دعا عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية المجتمع الدولي إلى دعم وتأييد وحدة السودان وتكاتف الجهود من أجل تحقيق ذلك، محذرا من التدعيات الناجمة عن احتمالات الانفصال. وأكد موسى موقف الجامعة العربية المبدئي الواضح من ضرورة إجراء الاستفتاء في موعده المقرر بكل الشفافية والنزاهة المنشودتين وتحت رقابه دولية تشارك الجامعة العربية فيها باتساق مع المعايير الدولية المتعارف عليها. وجدد الأمين العام لجامعة الدول العربية - في كلمته أمام الاجتماع رفيع المستوى بشأن السودان الذي عقد بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة - رؤية الجامعة بضرورة التوصل الى حلول للقضايا العالقة بين شريكى الحكم، والى تفاهمات بينهما حول مرحلة ما بعد الاستفتاء، وتتفق كلية وكاملة مع الاتحاد الإفريقي في هذا التوجه. وأوضح أن ضغط الوقت يدفع السودان به نحو مفترق طريقين أحدهما يحفظ عليه وحدته وأمنه واستقراره، ويوفر فرصا أفضل للتنمية والرخاء لأبنائه، والثاني يحمل معه مخاطر التقسيم والتفتيت وزعزعة الأمن والاستقرار وتراجع لفرص التنمية والتقدم مع تداعيات فى الحالتين على دول جواره بل وعلى دول القارة الإفريقية، داعيا إلى ضرورة التكاتف لدعم الخيار الأول. وقال موسى - في كلمته التي وزعتها الأمانة العامة للجامعة العربية الاحد - إن موقع السودان ثابت في الخريطة ولن يتغير، وثقافاته المتنوعة والمتعددة ظلت دوما مميزة له في العالمين العربي والإفريقي، ودورنا اليوم هو تعزيز هذا التناغم وتقويته، فلا ينبغي أن تُحبط عزائمنا أو تثبط هممنا بل يجب أن تتضافر جهودنا وتتناسق تحركاتنا ليسود السلام ويتحقق الأمن والاستقرار في ربوع السودان وجواره وفي القارة الإفريقية بأكملها. ونبه الأمين العام إلى أن محاولة تهميش دور الجامعة العربية لن يكتب لها النجاح فضلا عن آثارها السلبية على روح الفريق الواحد في معالجة التحديات التي يواجهها السودان. ولفت إلى أن هذا الاجتماع يعقد في تاريخ هام من تاريخ السودان الحديث، وذلك قبل ثلاثة أشهر تقريبا من انتهاء الفترة الانتقالية التي حددها اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005، وانعقاد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، وهو التفاهم الذي شكل جوهر اتفاق السلام. وشدد على أن اتفاق السلام اقترن بضرورة أن نساعد جميعا أشقاءنا في السودان على تغليب شعار الوحدة وجعلها خيارا جاذبا عند التصويت على الاستفتاء وعلى العمل أيضا مع أشقائنا السودانيين من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد الإفريقي العربي الكبير والهام لنا جميعا. وتابع أن هذا الاجتماع يعقد في ظل مسيرة للسلام في دارفور تنعقد بثبات ونجاح في العاصمة القطرية الدوحة برعاية من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وبمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع الدارفوري من حركات مسلحة ومجتمع مدني، وفي ظل محاولات هامة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ومصالحة وطنية وإطلاق مسيرة تنموية لهذا الاقليم.