يصر الإخوان على الخراب والدمار لهذا الوطن. .. فهم لا ينظرون إلى المستقبل أبدًا.. وإنما يشدون الناس إلى الوراء دائمًا.
.. يصرون بمندوبهم فى قصر الرئاسة على الاستمرار فى بناء مجتمع أو مجمع فاش يضم أعضاءهم وأنصارهم ومواليهم الذين يستقوون بهم الآن.. ويطلقونهم عبر فضائياتهم على المعارضين -الذين كانوا وقود الثورة وما زالوا يحتفظون بحيويتهم من أجل بناء وطن الحرية والعدالة والقانون- يكيلون بأفظع الشتائم ليبنوا طاعتهم للحكام الجدد.. وهم الذين كانوا عملاء دائمين للنظام السابق وأجهزته الأمنية.. وهم لا يدرون أن الجماعة ستتخلص منهم إذا تمكَّنوا، وإن كان لا مانع عندهم من مكافأتهم الآن.
يصرون على البناء المخالف حتى لمجتمعهم الفاشى، ليصبح كل شىء عندهم باطلًا.. ويجب هدمه وإعادة البناء من جديد.. لكن ذلك الأمر سيكلّف البلاد كثيرًا.
لقد تخيَّل الناس بعد الثورة العظيمة -التى انقض عليها الإخوان- أن هناك مجتمعًا جديدًا سيتشكَّل بشكل يستعيد لمصر دورها ولشعبها كرامته، ونشر الحرية والديمقراطية من أجل وطن حر ديمقراطى، وتستعيد الدولة دورها، وتتعافى من أزمتها التى جعلتها شاخت فى ظل حكم الديكتاتورية وتحالف الاستبداد مع المال.. فإذا بهم يستبدلون بالحكم حكمًا أسوأ منه.. ليتحالف الاستبداد الفاشى المستغل للدين مع تجار التجزئة والجملة، من أجل خراب البلد.
ورغم أن الكل يعلم جيدًا أن الإخوان ومَن معهم الآن لم يكونوا مع الثورة من بدايتها، ولم يكونوا أبدًا ثوارًا كما يدَّعون الآن بأنهم هم الثوار، ويهتفون فى تجمعاتهم «ثوار.. ثوار.. هنكمل المشوار».. وقياداتهم لم يكونوا مع خروج المظاهرات فى 25 يناير 2011، وكان حلفاؤهم الآن هم مَن يكفّرون مَن يخرج على الحاكم، حتى فى أيام الثورة.. ويا سبحان الله، أصبحوا الآن هم الثوريين الذين يكفّرون معارضى مرسى!!
إلا أنهم سعوا من البداية إلى استغلال الثورة فى حصولهم على اعتراف النظام السابق.. وقد هرولوا إلى الحوار الذى دعا إليه مبارك عبر نائبه عمر سليمان، والذى كان القصد من ورائه الانقسام فى التحرير وميادين مصر فى الثورة على مبارك ونظامه.. لكنهم ذهبوا «كان محمد مرسى والكتاتنى ممثلَين للإخوان» فى الوقت الذى كان فيه الميدان والقوى الثورية تتمسك بأنه «لا حوار إلا بعد الرحيل». ومن ثَم استمروا فى سياساتهم وتحالفوا مع المجلس العسكرى لتنفيذ تعليمات بأن ما جرى فى 25 يناير لم يكن ثورة وإنما كان انتفاضة.. وهكذا اتّخذوا مواقفهم وتحالفهم مع العسكر.. وجرت «قراءة فاتحة» بين عدد من جنرالات العسكر، للتوافق بينهما.
وكانت النتيجة أحداث محمد محمود والموقف المزرى للإخوان من تلك الأحداث التى اتهموا فيها الثوار بالعمالة وتنفيذ أجندات أجنبية.. كما يفعلون الآن. واستمر الأمر فى أحداث مجلس الوزراء، وستكشف الأيام القادمة مدى التعاون الذى جرى بين الإخوان والمجلس العسكرى لإجهاض الثورة.
وهو ما أدَّى إلى غرور الإخوان وقياداتهم الذين أُصيبوا بلوثة عقلية، عندما وجدوا الدولة تقع فى أيديهم.. وأنهم يوزعون على بعضهم المناصب والمزايا.. وينكشفون أمام الناس بأنهم عاجزون وتافهون.. وفاسدون.. وفسادهم ليس أقل من فساد النظام السابق.. وراجعوا قياداتهم وتصريحاتهم «الفاشية». ويستمرون فى غيّهم وكأنهم ملكوا الأرض! ويصرون على دستور باطل.
ويصرون على استفتاء «أسود» عليه باطل ومزور، وكأنهم لم تصلهم نتيجة المرحلة الأولى، التى جاءت بما يقرب من نصف الناس رافضة له رغم تزويرهم الفاضح.. وما زالوا يصرون على استكماله وإكماله.. وممارسة تزوير إرادة المواطنين باستحلالهم الكذب والتزوير والفحشاء والتضليل، من أجل تمكينهم «هكذا تؤكد فتاوى مشايخهم» من السلطة والحكم بشريعة الله.. والشريعة براء منهم جميعًا.
وبعد استفتائهم الأسود المزور سينقلون تشريعهم إلى مجلس الشورى الباطل.. والذى يعطلون حكمه عن طريق محاصرة بلطجيتهم المحكمة الدستورية، لوقف حكمها بحلّه. ومع هذا يريدون أن تمر قوانينهم وتشريعاتهم الظالمة والفاشية عبر مجلس صهر محمد مرسى، الذى جاء بالتلفيق وبنسبة 7٪ فقط من الأصوات، وبانتهاكات وبمخالفة للقانون والدستور.
ويزيد النظام فى جريمته، مع مرجعيته وجماعته، بتعيينهم مواليهم ومنافقيهم الجدد فى مجلس الشورى الباطل.
إنهم بتخلّفهم وغرورهم «الجاهل» يضعون المجتمع فى أزمة مستمرة.. ومن باطل إلى باطل. فعلاً.. سرقوا الثورة يا محمد.