مساء الأربعاء وبعد طول انتظار استمعنا الى كلمة ال-مرسي القيادي البارز بعصابة الاخوان التي تحتل مصر . وكما تعودنا منه كانت كلمته الطويلة لا تقدم جديدا ولا تغير قديما ولا يفهم منها اي شيء الا الكذب الفج المفضوح واستمرار عملية تدليس الحقائق. كلمة ال-مرسي ومحتواها وتوقيتها لها احدى دلالتين: 1- ان كان مرسي سيد قراره - وليس خيال ظل او دمية تحركها خيوط تختبئ حينا وتظهر احيانا - فحينها فانه رجل يتصف بالغباء السياسي والإداري والجهل بظروف مصر ومقدراتها أصابته السلطة بلوثة ؛ فال-مرسي الذي عرف بانه الاستبن السامع المطيع وجد نفسه فجأة في بؤرة الاحداث والعيون تنظره والأذان تسمع اليه ، فما كان من شخص ضعيف النفس منكسر الإرادة سطحي الرؤية الا ان اصبح ما هو عليه الان من ادعاء قبول استثنائي (الكاريزما والعمق !!!) وقدرات فذة ومواهب خارقة يتميز بالإسهال الكلامي المرتبط بهذيان واضح ومستمر تسيطر عليه مجموعة من المعتقدات الثابتة يتركز كلامه / هذيانه على مشاعر العظمة ومشاعر الاضطهاد ويعيش افكارا متسلطة تسبب له هذا الهذيان ، ويبدو من كلام ال-مرسي وتصرفاته ولغة جسده حالة من التمركز حول مجموعة من الأوهام ، هذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين وبأنّ السبب الرئيسي لاضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم فوق الجميع.
2- ان لم يكن ال-مرسي سيد قراره - وانه مجرد دمية يحركها راس العصابة التي تتآمر على مصر وأهلها مستغلة الدين والديمقراطية كذريعة - فانه في هذه الحال جزء من مؤامرة كبرى تتشارك فيها أطراف شتى تهدف الى ازالة مصر الدولة وابتلاعها في دولة كبرى تخدم مصالحهم وتحويل الشعب الى مجرد خدمه ليس لهم حقوق واهدار الحق الفلسطيني في العودة وخلق ذريعة لإسرائيل للبقاء في المنطقة كدولة دينية (يهودية) وسط دولة دينية (إخوانية/اسلامية) واستغلال المنطقة و مواردها في شراكة اقتصادية كبرى لا تعود بالنفع الا على فئة محدودة من رجال الاعمال (اللصوص). ولا تنفي هذه الدلالة كون ال-مرسي مريضا ذهانيا بجنون العظمة والاضطهاد .
والدلالة الثانية هي الأقرب في ظني للواقع ودليل ذلك ما حدث ويحدث في مصر
1- بناء تشكيل عصابي (مافيا) تمارس عمليات مالية قذرة تستغل الدين والفقر في استقطاب المؤيدين تحاول الوصول الى اكبر قدر من النفوذ السياسي الممكن ولها مليشيات مسلحة تستغل القضايا الوطنية بمواقف متباينة حسب الوقت او حسب النظام الحاكم.
2- التواصل بطرق مباشرة وغير مباشرة مع قوى داخلية وخارجية تريد النيل من مصر وآخر ذلك التعاون مع العدو الصهيوني وراعيه الامريكي
3- التواصل طوال الوقت مع النظام الحاكم ومؤسساته حتى ولو كان ظاهر الامر العداء
4- وضح في احداث 25 يناير وما بعدها عدم مشاركتهم الا بعد ان بدات القوى المشاركة في النجاح في هز عرش النظام الحاكم فكان ان شاركت بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية وهاجمت السجون مستعينة بمرتزقة الجماعة المسلحين لتهريب بعض الافراد ثم شاركت في قتل المتظاهرين و تسترت عن عمد على انتهاكات و جرائم العسكر وأخرجت الثورة (25 يناير) من طريقها بشخصنة الأزمة ثم مهزلة استفتاء 19 مارس والإعلان الاول ثم تقديم الانتخابات على كل المطالب والاحتفال بإنجاز لم يتم ل25 يناير محاولة الاكتفاء منها بالظاهر وبما يمكن لها استغلاله
5- بعد نجاحهم المشبوه في الوصول الى الحكم بوسائل شتى بدات الجماعة في محاولة الانفراد بالمشهد السياسي والتخلص من كافة المعارضين او المناوئين لها واستغلال الجماعات الوهابية (السلفية والجهادية) المعروف عنهم نفاقهم اللزج لأي حاكم ومحاولة التمكين لدولتهم بشتى الطرق فكان الإفراج عن الإرهابيين والقتلة وخلق أوضاع متوترة (سيناء مثالا) والدخول في صراعات تلو صراعات محاولين التخلص ولو بالتلفيق او القتل من اي قوى قد تمنعهم من تحقيق حلمهم.
وفي النهاية اذكر الجميع انه ليس لمثل هؤلاء أمان ولم يكونوا يوما شركاء وليسوا الا أعداء الوطن يحاولون قتله فلا تنخدعوا بالحوار او التصالح معهم وان المنفعة السياسية المؤقتة قد تقتل وطنا وحلما للابد.