على الرغم من كونها واحدة من أفقر الدول في العالم، إلا ان هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)تقول"إن أفغانستان تضم اراضيها واحدا من أغنى الكنوز الدفينة من المعادن في العالم،وبما تتعدى قيمتها ما يقرب من1تريليون دولار". كان هذا ملخص تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)التى بدأت التفتيش عن الموارد المعدنية لدى أفغانستان بعد ان اطاحت القوات التى تقودها الولاياتالمتحدة بحركة طالبان من السلطة في البلاد في عام 2004. ويقول التقرير ان مساحة افغانستان التى تبلغ نحو 652,864 كم2، وتقارب مساحة ولاية تكساس الامريكية ، تعج اراضيها بانواع مختلفة من المعادن..ففي عام 2006،سافر باحثون أمريكيون فى بعثات محمولة جوا لإجراء مسوحات فائقة للطيفية المغناطيسية، والجاذبية فوق أفغانستان،وكشفت المسوحات المغناطيسية عن وجود المعادن الحاملة للحديد على عمق يصل إلى 6 أميال(10كيلومترات) تحت سطح الأرض، في حين حاولت عمليات مسح الجاذبية تحديد الاحواض المليئة بالرواسب التى يحتمل ان تكون غنية بالنفط والغاز، وقد تم تعيين أكثر من 70 في المئة من البلاد في فترة شهرين فقط . المسوحات اكدت جميع الاكتشافات السوفيتية الكبرى،التى كشفت عنها خرائط و تقارير جيولوجية سوفيتية يرجع تاريخها لاكثر من 50 عاما، كان موظفو المسح الجيولوجي بأفغانستان قد حافظوا عليها و تكشف عن كون البلاد منجم جيولوجي كبير. ويشير تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ، الى ان أفغانستان لديها نحو 60 مليون طن من النحاس و 2.2 مليار طن من خام الحديد، و1.4 مليون طن من العناصر الأرضية النادرة مثل اللانثانيوم lanthanum، السيزيوم cerium والنيوديميوم neodymium،والألومنيوم والذهب والفضة والزنك والزئبق والليثيوم. وعلى سبيل المثال، تبلغ قيمة العناصر الأرضية النادرة في اقليم"هلمند"نحو 89 مليار دولار، حيث تذخر ارض الاقليم بالكامل بالعناصر الأرضية النادرة. ويقول جاك ميدلين Jack Medlin ، المدير الجيولوجي لبرنامج مشروع المسح الجيولوجي الأمريكي فى أفغانستان " انها بلد غنى جدا جدا بالموارد المعدنية، ولقد وجدنا 24 عنصرا على الأقل من العناصر الأرضية المعدنية". وفى عام 2010، جذبت البيانات انتباه فرق وزارة الدفاع الامريكية المنوطة بالأعمال وعمليات الاستقرار (TFBSO)، و التى عهد إليها إعادة بناء أفغانستان، و قامت بتقييم الموارد المعدنية في أفغانستان بنحو 908 مليار دولار، بينما تقديرات الحكومة الافغانية كانت 3 تريليون دولار. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، شرعت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) و فريق المهام لبرنامج عمليات العمل والاستقرار (TFBSO)،القيام بعشرات الرحلات في منطقة الحرب لجمع وتحليل العينات المعدنية لتأكيد نتائج المسح الجوية. وقد ساعد عمل الباحثين على تطوير ما هي أساسا كنز الخرائط التي تسمح لشركات التعدين بالتعرف على المعادن المنتشرة فى طول البلاد وعرضها ، وتحديد كمياتها . وقد ادى هذا العمل البحثى لجذب شركات التعدين للبحث عن المعادن فى اقغانستان وقد وقعت الحكومة الأفغانية بالفعل عقد لمدة 30 عاما بقيمة 3 مليارات دولار مع مجموعة التعدين الصينية China Metallurgical Group المملوكة للدولة ومقرها في بكين، لاستغلال ودائع النحاس فى ميس أيناك Mes Aynak، كما تم منح حقوق التعدين لأكبر منجم للحديد في البلاد إلى مجموعة من الشركات الحكومية و الخاصة الهندية . ويقول سعيد ميرزادSaid Mirzad المنسق المشارك فى برنامج هيئة المسح الجيولوجي الامريكية في أفغانستان: "ان هذه الموارد توفر الإمكانات لأفغانستان لتطوير اقتصادها، وخلق فرص عمل وبناء البنية التحتية، التى ستجعل البلاد تتقدم نحو المستقبل، ان الثروات المعدنية يمكن أن ترفع أفغانستان من الفقر و تساعدها على مكافحة الجريمة والإرهاب". و يضيف "سعيد"ان الإرهابيين يستغلون بؤس السكان المحليين ، فاذا ما توفر لهم الوظائف و اصبحوا قادرين على توفير غذائهم و كان لديهم مايدافعون به عن انفسهم ، فان الارهابيين الذين عددهم قليل لن يكون لهم تاثير ". ومع ذلك، فان تطوير صناعة التعدين في أفغانستان تواجه تحديات كبرى ، و أحد أكبر التحديات هو" الأمن"، كذلك هناك تحد آخر هو عدم وجود"البنية التحتية"، فالانتاج المعدنى يحتاج الى الطاقة ايضا ولتطوير المناجم يجب توفير الطرق والسكك الحديدية. بل هناك اهم عنصر و هو " المياة" وهو امر حيوى في معظم عمليات التعدين. ويقول جاك ميدلين Jack Medlin ، المدير الجيولوجي لبرنامج مشروع المسح الجيولوجي الأمريكي فى أفغانستان " كل شيء يمثل تحديا كبيرا، لكنه قابل للتحقيق، ولن يحدث بين عشية وضحاها، لكنه قابل للتحقيق "، و يضيف قائلا إن بعثة هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تساعد حاليا فى إعادة بناء الخبرات العلمية لهيئة المسح الجيولوجي فى أفغانستان، وتدرب الباحثون على التقنيات الحديثة مثل الاستشعار، والهدف هو مساعدة الأفغان على تنمية موارد الباد المعدنية بطريقة مستدامة.