والله لا أعرف كيف أعتذر للقارئ عن الأخطاء التي تظهر في مقالاتي: في النحو والصرف والإملاء والمنطق.. ولاأعرف كيف أجمع هذه الاخطاء في مقال واحد. ثم اشير بأصبعي لمن.. فالمقال يمر بعمليات فنية كثيرة حتي يصل إلي عيني القارئ وكم في المائة يصدقني او يصدقنا القارئ..فهناك حروف متشابهة كالتاء والثاء, والواو والراء, والقاف والفاء, والحاء والخاء, وبانتقال نقطة من حرف إلي حرف من فوق أو من تحت يتغير المعني.. وأكثر القراء ليس عندهم تسامح.. فالكاتب إذا أخطأ ولم يعتذر فهو مغرور يتعالي علي الناس. وإذا اعتذر فكم مرة. مثلا الغلطة المطبعية الشهيرة التي احدثت أزمة بين مصر وإسرائيل. ففي حديث لي مع الرئيس السادات قال عن مستعمرة ياميت: إننا لانريدها فليحرثوها, وكانت الصحف تنشر احاديثي مع الرئيس السادات, فظهرت في الأهرام هكذا: اننا لانريدها فليحرقوها, وحكاية الحريق تصيب اليهود بالجنون, لانها تذكرهم بمحارق هتلر, وكان لابد من الاعتذار, واعتذرت, ولولا ان التشابه بين الثاء والقاف, لكانت مأساة, وهذان الحرفان تحت العيون المرهقة في المطابع متقاربان. واذكر ان الرئيس طلبني في ساعة مبكرة ولم أكن قد قرأت الأهرام مع ان هذه العبارة قد ظهرت صحيحة في الاخبار والجمهورية, ولا كان الرئيس قد قرأالأهرام, ولابد انهم في إسرائيل قد قرأوا الصحف ليلا, وفي الصباح الباكر ايقظوا الرئيس السادات! نقلا عن صحيفة الاهرام