الإسلاميين سيطروا في الساعات الاولى من فجر الجمعة.. وتركوا الأمن في مواجهة مباشرة مع المعارضين بعد العصر 20مصاب فى اشتباكات القائد .. و4 مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين
صلاة الجمعة وسط تكثفات أمنية مشددة تعيد الأذهان لجمعة الغضب.. والأمن يحكم سيطرته على الشوارع ويستعيد نشاطه مجدداً
"أبو اسماعيل" دعا للتظاهرة وغاب عن المشهد.. و"المحلاوي" : ناشدته عدم الحضور لعدم اشتعال الأوضاع
لم يكن أكثر المتفائلين بدعوة مليونيه "الدفاع عن العلماء والمساجد"، والمتشائمين يتوقع أن تمر الدعوة التي أطلقها الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل مع مطلع الاسبوع الحالي، مرور الكرام للرد على احتجاز الشيخ أحمد المحلاوي امام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، الجمعة قبل الماضية لأكثر من 12 ساعة.
الدعوة التي أطلقها أبو اسماعيل نجحت في حشد المؤيدين والمعارضين بمحافظة الاسكندرية، للتواجد بمحيط المسجد منذ الساعات الأولى من فجر الجمعة، وسط أجواء طقس باردة، فيما انتظر الجانبين حضور الشيخ حازم وأنصاره إلى المسجد لأداء الصلاة، حتى فاجئهم "المحلاوي" بنجاحه في منع صاحب الدعوى من الحضور إلى الاسكندرية حفاظاً على الوضع العام وعدم اشتعال الأمر.
ميدان القائد إبراهيم في قبضة الاسلاميين هذا هو الوصف الطبيعي للمشهد منذ صباح الجمعة، حيث أقام الإسلاميين لجان شعبية ونقاط تفتيش للاستعلام عن المصلين الذين يؤدون الصلاة بمحيط المسجد أو داخله، ومنع المشتبه فيهم، بينما امتلأ الميدان بنحو 5 ألاف من الإسلاميين.
وتحول ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، إلى ثكنة عسكرية، فيما بعد حيث انتشر المئات من السيارات المصفحة والآلاف من أفراد الأمن المركزي والشرطة، المدججين بالأسلحة، وحاصروا ساحة المسجد وقاموا بعمل لجان ودوريات أمنية على المداخل والمخارج والطرق المؤدية إلى بوابته بحضور مكثف من القيادات الأمنية بالمحافظة.
مئات الجنود من رجال الأمن المركزي تواجدوا أمام وداخل حديقة الخالدين المواجهة للبوابة الرئيسية للمسجد، لمنع تواجد المتظاهرين فيها، والبوابة الأولى، فضلاً عن اقامة العديد من نقاط التفتيش ونحو 6 كردونات أمنية.
وأحكم الأمن سيطرته على المعارضين بعد 3 ساعات من الكر والفر واطلاق المسيل للدموع على المتظاهرين والذين بلغ عددهم بالمئات وهتفوا ضد الشرطة بعد احتجازهم وعدم السماح لهم بدخول محيط المسجد لأداء الصلاة فهتفوا ضد الشرطة : " زي ما هي زي ما هي الداخلية بلطجية " ، وهتافات مناهضة للإخوان والرئيس محمد مرسي وتيارات الإسلام السياسي وإقامة الصلاة على بُعد أكثر من 500 متر عن المسجد.
ونجحت قوات الأمن تنجح في فض بوادر الاشتباكات بين الشباب وأنصار التيار الإسلامي أمام القائد إبراهيم لعدة ساعات بعد أن أقامت تشكيل حائط بشرى كحاجز بين المؤيدين والمعارضين للرئيس والدستور، وقامت بغلق كافة الشوارع الجانبية المؤدية إلى ساحة المسجد بقوات تشكيلات أمنية كبيرة وسيارات مدرعة.
في الوقت نفسه، تجددت الاشتباكات مجدداً بمحيط كلية الطب بشارع شامبليون، ومحيط مكتبة الإسكندرية عقب صلاة العصر على مسافة تبعد من حرم المسجد بأكثر من 1000 متر تقريباً تفصلها بين المؤيدين والمعارضين وسقط أكثر من 12 مصاب، وقاموا بتكسير 3 سيارات ملاكي وسيارتين للشرطة.
وتم نقل نحو 20 من متظاهري التيارات المدنية لمستشفى رأس التين العام وجمال عبد الناصر، للعلاج من الكدمات والإصابات المتفرقة في أنحاء متفرقة من الجسد، والاختناقات بسبب قنابل الدخان التي أطلقتها أجهزة الأمن بغرض تفريق الاشتباكات.
وقال شهود عيان، إن طلقات من الرصاص الحي تم إطلاقها في الهواء، على كورنيش الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم، لإرهاب المتظاهرون وإجبارهم على الفرار وعدم الاشتباك مع المشاركين في جمعة حماية المساجد والعلماء.
وأعادت قوات الأمن نشر قواتها مجدداً بمحيط المسجد وكلية الطب ومكتبة الاسكندرية ونشر سياراتها ومدرعاتها مجدداً، وسط مواصلة الأمن تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع.
ونفت مصادر أمنية، أي تواجد لأي من المنتمين للتيار الإسلامي أو جماعة الاخوان المسلمين عقب انتهاء فعالية المليونيه.
في الوقت نفسه تلقى شباب جماعة الإخوان المسلمين، توجيها من قياداته بالتوجه بأعداد كبيرة من أعضائها وشبابها إلى مقرات حزب الحرية والعدالة بالمحافظة، بهدف حمايتها، خوفًا من أي اعتداء عليها.
من جانبها، نفت القوى المدنية والحركات الثورية بالإسكندرية، مشاركتها في المليونيه أو التواجد بمحيط مسجد القائد ابراهيم، مؤكدة أن الدعوة تحمل في مضمونها دعوة للعنف والإرهاب واستعراض القوة.