المشهد خلف الاشتباكات ووسط أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مختلف تماما عما يدور في محيط قصر الاتحادية وشوارع مصر الجديده، وذلك بعد أن تمكنت مليشيات الجماعه من احتلال شارع الميرغني بالكامل من مدخل نادي هليوبليس وحتى نهاية الشارع حيث نفق العروبه، وهو نفس الأمر في شارع الأهرام وحتى تقاطع شارع إبراهيم اللقاني . بداية حتى يمكنك التجول داخل صفوف الإخوان عليك القيام ببعض الأشياء حتى لا يشعر أحد بأنك غريب عنهم أولها أن تقوم بتحويل " نغمة هاتفك المحمول " إذا كانت موسيقي أو أغاني، وألا تشعل سيجارة وسطهم إذا كنت مدخنا، وألا تقرأ صحيفه غير الحريه والعداله وألا تقترب من مجموعه تتحدث مع بعضها فمعظمهم يعرفون بعضهم البعض ومن يدخل غريب بينهم يستجوبوه مباشرة من أين انت ؟ ولماذا أتيت إلى هنا؟ واذا ما شعر أحدهم بأن أمرك مريب، فوراً يتجمعون حوله وتنال نصيبك من الصرب والاعتداء اللفظي بعد ذلك يقومو بتسليمك إلى قوات الشرطة .
للإعلاميين والصحفيين وضع خاص فهم غير مرحب بهم على الاطلاق من قبل جماعة الاخوان المسلمين والدليل على ذلك اعتدائهم على العديد من المراسليين وتكسير كاميراتهم والاعتداء أيضا على الصحفيين، لذا تمكنت التحرير بحذر شديد من التجول وسط الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين الذين رابطوا في شارع الميرغني وافترشوا كافة طرقاته وتحت الأشجار وفي مدخل مسجد عبد العزيز المقابل لبوابه 4 من قصر الاتحاديه ، المئات من أفراد الجماعه قضو ليلتهم يتناوبون في حراسه مدخل الشوارع التي احتلوها بعد طردهم للمعتصمين والمعارضين منها مساء الأربعاء .
وخلال جولتنا في الساعات الأولي من صباح الخميس قام مجموعه من شباب الإخوان ينادون في وسط المعتصمين على القادمين من محافظة بني سويف واتضح لنا بعد ذلك أنهم ينادوهم لكي يأخذوا دورهم في نوبة الإشراف وتأمين مداخل شارع الميرغني ، حيث تتناوب أعضاء الجماعه على التأمين وفقا للمحافظات ولكل مجموعه قادمه من محافظة معينة أن تأخذ دورها في التأمين دون رفض أو اعتراض .
ساعات الليل قضاها أفراد جماعة الإخوان المسلمين ممسكين بأسلحتهم التي تتمثل في أخشاب ومواسير حديد وزجاجات فارغه وحجارة هكذا كانت الأسلحه الظاهرة في أيديهم خلال الليل ، إلا أنا الأوضاع في مقدمة الاشتباكات تختلف حيث تتنوع الأسلحه بين الطرفين مابين " خرطوش ورصاص حي وقنابل غاز ومولتوف وخرطوش " .
أفراد الجماعة عندما يمسكون بأحد المتظاهرين المعارضين للرئيس مرسي بداية يقومون بسحله بشكل قاسي ومن ثم تسليمه إلى قوات الشرطه التي ظلت في موقعها أمام مداخل قصر الاتحاديه، حتى أن أحد سيارات الشرطة قامت بنقل 30 متظاهر داخل أحد سيارات الترحيلات إلى قسم مصر الجديده بحسب قول أحد أفراد الشرطه المكلفين بالحراسه في تلك المنطقة .
أعداء الأمس صاروا أصدقاء اليوم، هذا هو مشهد القوات الخاصة " FBI " التي حضرت في الساعات الأولى من صباح الخميس في مدرعتين بجوار أفراد جماعة الإخوان المسلمين في محيط قصر الاتحاديه، فهذه القوات هي التي كانت تداهم منازلهم في عصر الرئيس المخلوع باتت اليوم تحميهم من الاعتداءات، كما ظل الحديث دائرا بين أفراد القوات الخاصه وبعض أفراد الجماعه لساعات من الليل يتناقشون حول الوضع الحالي .
مليشيات الإخوان بجامعة الأزهر والتي وصفها العديد من قيادات الجماعه بأنها كانت عباره عن عرض لأحد فنون رياضة الكاراتية ظهرت في اشتباكات قصر الاتحادية، حيث ظهر بعض الشباب يرتدون ملابس الكاراتيه الرياضية والأقنعه الواقيه والصدادات الواقيه للأذرع والسيقان، وبدأو فى التناوب على خط الاشتباكات على أن يحلو مكان زملائهم الذين أنهكتهم حالات الكر والفر طوال الليل .
وعلى الفور بمجرد بدء الاشتباكات طهر الاطباء من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين مرتدين " البلاطي البيضاء " وكأنهم على استعداد لما سيحدث قبل قدومهم الى قصر الاتحاديه ، وجعلت الجماعه مقر مستشفاهم الميداني بجوار مدخل نادي هليوبليس أسفل شعار " الإسلام هو الحل " ، وهو الموقع الذي كان يبعد عن محيط الاشتباكات عشرات الامتار فقط ، كما ظلت 3 سيارات اسعاف متواجده بجوارهم لإمدادهم بالاسعافات الاولية التي يحتاجونها .