يذبح فقط الصحفيين وإنما أيضا ارتكب مذابح وعمليات قتل ضد المدنيين وهاجم الضعفاء من الأطفال والنساء والأقليات الدينية بهدف القضاء على مجتمعات بعينها. وأضاف أن تنظيم "داعش" الذى يتواجد فى العراقوسوريا ويدعى تأسيس دولة, يشكل خطرا دوليا ما يستوجب وجود رد دولى ينطلق أولا من الشعب العراقى نفسه. ورحب أولاند بجهود السلطة العراقية الجديدة لبدء حوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت رئاسة حيدر العبادى, تحترم مختلف الطوائف العراقية وتعمل على ضمان وحدة وسيادة العراق. ومضى يقول إن قرار مجلس الأمن رقم 2170 اعتبر أن تنظيم "داعش" يشكل خطرا على الأمن الدولى وبالتالى فإن الحرب التى يخوضها الشعب العراقى ضد الإرهاب هى حرب تخص أيضا المجتمع الدولى برمته لذا لابد من الالتزام بدعم السلطة العراقية بشكل واضح وقوى إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية لما يقرب من مليونى شخص تشردوا وفقدوا كل ما يملكون فى هذه الحرب. ولفت إلى أنه لابد من بذل جهود خاصة لتوفير جسور للمساعدات الإنسانية وتعزيز جهود الأممالمتحدة فى هذا المجال . مشيرا إلى أن العراق بحاجة أيضا إلى دعم عسكرى ما يستوجب على أصدقاء العراق تنسيق جهودهم من أجل التعاطى مع احتياجات السلطات العراقية فى هذا المجال. وقال إن فرنسا من جانبها وفرت معدات للسلطات العراقية, كما أن الولاياتالمتحدة تعاطت مع الموقف وأطلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما مبادرة لخلق تحالف كبير لمحاربة "داعش" فيما تفاعلت العديد من الدول فى المنطقة وخارجها مع المبادرة. وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند – فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره العراقى فؤاد معصوم عقد صباح اليوم الاثنين فى باريس – إن "داعش" لا تتواجد فقط فى العراقوإنما توجد أيضا فى سوريا, وتشكل تهديدا على منطقة الشرق الأوسط برمتها, كما تدعو هذه المنظمة الإرهابية المزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم للانضمام إليها ما يؤثر على العديد من الدول بما فى ذلك فرنسا . داعيا المجتمع الدولى إلى بذل مزيد من الجهود من أجل منع استقطاب شبابها وتجندهم فى مثل هذه المنظمات الإرهابية. وأوضح أولاند أن البرلمان الفرنسى يناقش حاليا مشروع قانون يضمن معاقبة كل من يثبت تورطه فى استقطاب الشباب وتجندهم فى المنظمات الإرهابية. واعتبر أن التعاطى مع التهديدات الإرهابية لابد أن يكون سياسيا مشيرا إلى أن المجتمع الدولى لابد أن يتوصل إلى حل دائم للقضاء على منبع هذا التنظيم فى سوريا. وفيما يتعلق بلبنان شدد أولاند على ضرورة العمل على الحفاظ على سيادة لبنان, مشيرا إلى أن فرنسا ستقوم بتوفير المعدات اللازمة لضمان أمن وسيادة لبنان التى تستضيف على أراضيها ما يقرب من مليونى لاجىء سورى. ومن جانبه ثمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم الاستجابة الدولية السريعة في مواجهة إرهاب داعش الذي يعد أخطر تحديات هذا العصر, لافتا إلى التحول النوعي في الفكر المتطرف والمتمثل في انتقال عمل قوى الإرهاب من عمليات إجرامية متفرقة إلى مستوى العمل من أجل تأسيس دولة إرهابية. وقال معصوم ` في كلمته أمام مؤتمر باريس الدولي بشأن العراق اليوم الاثنين ` إننا نقدر الموقف الفرنسي الداعم للعراق وشعبه وهو يتصدى لأبشع أنواع الإرهاب وجرائمه مضيفا أن الإرهاب الداعشي لم يستثن أية ديانة ولا طائفة ولا قومية حيث طالت يده الآثمة الشيوخ والأطفال والرجال والنساء. ولفت الرئيس العراقي إلى أن تأسيس الدولة الإرهابية يراد منها أن تكون منطلقا لأماكن أخرى من الشرق الأوسط إلى العالم أجمع, مؤكدا أنها أهداف باتت معلنة في بيانات وخطابات قادة داعش . وأضاف معصوم قائلا "لعل وجود متطوعين إرهابيين من أصول أوروبية وغير أوروبية هي واحدة من إشارات هذا التحول النوعي في عمل الإرهاب وتمدده وبما يتجاوز الفكر الاستراتيجي التقليدي الذي كان معروفا عن عمل القاعدة" . وأشار إلى أن خطورة هؤلاء المجرمين تكمن في قدرتهم على "غسل عقلية الشباب" في الأماكن التي يسيطرون عليها وإعدادهم كانتحاريين, فضلا عن استخدامهم أحدث التقنيات التكنولوجية لبث الرعب والدعاية خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وتابع معصوم قائلا " لقد قدمنا إلى باريس في أعقاب نجاح تشكيل حكومة وحدة وطنية يجد الشعب العراقي كله تمثيله فيها بمختلف مكوناته", مناشدا المجتمع الدولي إلى مساندة الشعب العراقي في مواجهة هذا الإرهاب الداعشي. وأكد أن داعش استهدف المسيحيين والايزيديين والتركمان والكرد والعرب العراقيين والشيعة والسنة على حد سواء, مضيفا أنه بهذه الطبيعية الإجرامية تم قتل الآلاف من الشباب وسبي النساء وأسر الأطفال والشيوخ مما اضطر مئات الآلاف للنزوح والتشرد من مدنهم التي استباحها المجرمون . ولفت الرئيس العراقي إلى أن التنظيم المعروف باسم "داعش" يمارس جرائم إبادة جماعية وجرائم تطهيرعرقي وديني ضد المواطنين العراقيين, فيما لا يزال عشرات الآلاف من العوائل العراقية التي لم تسمح ظروفها بالهجرة من مناطق القتال رهائن عند هذا التنظيم. وأضاف أن داعش مارس جرائم بحق الحضارة الإنسانية عندما قام بتدمير المواقع الحضارية والآثارية والقبور والأضرحة والكنائس والمساجد والمعابد في البلاد, واصفا هذا التنظيم ب"الخطير". ودعا معصوم إلى ضرورة اتخاذ مواقف حازمة ضد هذا التنظيم الإرهابي, معربا في الوقت نفسه عن تقديره لنتائج مؤتمر جدة الذي عقد الاسبوع الماضي في السعودية. وتابع الرئيس العراقي يقول "إن مؤتمر جدة يعد خطوة مهمة لتوحيد الجهود المشتركة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي", معربا عن شكره البالغ على المساعدات الإنسانية والدعم العسكري الذي قدمه كل من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وسائر دول الاتحاد الأوروبي وإيران وتركيا والسعودية للمواطنين النازحين والمحاصرين في مناطق القتال. وطالب معصوم بالاستمرار في شن الحملات الجوية المنتظمة ضد مواقع الإرهابيين وبالمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية وبمواصلة تقديم المساعدات للاجئين والنازحين العراقيين. وأكد الرئيس العراقي أن مؤتمر باريس يأتي لتعزيز مبادئ الشراكة الإنسانية وترسيخ العمل إرادة موحدة وذلك لمواجهة الإرهاب في العالم.