الصحيفة الأمريكية: تزايُد حدة التوتر يعكس الفراغ المؤسَّسى فى مصر قالت صحيفة «الواشنطن تايمز» الأمريكية فى تقرير لها إن الصراع على السلطة بين القوى الإسلامية والقوى العلمانية فى مصر تفاقم يوم الأربعاء الماضى، وحذر بعض المحللين من نشوب حرب أهلية تزامنا مع عزم مؤيدى الحكومة الإسلامية الخروج فى مسيرة غدا إلى ميدان التحرير حيث بدأ المعارضون اعتصامهم منذ أكثر من أسبوع.
فى تصريح لخالد فهمى، أستاذ التاريخ فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، نقلت الصحيفة قوله «للمرة الأولى نخشى احتمال نشوب حرب أهلية».
كما أشارت الصحيفة إلى أن العلمانيين المصريين متخوفون من أن يفرض الإسلاميون دستورا يمنح الرئيس سلطات واسعة للغاية، وقد يقيد هذا الدستور حرية التعبير وحقوق المرأة والأقليات، على حد قول الصحيفة.
تحدثت الصحيفة كذلك عن الجمعية التأسيسية ومحاولة رئيسها المستشار حسام الغريانى حث الأعضاء المنسحبين على العودة وإنهاء المناقشة بشأن الدستور، التى لم تحظَ بنجاح.
من ناحية أخرى، صرح ديفيد هارتويل، المحلل بصحيفة «جينز ديفينس ويكلى»، ل«الواشنطن تايمز»، قائلا إن الشعور المؤكد بين صفوف المعارضة فى هذه اللحظة هو أنه لا شىء من الضوابط والتوازنات التى يريدونها سيكون قويا بشكل كافٍ. بينما يقول محللون آخرون إن قرار وضع الدستور للتصويت يعكس الثقة فى معسكر مرسى بأن القوى الإسلامية ستفوز باستفتاء لاحق فى مقتبَل العام القادم. هذا التصويت من شأنه تأكيد الشرعية الشعبية لمسودة الدستور. فى هذا الشأن، قال فهمى «هم يشعرون بأنهم سيحصلون على أصوات كافية لتمرير الدستور، وأنا أصدِّق على كلامهم». يقول المحتجون إن الرئيس مرسى قام من خلال قراراته الأخيرة بتوحيد المعارضة المصرية غير المنظمة فى أربعة أشهُر فقط منذ توليه الرئاسة، أما فى الجانب الآخر فرأى المؤيدون أن الليبراليين لا يعجبهم أن يضع الإسلاميون بصمتهم فى الدستور، لكن الديمقراطية هى حكم الأغلبية، حسب ما نقلته الصحيفة. أيضا تطرقت الصحيفة إلى رأى المحللين الذى يركز على ولاء القوات المسلحة المصرية الذى سيكون محل اختبار فى الأيام القادمة، والذى كان سببا فى سقوط حسنى مبارك عام 2011. وفى ما يتعلق بذلك قال فهمى «حالة الاستقطاب والتوتر ستزداد، والسؤال هو: هل ستحدث مواجهات مباشرة؟ وهل سيتدخل الجيش مرة أخرى؟». أضافت الصحيفة أن تزايد حدة التوتر فى القاهرة تعكس فراغا مؤسسيا فى مصر، فى ظل محاولة مؤسسات عديدة تحاول الاستحواذ على السلطة