التقرير: العلاقة بين البعثة الدبلوماسية الأمريكية «وعناصر أمن الدولة في مصر وهيئات الشرطة علاقة تعاونية ووثيقة وفعالة» السفارة تملك 140 سيارة، من بينها 49 سيارة مدرعة بالكامل أو مدرعة خفيفة السفارة الأمريكيةبالقاهرة تنفق على تدريب ضباط أمن الدولة قال تقرير رسمي أمريكي سري- رُفعت عنه السرية مساء الاثنين- إن الولاياتالمتحدة تنفق ما يقرب من 5 ملايين جنيه مصري سنوياً علي تدريب الأمن المصري علي مكافحة الإرهاب، كما امتدح أداء السفارة الأمريكية في إدارة ملف العلاقات المصرية الأمريكية، لكنه شكا من زحام وتلوث وضوضاء القاهرة بالنسبة لموظفي السفارة. وكشف التقرير عن وجود سيارات مدرعة أمريكية تابعة للسفارة. وقال التقرير، الذي صدر عن مكتب المفتش العام الأمريكي في نوفمبر 2009 ولكن لم ترفع عنه السرية سوي في 8 مارس، إن العلاقة بين البعثة الدبلوماسية الأمريكية «وعناصر أمن الدولة في مصر وهيئات الشرطة علاقة تعاونية ووثيقة وفعالة». وأضاف التقرير، الصادر في 118 صفحة، أن مسئول الأمن الإقليمي في السفارة الأمريكية «يقود الجهود لمساعدة أمن الدولة في مصر علي تحسين وحدة مكافحة الإرهاب المنشأة حديثاً». وكشف التقرير، الذي حمل تصنيف «حساس ولكن غير محظور» بعد رفع السرية عنه، عن أن الحكومة الأمريكية خصصت 900 ألف دولار (حوالي 5 ملايين جنيه مصري) لعمليات تدريب علي مكافحة الإرهاب في مصر في عام 2008، ونفس المبلغ لعام 2009. وأوصي التقرير بالتأكيد "علي الحاجة لتشجيع واشنطن والمصريين علي توسيع مراقبة الحدود إلي المناطق التي تتجاوز حدود غزة، وتطوير استراتيجية أوسع لمكافحة تهريب الأسلحة" إلي قطاع غزة. وكشف التقرير عن أن السفارة الأمريكية في القاهرة قامت مؤخراً بإنشاء ما يُسمي مجموعة عمل لمكافحة التهريب بهدف «التركيز علي قضايا أمن الحدود وتهريب السلاح» بحسب نص التقرير. وأوصي التقرير السفارة الأمريكية بالتخلص من المركبات المدرعة التابعة لها التي انتهت دورة الاستفادة منها بسبب جو القاهرة شديد الحرارة. وقال التقرير إن السفارة لديها 140 سيارة، من بينها 49 سيارة مدرعة بالكامل أو مدرعة خفيفة، تستخدمها السفارة "بسبب التهديدات الأمنية"، مشيراً إلي تضرر الزجاج المصفح للسيارة بسبب تعرضه بشكل مباشر لحرارة الشمس في "مناخ صحراوي مثل مصر". وأوصي التقرير بالتخلص من السيارات غير اللازمة بعدة أساليب من بينها تدميرها خلال "تدريبات مكافحة الإرهاب القادمة بين الولاياتالمتحدة ومصر". وفيما يتعلق بدور السفارة في العلاقات المصرية الأمريكية قال التقرير إن السفارة «واحدة من كبري البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج ومن أكثرها تعقيداً وأهمية»، مشيراً إلي أن ميزانية السفارة الأمريكية في القاهرة تصل إلي 72 مليون دولار سنوياً. وامتدح التقرير، أداء السفيرة الأمريكية في القاهرة مارجريت سكوبي وفريق عمل السفارة في قضايا المعونة الأمريكية، وإعادة تنشيط العلاقات المصرية الأمريكية بعد الانحدار الذي شهدته أواخر إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش. وقال التقرير إن السفيرة "قادت جهوداً جماعية ناجحة لكسر الطريق المسدود مع الحكومة المصرية بشأن مقدار واستخدام أموال المساعدات الاقتصادية، كما أنها قدمت بشكل مستمر التوجيه الخاص بالاستراتيجية الإجمالية للمعونة". وأضاف أن السفيرة استطاعت "التوصل لحل مرضٍ لكل من الولاياتالمتحدة ومصر، وقبلت الحكومة المصرية أموال المساعدات الاقتصادية خلال العام الذي شمله التحقيق". وقال التقرير أيضاً إن الجهود الدبلوماسية المبهرة للسفيرة وهيئة المعونة في القاهرة" ساهمت في تمهيد الطريق لسفر الرئيس المصري حسني مبارك إلي الولاياتالمتحدة في 2009 بعدما توقف عن زيارتها منذ عام 2004، بسبب فتور العلاقات مع إدارة بوش. وعن أوضاع المعيشة في القاهرة وصف المدينة بأنها "عاصمة ضخمة ومزدحمة بالمرور، ذات جو سييء وضوضاء، وأماكن قليلة لوقوف السيارات". وشكا التقرير في موضع آخر من أن القاهرة "يمكن أن تكون مكاناً صعباً للمعيشة، في ظل وجود قضايا مثل التلوث والمرور وارتفاع التحرش الجنسي بالنساء، وهي جميعها قضايا تمثل تحديات يومية لسكان القاهرة". وقال التقرير إن «الموظفين الأمريكيين (في السفارة) وأفراد عائلاتهم يعيشون في مناطق متفرقة للغاية ويواجهون غالباً رحلات طويلة يومياً للعمل والمدارس». وأضاف أن إدارة السفارة تقوم بجهودها "لمساعدة الأمريكيين علي التعامل مع تحديات الحياة في مدينة بها أكثر من 18 مليون شخص، وهذه الجهود يجب أن تستمر". وتابع التقرير أن "الإدارة الجيدة في سفارة القاهرة ليست أمراً سهلاً؛ فوحدات السفارة موجودة في ثلاثة مواقع كبري وعدد من المواقع الأصغر المتفرقة في المدينة الواسعة". وأوضح أن ذهاب مسئولي السفارة إلي مقر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (هيئة المعونة) أو مجمع الخدمات العامة أو أي مكان آخر لعقد لقاء "يمكن بسهولة أن يستهلك نصف يوم". لكن التقرير، أظهر ارتفاع مستوي الرضا بين موظفي السفارة من مستوي التعليم الذي يحصل عليه أولادهم في مصر. وجاء فيه: "هناك مستوي مرتفع من الرضا بين موظفي البعثة فيما يتعلق بجودة التعليم المقدم في مدارس القاهرة التي يذهب إليها الأطفال التابعون (لموظفي) السفارة". وأوضح التقرير أنه قام بإجراء مسح بين موظفي السفارة عن "جودة الحياة ومكان العمل" قال إنه أظهر أن الدرجة الخاصة بالتعليم جاءت في المستوي الأول بين 54 عنصراً وجه المسح أسئلة لموظفي السفارة بشأنها.