شنت السلطات السعودية حملة ضد من تسميهم ب "الفئة الضالة" فيما زادت قوافل الانتحاريين السعوديين لليمن والعراقوسوريا مما يجعل الرياض في مواجهة مع "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش"، كما يرى الباحث السعودي عبد العزيز الخميس. وقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية مطلع هذا الأسبوع اعتقال حوالي تسعين شخصا معظمهم سعوديون للاشتباه بأنهم خططوا لهجمات "إرهابية" داخل وخارج المملكة، فيما تم رصد أسماء سعودية جديدة، التحقت بركب "الانتحاريين" في البؤر المضطربة في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. وذكر بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية أن الوزارة تابعت عددا من المشتبه بهم في إطار التصدي لما وصفته بنشر "الفتنة والفهم السقيم" الذي غرر بأبناء المجتمع "وجرهم إلى مواقع الفتن". وفي حوار مع DW عربية أكد الباحث والناشط الحقوقي السعودي المقيم في لندن عبد العزيز الخميس أن السعودية تعاني كثيرا من المتطرفين الذين يتواجدون بكثرة داخل أوساط الشباب، وهناك الكثير من الشيوخ الذين يروجون لهذا الفكر وينشرونه داخل المجتمع السعودي. وأكدت الداخلية السعودية أن المعتقلين لديهم صلات مع تنظيم داعش وجماعة جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا أو مع فرع القاعدة في اليمن. ويرى عبد العزيز الخميس أن السعودية باتت في مرمى تنظيم "داعش " ويرى أن هناك تنامي للمخاطر الإقليمية بعد تنامي قوة هذا التنظيم وانتشاره في العراق وسيطرته هناك على مناطق إستراتجية قد يستعملها لمهاجمة السعودية. وقد سبق للرياض أن عبّرت منذ فترة طويلة عن مخاوفها من استهداف إسلاميين جهاديين للمملكة من خلال سعوديين شاركوا في القتال بالعراقوسوريا. وفي الفترة بين عامي 2003 و2006 شن جهاديون سعوديون من القاعدة حاربوا في العراق وأفغانستان وعادوا إلى السعودية لشن هجمات على أهداف أجنبية وحكومية في المملكة، وعملت السلطات الأمنية على سحق خلايا القاعدة في البلاد وصدرت أحكام بالسجن على المئات منذ ذلك الحين. ويرى عبد العزيز الخميس أن تنظيم "داعش وجه آخر للقاعدة، وهو يتبع نفس الفكر ونفس التشدد ما عدا إعلانه للخلافة، وبذلك يختلف عن القاعدة"، ويضيف أن السعودية لديها خبرة كبيرة في محاربة القاعدة وهي تستعمل تلك الخبرة حاليا في محاربة الدولة الإسلامية. ويرى مراقبون أن محاربة هذا التنظيم تقتضي أولا تجفيف مصادر التمويل. ويوضح الخميس أن هناك أطرافا داخل السعودية وفي الخليج العربي تموّل الفكر المتطرف والفكر الإخواني خاصة، وقال إن الفكر الإخواني هو أيضا حاضن للتطرف، فابن لادن نفسه كان عضوا سابقا في حركة الإخوان باعتراف أيمن الظواهري.