في افتتاحية بعنوان "يجب أن يعتمد التحالف المصري الأمريكي على إصلاح مرسي الديمقراطي" .. قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الأخبار الجيدة نسبيا حول مصر، هي أن الحكومة الإسلامية الجديدة أعلنت بوضوح رغبتها في "شراكة استراتيجية" مستمرة مع الولاياتالمتحدة.
وأضافت واشنطن بوست أنه خلال زيارة إلى واشنطن هذا الأسبوع، أخبر عصام الحداد، أحد كبار مساعدي مرسي، الولاياتالمتحدة أن النظام الجديد يرى علاقته مع إدارة أوباما تعتمد على "القيم المشتركة" وتمتعها بقوة كبيرة لتطوير أمل جديد في المنطقة وحتى خارجها.
أما الأخبار السيئة من مصر، على حد قول الصحيفة الأمريكية، هي أن مصر أصبحت مستقطبة بشكل خطير ما بين جماعة الإخوان المسلمين والقوى العلمانية الليبرالية. واشنطن بوست تابعت أن الحداد اعترض قائلا أن إجراءات مرسي تعني أن مصر ستتحرك بسرعة أكبر نحو نظام ديمقراطي يعتمد على الرقابة والتوازن.
وأضافت نقلا عن الحداد أن الدستور الجديد سيضفي الطابع المؤسسي على الحريات وحقوق المصريين التي طالما حرموا منها لما يزيد عن 5 عقود من الحكم العسكري، بما في ذلك الحماية ضد التعذيب، وحرية التجمع، وحق تشكيل أحزاب سياسية، وإصدار مجلات وصحف دون إذن من الحكومة.
واشنطن بوست قالت إن الدستور الجديد في الحقيقة عبارة عن "تشكيلة"، ففي الوقت الذي لا يفرض فيه الشريعة أو أي معتقدات أصولية أخرى على البلاد، ويتضمن بنود ليبرالية وصفها الحداد بأنها مواد مكتوبة بطريقة عامة وتبدو وكأنها تمنح الحكومة سلطة تقويض حريات الأفراد.
الصحيفة أضافت أنه تم منح الجيش المصري استقلالية فعلية، بوزير دفاع تم تعيينه من بين صفوف الجيش وميزانية يحددها مجلس أمن وطني بدلا من البرلمان. متابعة أن المشكلة الأعمق تكمن في أن حكومة مرسي تبدو راضية بالسيطرة بدلا من السعي لتسوية الخلافات مع المعارضين العلمانيين.
وتابعت واشنطن بوست أنه لم يتضح بعد ما إذا كان النظام يتقدم نحو ديمقراطية صارمة لكن قابلة للتنفيذ أو نحو استبداد جديد. مضيفة أن هذا كله يضع إدارة أوباما في موقف صعب، وأن الإدارة تتوق إلى تبني التحالف الذي يصفه الحداد بشراكة مع مصر كانت ركيزة لاستراتيجية أمريكية شرق أوسطية لمدة 40 عاما.
أضافت الصحيفة أنه لا ينبغي على الولاياتالمتحدة اللجوء إلى سياسة تتجاهل القمع الداخلي في مصر، خصوصا عندما يكون موجها ضد الحركات العلمانية والليبرالية.
أخيرا قالت واشنطن بوست إن كان من المقرر أن يزور مرسي واشنطن 17 ديسمبر، لكن لحسن الحظ – وفقا للصحيفة – اتفقت الحكومتان على تأجيل الرحلة لبعد تنصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. مضيفة أن هذا سيوفر مزيد من الوقت للحكم على ما إذا كان مرسي يقود البلاد نحو الديمقراطية، أم أنه سيسعى إلى حل وسط مع المعارضة. متابعة: "إذا لم يقم بذلك، فربما تكون الشراكة الباعثة على الآمل التي يتحدث عنها الحداد، مستحيلة".