- السودان يمر نحو مفترق طرق إما الوحدة والرخاء وإما التقسيم وزعزعة الأمن - ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير بكل الشفافية تحت رقابه دولية - محاولة تهميش دور الجامعة العربية في السودان لن يكتب لها النجاح - عقد المؤتمر العربي الثاني للإستثمار والتنمية في جنوب السودان بمملكة البحرين نوفمبر القادم - انطلاق اجتماع لدعم التنمية في شرق السودان بمبادرة من دولة الكويت ديسمبر المقبل - إدانة عمليات خطف الرهائن من العاملين في منظمات الإغاثة واليوناميد بدارفور في ظل التمخضات التي تشهدها الساحة السودانية في الوقت الراهن، من وضع السلام في إقليم دارفور، وشبح الانفصال الذي ربما للأسف بات وشيكًا مع اقترانه بموعد الاستفتاء وتحديد تقرير المصير بين كل من شمال وجنوب السودان، يناير المقبل، وفي ظل الجهود العربية والدولية الراهنة لجعل الوحدة خيارًا جاذبًا لكل السودانيين، عقد 24 الجاري، الاجتماع رفيع المستوى بشأن السودان في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 65. خصوصية السودان: كانت الجامعة العربية حاضرةً لتطرح رؤيتها، عبر أمينها العام عمرو موسى، حيث قام بالمطالبة بضرورة النظرة الكلية الشاملة في التعامل مع قضايا السودان سواء في دارفور أو الجنوب- دون إغفال الخصوصية -، لأنها مترابطة وتؤثر في بعضها البعض، معتبرًا أن ذلك شرط هام لتسويتها، وأن مسؤولية حل جميع القضايا تقع في المصاف الأول على الأطراف السودانية نفسها. ودعا موسى، إلى تنسيق الرؤى الإقليمية والدولية، أكثر من أي وقت مضى، تنسيقًا يتعامل مع التحديات التي نواجهها تقديرًا ووعيًا لمكانة السودان في المنطقتين العربية والأفريقية، في إطار فهم تأثير التطورات على السلم والأمن في أفريقيا والعالم العربي بشكل مباشر، بل والسلم والأمن الدوليين. مفترق طرق: ولفت إلى أن السودان ذو الهوية والثقافة المتداخلة، يشهد اليوم وتحت ضغوط عامل الوقت تطورات ذات مغزى عميق واضح الدلالة، سواء بصدد قضية الجنوب أو قضية دارفور، منبهًا أنها تحديات جسام تدفع به نحو مفترق طريقين أحدهما: يحفظ عليه وحدته وأمنه واستقراره، ويوفر فرصًا أفضل للتنمية والرخاء لأبنائه، والثاني يحمل معه مخاطر التقسيم والتفتيت وزعزعة الأمن والاستقرار وتراجع لفرص التنمية والتقدم، مع تداعيات في الحالتين على دول جواره، بل وعلى دول القارة الأفريقية. وأوضح أمين عام الجامعة العربية، أن الطريق الأول تتوافق عليه الآراء، باعتباره الهدف الإستراتيجي المنشود، ويشكل روح اتفاق السلام الشامل، إلا أنه يستوجب ليس فقط دعمنا وتأييدنا، بل وتكاتف جهودنا وتنسيق تحركاتنا آخذين في الاعتبار ضرورة العمل معًا وبقوة للحد من التداعيات السلبية للطريق الثاني. تقرير المصير: وأكد موسى، موقف الجامعة العربية المبدئي الواضح من ضرورة إجراء الاستفتاء في موعده المقرر، بكل الشفافية والنزاهة المنشودتين، وتحت رقابه دولية تشارك الجامعة العربية فيها، باتساق مع المعايير الدولية المتعارف عليها، منوهًا أنها تجدد رؤيتها بضرورة التوصل إلى حلول للقضايا العالقة بين شريكي الحكم، وإلى تفاهمات بينهما حول مرحلة ما بعد الإستفتاء، وتتفق كليةً وكاملةً مع الإتحاد الأفريقي في هذا التوجه. تمهيش الدور العربي: وشدد موسى، في هذا الإطار، على أن محاولة تهميش دور الجامعة العربية لن يكتب لها النجاح فضلاً عن آثارها السلبية على روح الفريق الواحد في معالجة التحديات التي يواجهها السودان. وقال: أن الجامعة العربية ستمضي بثبات في الالتزام بموقفها المبدئي القائم على دعم عملية التنمية في ربوع السودان، والإسهام في بناء قدراته في قطاعات مختلفة من بنيته التحتية، خاصة تلك التي تربط الجنوب بالشمال على نحو يعظم من المصالح المشتركة، والأمن المتبادل، ويوفر مناخًا أفضل لبناء الثقة بين شريكي الحكم والسلام. دعم عربي: وذكر عمرو موسى، أنه اتساقًا مع تلك التوجهات والمواقف انعقد تحت رعاية الجامعة العربية المؤتمر العربي الأول للإستثمار والتنمية في فبراير 2010، ومن المنتظر أن ينعقد المؤتمر الثاني تحت رعايتها أيضا لتنمية وتطوير الجنوب بمبادرة من مملكة البحرين فى المنامة في شهر نوفمبر القادم، هذا فضلا عن جهود وإسهامات مقدره من جانب دول عربية عديدة على المستوى الثنائي للمساهمة في تنمية وبناء قدرات الجنوب فى مجالات عديدة. وأوضح أنه في الإطار التنموي نفسه ينعقد في شهر ديسمبر القادم اجتماع لدعم التنمية في شرق السودان بمبادرة من دولة الكويت، وتنظيم من صندوق الكويت الإنمائي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. أما بالنسبة لدعم العمل التنموي في دارفور، فأكد موسى، أن الجامعة العربية، في الوقت الذي تقدر الدور الهام لقوات "اليوناميد" لتعزيز الإستقرار في هذا الإقليم، كما تدين بقوة عمليات خطف الرهائن من العاملين في منظمات الإغاثة واليوناميد، فإن جهودها تتواصل من أجل دعم عملية الإنعاش المبكر وإنشاء قرى لتقديم الخدمات للسكان، وقال أنه افتتح شخصيًا ثلاث قرى في شهر فبراير الماضي، منوهًا بالمبادرة الهامة لدولة قطر بإنشاء صندوق لتنمية دارفور برأسمال 2 مليار دولار، وبجهد المؤتمر الإسلامي وجمهورية مصر العربية للبناء على نتائج مؤتمر المانحين الدوليين لإعادة إعمار دارفور، وباستعداد "اليوناميد" المقدر بالعمل في هذا الميدان كمدخل رئيسي لتحقيق الاستقرار.
لقاء هام: وكان موسى في كلمته، قال: أنه قبل ثلاثة أشهر تقريبًا من انتهاء الفترة الإنتقالية التي حددها اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005، وانعقاد الإستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، وهو التفاهم الذي شكل جوهر اتفاق السلام، يحتم علينا جميعًا مساعدة أشقاءنا في السودان على تغليب شعار الوحدة وجعلها خيارًا جاذبًا عند التصويت على الإستفتاء، وعلى العمل أيضًا مع أشقائنا السودانيين من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد الأفريقي العربي الكبير والهام لنا جميعًا. وأكد على أهمية هذا اللقاء على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصةً في ظل مسيرة للسلام في دارفور تنعقد بثبات ونجاح في العاصمة القطرية الدوحة برعاية من الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي والأممالمتحدة، وبمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع الدارفوري من حركات مسلحة ومجتمع مدني، وفي ظل محاولات هامة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ومصالحة وطنية وإطلاق مسيرة تنموية لهذا الإقليم، معتبرًا أن هذا الاجتماع ينعقد في ظل رغبة دولية في تعظيم التناغم والتنسيق بين مفرداته، خاصةً المتأثرين بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في السودان، تأكيدًا على وحدة أهدافنا ورؤانا عبر آليات التشاور والتنسيق القائمة بيننا على مستوياتها المتعددة. يذكر أن، هذه الجلسة حضر بها، كل من: بان كي مون سكرتير عام الأممالمتحدة، وجون بينج رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي، والفريق سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ورئيس حكومة الجنوب، وعلي عثمان محمد طه نائب رئيس جمهورية السودان.