كان الدكتور محمد البرادعي هو الغائب الحاضر بمؤتمر ائتلاف الأحزاب الذي عقد أمس بفندق شيراتون القاهرة وذلك رغم وجوده خارج مصر إلا أن مجرد طرح اسمه من خلال تساؤلات البعض أو كلمات المنصة أثار جدلاً واسعاً خلال الجلستين الأولي والثانية بمؤتمر الإصلاح الدستوري الذي نظمه ائتلاف أحزاب المعارضة، وأعلن رؤساء الأحزاب خلاله صراحة مطالبتهم بتعديل الدستور من أجل ضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2011. الدكتور محمد البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير كانا محل نقاش القوي السياسية المصرية التي حضرت مؤتمر الائتلاف، وعلي الرغم من أن الجلستين كانتا مخصصتين لمناقشة ضمانات العملية الانتخابية، فإن أغلب الحضور من أعضاء أحزاب «الوفد والتجمع والناصري والجبهة» وحتي المتحدثين الرئيسيين خصصوا مساحة كبيرة من الوقت المخصص لمناقشة تلك القضايا في الحديث عن البرادعي ودعوته. وقد أثارت تساؤلات الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون العام خلال كلمته بجلسة «ضرورة التأكيد علي الطبيعة الجمهورية لنظام الحكم» حول موقف الأحزاب السياسية الأربعة الداعية لهذا المؤتمر من البرادعي ليس كشخص لكن من حالة الحراك والزخم السياسي التي يشهدها الشارع الآن، وطالب فرحات بأن يكون هناك حوار بين الأحزاب والجمعية الوطنية، وأن تكون الدعوة للحوار ليس فقط من قبل حزب التجمع لكن من كل أحزاب الائتلاف، خاصة أن البرادعي يمثل رمزاً لتيار جديد يسعي للإصلاح والتغيير. من جانبه، أكد الدكتور حسن نافعة منسق الحملة المصرية ضد التوريث أن ما أكده الائتلاف من خلال الأوراق المقدمة والمناقشات التي جرت عليه هي نفسها ما انتهت إليه الجمعية الوطنية للتغيير، وتساءل نافعة: إذن لماذا لا تنخرط الأحزاب السياسية في الجمعية؟.. المشكلة لم تعد فيمن يأتي إلي من. الائتلاف يدعو كل القوي الوطنية وعلي رأسها دكتور محمد البرادعي والجمعية الوطنية للانضمام إلي حركة الائتلاف.. هكذا أجاب حسين عبدالرازق الأمين العام السابق لحزب التجمع علي تساؤل نافعة، إلا أن سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري قال في كلمته: 90% من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير إما رافضون الانضمام إلي الأحزاب وإما كانوا في الأحزاب واستقالوا منها، وهؤلاء الأفراد هم من شكلوا الجمعية الوطنية وجميعهم يستطيعون اتخاذ قرارات منفردة، أما أحزاب المعارضة موقفها مختلف، فهي ملزمة بآراء أمانتها العامة والمركزية ولا يمكن لها أن تتخذ قراراً فردياً ومن ثم لا يمكن للأحزاب أن تنضم إلي مجموعة من الأفراد، نحن أصحاب وجهات نظر مختلفة وهذه الجمعية أشبه بالحزب المؤقت، لكن إن كانوا يريدون أن ينضموا للائتلاف فعليهم فعل ذلك وليس الأحزاب.