شيخ الأزهر يقرِّر تخصيص منح دراسية للدومينيكان تقديرًا لموقفها المنصف تجاه القضية الفلسطينية    ألفاظ نابية أمام الطالبات.. القصة الكاملة لأزمة دكتور حقوق المنوفية؟    السكرتير العام للإسماعيلية يناقش مستجدات التصالح على مخالفات البناء    تقديرا لعطائهم.. البنك الأهلي يكرم "هشام عكاشة" وأعضاء مجلس الإدارة    التعاون بين مصر والسويد .. «عبدالغفار» يستعرض إنجازات الدولة في القطاع الصحي    الرقابة المالية تصدر كتابا دوريا بشأن نشر أية معلومات وبيانات عن نشاط صناديق التأمين الحكومية    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا بشأن مُناقشة تنظيم مُؤتمر استثمارى "مصرى – بريطانى"    محافظ الغربية يبحث سبل التعاون للاستفادة من الأصول المملوكة للرى    «أوقاف مطروح»: توزع 2 طن لحوم و900 شنطة مواد الغذائية على الأسر الأولى بالرعاية    لأول مرة منذ 20 عامًا.. انتخاب مصر رئيسًا لمجلس إدارة منظمة العمل العربية    الخارجية الروسية: لم نبحث مع الولايات المتحدة الأزمة في الشرق الأوسط    بسبب الاعتراض على مهاجمة إسرائيل.. إيران تستدعي السفيرين الألماني والنمساوي    مصر وموريتانيا: حريصون على وحدة وسيادة ليبيا واستعادة الأمن والاستقرار بها    بث مباشر مباراة الأهلي وبرشلونة في كأس العالم لكرة للأندية لليد    الخطيب يُكلّف محمد رمضان بإخماد "ثورة" علي معلول في الأهلي    الزمالك يفوز على توباتي البرازيلي ويحتل المركز السادس بمونديال اليد    يوفنتوس يعلن إصابة بريمير بقطع في الرباط الصليبي    بيراميدز يخوض معسكر الإعداد فى تركيا    "بطلة الدوري وزوجة المدرب".. قصة آية إبراهيم أول لاعبة في فريق الزمالك النسائي    «تقلبات جوية».. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس غداً ودرجات الحرارة المتوقعة    أسماء مصابي حادث انقلاب سيارة ربع نقل بدائري المنيا    إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالبحيرة    السكة الحديد: تعديل تركيب بعض القطارات على خطوط الوجه البحري    وزارة التعليم: التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية للطلاب مستمرة    تعرف على إيرادت فيلم "إكس مراتي" بعد 10 أسابيع من عرضه    منها «الصبر».. 3 صفات تكشف طبيعة شخصية برج الثور    العرض العالمي الأول لفيلم تهليلة للمخرجة أماني جعفر بمهرجان أميتي الدولي للأفلام القصيرة    تقاضى عنه "20 الف جنيه"..لطفي لبيب يروي تأثير فيلم السفارة في العمارة في مسيرته الفنية    «الأوبرا» تقدم احتفالية فنية ضخمة في عيدها ال 36    وزيرا الرياضة والثقافة يشهدان انطلاق فعاليات مهرجان الفنون الشعبية بالإسماعيلية    تعدد الزوجات حرام في هذه الحالة .. داعية يفجر مفاجأة    باحث شرعي: يوضح 4 أمور تحصن الإنسان من الشيطان والعين السحر    محافظ المنيا: افتتاح مستشفيات حميات وصدر ملوي نهاية أكتوبر    التضامن تشارك في ملتقى 57357 للسياحة والمسئولية المجتمعية    اتفاق بين منتخب فرنسا والريال يُبعد مبابي عن معسكر الديوك في أكتوبر    فروع "خريجي الأزهر" بالمحافظات تشارك بمبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    رئيس جامعة عين شمس: نضع على رأس أولوياتنا تنفيذ توجهات الدولة لتطوير القطاع الطبي    لطفي لبيب يكشف عن سبب رفضه إجراء جلسات علاج طبيعي    محافظ الفيوم يهنئ ضباط القوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر    ضبط 17 مليون جنيه حصيلة قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    نحاس ودهب وعُملات قديمة.. ضبط 5 متهمين في واقعة سرقة ورشة معادن بالقاهرة    بعد إعلان اعتزالها.. محطات في حياة بطلة «الحفيد» منى جبر    مجلس الشيوخ.. رصيد ضخم من الإنجازات ومستودع حكمة في معالجة القضايا    "الإسكان" يُصدر قراراً بحركة تكليفات وتنقلات بعددٍ من أجهزة المدن الجديدة    سر مثير عن القنابل الإسرائيلية في حرب أكتوبر    وزير الخارجية السعودي: لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة    ضاحي خلفان يثير جدلًا بتعليقه على اغتيال حسن نصرالله.. هل شمت بمقتله؟    الصحة: تطعيم الأطفال إجباريا ضد 10 أمراض وجميع التطعيمات آمنة    نائب وزير الصحة يوصي بسرعة تطوير 252 وحدة رعاية أولية قبل نهاية أكتوبر    مركز الأزهر للفتوى يوضح أنواع صدقة التطوع    بريطانيا تستأجر رحلات جوية لدعم إجلاء مواطنيها من لبنان    بالفيديو.. استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل بلبنان    4 أزمات تهدد استقرار الإسماعيلي قبل بداية الموسم    الحالة المرورية اليوم الخميس.. سيولة في صلاح سالم    مدبولي يُهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر المجيدة    كيفية إخراج زكاة التجارة.. على المال كله أم الأرباح فقط؟    هانئ مباشر يكتب: غربان الحروب    أستون فيلا يعطل ماكينة ميونخ.. بايرن يتذوق الهزيمة الأولى في دوري الأبطال بعد 147 يومًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع في غزة يكشف تغير خريطة الشرق الأوسط


أوباما بحاجة إلى أن يكون «صانع صفقات» لا محاربا

ديفيد بروكس

ترجمة: ابتهال فؤاد

خلال فترة ولايته الأولى، واجه الرئيس باراك أوباما مشكلة كبيرة: كيف تحكم فى بلد متباين للغاية، ومقسم بالتساوى، وجود جمهورى فى مجلس النواب الذى يبدو أنهم غير راغبين فى التنازل؟ لم يحل أوباما تلك المعضلة بالفعل، واضطر إلى تمرير أجندته على خطوط ملتوية (خلال العامين الأوليين) أو لم يمررها على الإطلاق (فى السنتين الأخريين).

فى الوقت الراهن، ومع إعادة انتخابه لا يزال الجمهوريون يسيطرون على مجلس النواب، ويواجه أوباما نفس المشكلة مرة أخرى. قد تقول إن نجاحه فى الحصول على فترة ولاية ثانية يتوقف على حله هذه المشكلة.

يعتقد بعض الديمقراطيين أنه اعتمد استراتيجية المواجهة والغزو، وأنه على الرئيس استخدام مزايا نصره الساحق كى يكسر روح الأغلبية من الجمهوريين فى مجلس النواب، هم يقولون. نرفض نهج الصفقة الكبرى (الخطة المقترحة لسد عجز الميزانية)، وبدلا من ذلك، خذ البلاد إلى حافة الانهيار المالى. إذن الق اللوم على الجمهوريين الذين لا يرغبون حتى فى رفع الضرائب على الأغنياء. انتظر حتى ينكسروا، ومن ثم ستحصل على طريقك الخاص وتنجح فى تحقيق مرادك.

أول أمر، يمكن قوله عن هذه الاستراتيجية هو أنها غير مسؤولة. فالانتعاش لا يزال هشا، قد تكون أوروبا على فوهة البركان، والصين مريضة. والاستثمارات تنسحب بمجرد ورود توقعات انهيار مالى. من التهور أن تعتقد أنك قادر على تصنيع أزمة اقتصادية من أجل الاستفادة السياسية منها، ومن ثم السيطرة على النتائج المتتالية التى تعقبها.

ثانيا، إنها السياسة الرهيبة. ربما يتمكن أوباما من الانتصار فى التحدى قصير المدى، ويجبر الآخرين على رفع معدلات الضرائب على الأغنياء، والتى لن تكفى فى إعطاء أرباح تغطى عشر العجز. لكنه سيزرع مثل هذه المرارة التى ستكون آخر شىء يقوم به حتى نهاية ولايته. وأغلبية الجمهوريين فى مجلس النواب لن يختفوا بطريقة سحرية.

وأخيرا، أساءت تلك الاستراتيجية فهم حالة الحزب الجمهورى. هذا ليس الحزب الجمهورى الخاص بعام 2010. حيث إنه لم يعد لدى الجمهوريين اليوم ذلك الحافز لإنكار انتصار أوباما. فهو لن يترشح مرة أخرى. يفهم أغلبية الجمهوريين اليوم أنه بحاجة إلى تطهير أسلوبهم وتفكيرهم. فهم أكثر انفتاحا على تقديم تنازلات، وعلى الأرجح أنهم سيقومون بإبرام صفقات بدلا من الإكراه.

الجناح الديمقراطى المتطرف، الذى يشبه حركة حزب الشاى، لديه الحافز لبناء تقييمات تليفزيونية عن طريق الانتقاد الشديد ضد خصومه، لكن أوباما وجون بوينر لديهما الحافز لخلق جو عملى منخفض. وينبغى على ممارسى المهنة أن يسعوا لمسار إبرام الصفقات.

قبل أن يضيع فى مستنقع المفاوضات، يمكن للرئيس أن يخطو خطوة للوراء ويصف عمليا المهمة المستقبلية. نما الاقتصاد الأمريكى بين عامى 1947 و2007 بمعدل 3.3% سنويا. لكن خلال العقود القادمة، وفقا لتوقعات مكتب الميزانية فى الكونجرس أن ينمو فقط بمعدل 2.3% سنويا. المهمة المستقبلية هى العمل على هذا النوع من التغيرات الهيكلية التى ستعيد أمريكا إلى مسار نموها القديم.

ومن ثم يمكن للرئيس أن يذكر الجميع بأن هناك الكثير يمكن القيام به. بعض الأشياء الموجودة بلائحة الأعمال التى يجب القيام بها هى الأشياء التى يستمتع الديمقراطيون بإنجازها ومنها: الاستثمار فى البنية التحتية والبحوث الأساسية، إصلاح الهجرة لجذب المواهب العالمية الاستثمار فى القروض الطلابية والكليات المجتمعية، تقليص تريليون دولار سنويا من الثغرات الضريبية، وكثير منها يذهب إلى الشركات والأغنياء.

هناك أشياء أخرى بالتأكيد سيستمتع الجمهوريون بالقيام بها: تبسيط قانون الضرائب الذى وصل إلى 47 ألف صفحة، وتنظيم فاعلية القوانين الاتحادية التى وصل عددها إلى 165.000 صفحة، لتخفيض الإنفاق.

لكن النقطة هنا هى أن الطريقة الوحيدة لإنجاز الأمور فى بلد منقسم ومستقطب هو جنبا إلى جنب، مشروع ديمقراطى مقبول يقترن بمشروع جمهورى مماثل.

المحادثات الخاصة وبالانهيار المالى ليست سوى الفصل الأول فى هذه العملية الطويلة. وفى هذه الحلقة الأولى، يجب أن يحصل الديمقراطيون على عائدات أعلى من الأغنياء (للانتخابات عواقبها) ويجب أن يحصل الجمهوريون على بعض الإصلاحات الاستحقاقية. لكن النقطة الرئيسية هى الارتكاز على أكبر صفقات فى الفترة القادمة.

يدور الأمر برمته حول المساومات. إدارة الاجتماعات التى لا يحاضر الأشخاص بعضهم البعض فيها، بل يتفقون. عزل أولئك الذين يريدون حرب الثقافة الاقتصادية. وتقديم العروض الواضحة / الصحيحة والعروض المضادة.

إذا رغبت فى مثال عظيم للتعرف على الطريقة التى تعمل بها هذه الصفقات، قم بزيارة (thirdway.org/publications/613) تحت عنوان «The Bargain». فهى تقدم نموذجا مثاليا لكيفية هيكلة سلسلة كبيرة من الأعمال التجارية للانتقال بالبلاد إلى سابق عهدها على طريق النمو مرة أخرى، على سياسة الابتكار، السياسة الضريبية، سياسة الإنفاق وهلم جرا. كلما وضعت المزيد على الطاولة، كان التداول ممكنا، وتحسن المناخ وقمت بالمزيد من الأعمال. وإذا وضعت فكرة واحدة فقط على الطاولة فى كل مرة، ستحدث أزمة عند الجميع ولن ينجز شىء.

أعاقته الأزمة الاقتصادية فى المرة السابقة، لكن لا يزال لدى أوباما فرصة كبيرة لبناء اقتصاد الطبقة المتوسطة. سيحتاج الأمر إلى صانع صفقات لا محاربا.

سر نجاح أوباما.. تكنولوجى بالأساس!

جيم روتنبرج

ترجمة: يسرا عمر الفاروق

كان ذلك ما أطلق عليه «المحسن The Optimizer»، ما فسره واضعو استراتيجيات أوباما بأنه كيفية تغلبه على منافس جمهورى أفضل تمويلا فى حرب الدعاية الانتخابية.

إن عملية اختيار معلومات لم تستخدم من قبل عن «عادات المشاهدة» (المقصود هو عادات الناخبين فى مشاهدة البرامج الإعلامية) ودمجها ومعلومات أخرى ذات طابع شخصى عن الناخبين الذين حاولت الحملة الوصول إليهم وإقناعهم، كل ذلك كان أمرا متاحا فى هذه الحملة كما لم يكن من قبل. فقد سمح النظام الإلكترونى المعمول به فى الحملة الانتخابية لفريق أوباما بتوجيه الدعاية بمستوى من الكفاءة لم يسمع عنه من قبل، وهو ما يؤيده واضعو الاستراتيجيات من الجانبين.

«إن الحملات المستقبلية التى تجهل الاستراتيجية التى اتبعتها حملة أوباما 2012 تعد فى خطر». هكذا صرح كين جولدستن رئيس «Kantar Media/CMAG» وهى مؤسسة لرصد وسائل الإعلام تتابع وتحلل الدعاية الانتخابية لكل من الحملتين.

يستطرد جولدستن قائلا: «كان ذلك توفيقًا لم يسبق له مثيل لمعلومات مفصلة عن عادات المشاهدة والميول السياسية».

إن أحد أكبر القصص المتداولة عن الحملة الانتخابية المنتهية، هى كيفية تمكن فريق أوباما من استخدام المعلومات والتكنولوجيا للتفوق على خصم ممول بشكل جيد إلى أبعد الحدود.

وفى الأيام التى تظهر فيها المزيد من التفاصيل الجديدة عن هزيمة الجمهوريين على الصعيد التكنولوجى، يدفع ذلك الأمر إلى إعادة النظر فى كيفية تجنب تكرار هذه الهزيمة واستعادة بعض المزايا التكتيكية التى تمتعوا بها فى فترة تولى جورج دبليو بوش الرئاسة الأمريكية.

كان مسؤولو حملة ميت رومنى قد ذكروا أن العملية الإلكترونية التى بنوها لمراقبة تحول الناخبين عن رأيهم والدفع بمؤيديه لاستطلاعات الرأى فى المناطق التى كانت تحت مستويات التصويت اللازمة لتحقيق الفوز، هذه العملية انهارت وأصبحت غير قابلة للتنفيذ لفترة ممتدة حيث كان التصويت جاريا.

هذا النظام كان الهدف منه هزيمة النسخة الأكثر تعقيدا التى بناها فريق أوباما على مدى سنوات. لكن رومنى كان مشتت الفكر ومستنزف ماليا فى موسمه الانتخابى الأول، وحتى مع توفر أفضل سبل للتنفيذ، يتفق الجانبان أنه لم يكن أبدا ليتوفر له الوقت أو النفقات اللازمة للحاق بالركب.

مع المزيد من الوقت المتاح للإعداد، قام القسم الخاص بالتحليلات واستطلاعات الرأى فى حملة أوباما بجمع أكبر قدر من المعلومات عن الناخبين، حتى إنهم تمكنوا من معرفة الكثير عن أى نوع من الناخبين سيغير رأيه وأين، مقارنة بحملة رومنى ومعظم القائمين على استطلاعات الرأى العامة.

لكن ما بين تحديد المؤيدين المحتملين والدفع بهم بنجاح نحو صناديق الاقتراع، كان هناك جهد مكثف لإرسال سيل متدفق من الرسائل للحفاظ على مؤيدى أوباما عام 2008 المترددين من الاستسلام لجهود رومنى لكسبهم فى صفه، ولجعل المؤيدين غير المترددين، متحمسين للتصويت أيضا.

هنا يأتى دور « المحسن» (The Optimizer).

يقول لارى جريسولانو الذى ساعد فى تطوير النظام الذى اتبعته حملة أوباما، إن هذا النظام خلق مجموعة جديدة من التقييمات، مبنية على أساس الميول السياسية للمواطنين الذين اهتمت حملة أوباما بالوصول إليهم، ما سمح للحملة بشراء دعايتها على أسس سياسية فى مواجهة الأسس التقليدية التى يعتمد عليها التليفزيون.

يوضح جريسولانو بقوله: «لقد تمكنا من خلق مجموعة من التقييمات على أساس الناخبين الذين استهدفتهم الحملة فى مواجهة الفئات الأوسع الذين يتم تعريفهم من خلال التقييمات الدعائية التقليدية».

أما إريد سميث، وهو واحد من كبار واضعى الاستراتيجيات، قال إن قرار كبار الجمهوريين الذين يدعمون رومنى بإيقاف أول دفعة لحملتهم الدعائية المضادة لأوباما حتى بعد الانتخابات التمهيدية، أعطى فريق أوباما المزيد من الوقت لتطوير نظامهم.

من خلال مجموعة واسعة من المعلومات التى تم جمعها عبر قائمة البريد الإلكترونى والفيسبوك وملايين المناقشات التى أجراها المتطوعون فى الولايات المتأرجحة، التى غذت قاعدة بيانات الحملة، صممت الحملة مقياسًا لترتيب الناخبين (رسم بيانى) يوضح الناخبين الذين من المحتمل أن يؤيدوا أوباما، وصولا إلى أولئك الذين يحملون احتمالية أقل لتأييده.

بعد ذلك، عمل فريق الدعاية على هذه المعلومات بأثر رجعى بهدف تحديد أى نوع من البرامج من المرجح أن يفضل الناخبون المترددون مشاهدتها ومتى.

بالفعل قام الفريق بذلك فلم يكتف بالاستعانة بالمعلومات التى تصدرها مؤسسة نيلسن البحثية لكنه استعان بمعلومات جديدة تتيحها بعض الأجهزة الإلكترونية الحديثة تعطى مزيدا من الإحساس المفصل عن كيفية مشاهدة الجموع التليفزيون والأهم من ذلك مشاهدتهم الإعلانات. (مؤسسة نيلسن البحثية Nielsen Media Research هى مؤسسة أمريكية معنية بقياس اتجاهات مشاهدى وسائل الإعلام من تليفزيون وراديو).

طوال هذا العام، صرح فريق أوباما الانتخابى بأن ابتكاراته التكنولوجية سيكون لها أثر فقط فى حالة الدخول فى تنافس انتخابى شديد وهو بالضبط الموقف الذى وجدت فيه حملة أوباما نفسها.

التركيبة السكانية أحد أسباب خسارة رومنى

روس دوثات

ترجمة: سلافة قنديل

خسر الحزب الجمهورى فى التصويت الشعبى فى خمس من أصل ست انتخابات رئاسية. فشل فى إسقاط رئيس واحدة من أطول أزمات البطالة منذ الأزمة الكبرى. فى العام الذى حصلوا فيه على فرص كثيرة فى مجلس النواب تمكن الجمهوريون من فقدان مقعدين فقط.

جزئيا، يمكن أن يرجع هذا الفشل إلى التركيبة السكانية المتغيرة فى البلاد. الدوائر الانتخابية التى يعتمد عليها الجمهوريون: (البيض، والمتزوجين والمترددين على الكنائس) تتقلص ككتلة انتخابية. الدوائر ذات الميول الديمقراطية: (الأقليات، والمهاجرين الجدد، وغير المتزوجين، وغير المنتمين إلى الكنيسة) فى تزايد، ويصوتون بأعداد أكبر مما كانت عليه فى الماضى.

لكن الجمهوريين يخسرون أيضا بسبب الطبيعة الاقتصادية التى نعيشها اليوم التى تختلف كثيرا عما كانت عليه فى أيام رونالد ريجان. المشكلات التى كان يعانى منها الأمريكيون من الطبقة الوسطى فى أواخر السبعينيات ليست مثل مشكلات اليوم. الرعاية الصحية تستهلك أكثر من ضرائب الدخل فى كثير من الرواتب. ركود الأجور يهدد العمال ذوى الياقات الزرقاء «الحرفيين» أكثر من التضخم. الآباء متوسطو الدخل يقلقون من تكاليف الجامعة أكثر من معدل الجريمة. الأمريكيون أكثر قلقا من تآلف الشركات الكبرى مع واشنطن أكثر من الحكومة بمفردها.

يجب معالجة كل التحولات الديموجرافية والاقتصادية، إذن الجمهوريون يسعون لإيجاد طريق للعودة إلى الأغلبية. لكن المغرى لنخب الحزب سيكون التفسير الديموجرافى، وذلك لأن لعب الهوية (السياسات) يبدو أقل إيلاما من إصلاح الرسالة الاقتصادية للجمهوريين.

هذا يفسر لماذا كثير من الجمهوريين البارزين استجابوا إلى هزيمة يوم الثلاثاء بتبنى شكل من أشكال العفو عن المهاجرين غير الشرعيين. شون هانيتى من فوكس نيوز، وهو متقلب كثيرا، وتحول علنا إلى قضية إصلاح الهجرة الشاملة الأسبوع الماضى. قال تشارلز كروثامر من واشنطن بوست إنه إذا تبنى الحزب الجمهورى العفو ورشح ماركو روبيو، سيفوز بتصويت ذوى الأصول الإسبانية فى عام 2016، بحل مشكلتها الديموجرافية فى ضربة واحدة. انطلاقا من الضجة الصادرة عن جون بونر وإريك كانتور، سيتولى الحزب قيادة الكونجرس.

لا شك أن لهجة أكثر اعتدالا حول الهجرة قد تساعد الجمهوريين. لكن فكرة العفو وترشيح لاتينى للانتخابات هى خيال.

أولا، قضية تصويت اللاتينيين ليست منفردة: قد يتم استبعادهم من قبل الأصوليين، لكنهم قد يربحون من خلال وعود البطاقات الخضراء والحدود المفتوحة. اللاتينيون ليسوا جمهوريين بطبيعتهم كما يدعى الاستراتيجيون المحافظون فى كثير من الأحيان، الناخبون الجمهوريون، (بغض النظر عن المحافظة (المعتدلة) فى المجتمع، فإنها تميل إلى اليسار فى القضايا الاقتصادية، ورؤية الحكومة كحليف أكثر من عدو)، يمكن أن يتقربوا، تدريجيا، إذا حقق الجمهوريون آمالهم وهمومهم، لكنهم لا يمكن أن يستجيبوا إلى الرغبات التشريعية.

فى الوقت نفسه، الحزب الجمهورى الذى يتحرك بعيدا فى اتجاه اليسار عن مخاطر الهجرة لتنفير أنصاره من الطبقة العاملة البيضاء، والمحبطين الذين لا يمكن بسهولة ضمان دعمهم للحزب. هؤلاء الناخبون يتشككون بالفعل أن نخب الجمهوريين لن يعملوا لمصالحهم: ميت رومنى خسر الأسبوع الماضى بسبب أدائه المخيب للآمال بشأن أصوات الأقلية، لكن أيضا لأن أعدادًا كبيرة من البيض من الطبقة العاملة بقيت على ما يبدو فى المنزل. إذا كان تعديل الحزب بعد 2012 هو تبنى العفو فقط، فمن المرجح خسارتهم فى 2016.

ما يحتاجه الحزب حقا، أكثر بكثير من مجرد ملعب أفضل للهوية السياسية، هو الرسالة الاقتصادية التى تتفق مع خطوط الديموجرافية تصل إلى أصوات البيض المتناقصة بسبب «باين كابيتال» (شركة كبرى كان يرأسها رومنى) والناخبين اللاتينيين المتنقلين الذين لا علاقة لهم بثبات مرشح الحزب الجمهورى الحالى على التخفيضات الضريبية العليا.

وفقا لمعهد هنرى أولسن الأمريكى، ينبغى أن يكون من الممكن للجمهوريين معارضة الدولة المتعجرفة والفضولية فى الوقت الذى يزال التعرف أن «الحكومة يمكن أن تمد يد المساعدة لتحقيق قانون الحلم». وينبغى أن يكون ممكنا للحزب إصلاح وتبسيط الحكومة مع معالجة أيضا مخاوف الطبقة الوسطى بشأن الأجور والرعاية الصحية والتعليم وغيرها.

والخبر السار هو أن مثل هذا البرنامج موجود بالفعل، على الأقل فى شكل غير ناضج. بفضل أربع سنوات من الهياج الفكرى، يسعى الجمهوريون للتجديد السياسى مع وجود مجموعة من المفكرين والأفكار للاستفادة منها.

أما النبأ السيئ هو أن على عكس الهجرة، الخطة الاقتصادية الجديدة ربما لن تلقى قبولا حسنا من قبل الجهات المانحة للحزب الكبرى والذين يميلون إلى أن يكونوا سعداء جدا بالوضع الحالى للحزب الجمهورى.

لكن بعد إنفاق مليارات الدولارات من المانحين فى مقابل لا شىء، قد ينبغى على الجمهوريون السعى إلى مسار مختلف: إنفاق أقل فى مقابل أصوات أكثر.

الصراع فى غزة يكشف تغيُّر خريطة الشرق الأوسط

جوناثان ماركوس

ترجمة: سارة حسين

ثمة نقطة تحوُّل كشفها الصراع فى غزة. كان لدى إسرائيل نافذة يمكنها من خلالها التصرف عبرها حلفائها المهمين فى الولايات المتحدة وأوروبا، الذين حمَّلوا حماس المسؤولية الأكبر عن التصعيد فى الصراع. لكن الآن، بدأت هذه النافذة تنغلق.

تستمر إسرائيل فى عملياتها الجوية، وحصيلة القتلى المدنيين فى زيادة، والدعم الدبلوماسى للدولة العبرية سيتلاشى.

عطلة نهاية هذا الأسبوع تضمنت نشاطا دبلوماسيا منفعلا، شمل مصر وتركيا وقطر، لم يسفر إلا عن القليل. لكن الهدف المشترك الآن هو محاولة إيقاف هذا الصراع قبل أن تشن إسرائيل عملية برية، من شأنها أن تدفع فقط إلى حصيلة ضحايا أعلى من أى وقت مضى.

وزير الخارجية البريطانى، ويليام هيج، قال فى بروكسل يوم الإثنين إنه ربما يتم تهديد الدعم الدولى للعملية الإسرائيلية باستخدام القوات. مضيفا: «الغزو البرى أكثر صعوبة من أن يتم دعمه أو أن يتعاطف معه المجتمع الدولى، بما فى ذلك الولايات المتحدة».

فى الحقيقة، لا توجد حماسة شديدة فى إسرائيل -سواء فى الحكومة أو بين كبار القادة العسكريين- إزاء التوغل البرى فى قطاع غزة.

ويعتقد محللون عسكريون إسرائيليون أنه تم تحقيق جزء كبير من أهداف الجيش الإسرائيلى خلال أول يومين من هذا الصراع. وكلما استمرت الغارات الجوية، تواجه إسرائيل نتائج متناقصة.

ربما تعتبر زيادة عدد الضحايا المدنيين فى قطاع غزة، والتغير الناجم عن ذلك بالنسبة إلى الدعم الدولى بعيدا عن إسرائيل، أهم من أى فوائد بسيطة أخرى متعلقة بتدمير صواريخ إضافية أو البنية التحتية لحماس.

ينبغى تذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى، إيهود باراك، الذى كان فى المنصب أيضا فى الفترة ما بين 2008 – 2009، كان يرغب فى إيقاف الاجتياح الإسرائيلى الأخير لغزة بعد أيام قليلة من البدء فيه. لكن لم يتفق معه إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك، ورئيس أركان أكثر تطرفا.

لكن فى ظل غياب تسوية، ووجود قوات قوات إسرائيلية محتشدة استعدادا لبدء التنفيذ، لا يمكن استبعاد المرحلة البرية.

لذلك كيف يمكن التوصل إلى أفضل طريقة لوقف القتال؟

وأى اتفاق فِعلى لإنهاء هذه الأزمة، سيكون غير رسمى -لن تجلس إسرائيل وحماس وتوقعان على ورقة. كلتاهما ترغب فى الفوز بشىء لإظهاره من هذه الأزمة.

بالنسبة إلى الإسرائيليين، هدفهم هو إيقاف إطلاق الصواريخ وفترة طويلة من الهدوء. وهذا يعنى أنه سيكون على حماس أيضا المحاولة أكثر فى السيطرة على الجماعات المتطرفة التى تسعى للاستمرار فى الصراع العسكرى ضد إسرائيل.

من جانبها، تريد حماس الحصول على بعض الفوائد الملموسة أيضا، سواء كان ذلك عبر فتح نقاط عبور أو غيرها من التدابير للحد مما يراه عديد من الفلسطينيين «حالة الحصار» التى يميز حياتهم اليومية.

ربما توفر زيارة بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى المنطقة إطارا يمكن إدراج المناقشات الدبلوماسية الحالية فيه. زيارته توفر بالتأكيد فرصة للإسرائيليين إلى التراجع عن حافة الهاوية، وربما تعلق العملية البرية.

لكن أحد الأسباب وراء أن الدبلوماسية تعجز حتى الآن عن إيقاف الصراع هو أن «شبكة العلاقات الدبلوماسية» فى المنطقة تغيرت بشكل ملحوظ. عدم وجود علاقة قوية بين إسرائيل وتركيا هو أحد العوامل أيضا. لكن العامل الأكثر أهمية، هو تغير الحكومة فى مصر، حيث أصبحت أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين وبالتأكيد أكثر شكا فى إسرائيل.

النهاية ستكون حزينة لإسرائيل إذا لم تتوقف عن العيش فى الماضى

روجر كوهين

ترجمة: محمود حسام

كيف ستنتهى الأمور فى غزة؟

كانت هذه هى المسألة بالنسبة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية التى تنطوى على هزيمة للذات، على مدار الأعوام ال16 الماضية، فعملية «عناقيد الغضب» فى لبنان (1996) وعملية «الرصاص المصبوب» فى غزة (2008 و2009) والآن عملية «عامود السحاب»، جميعها، وليس هذا صدفة، تم إطلاقها عشية الانتخابات العامة فى إسرائيل.

جلعاد شارون، ابن آريئيل شارون، الذى أدار انسحاب إسرائيل من غزة فى 2005، لديه فكرة لنهاية هذا المسلسل. عبر عنها بهذه الطريقة فى «الجيروزاليم بوست»:

«نحن بحاجة إلى تسوية أحياء بأكملها فى غزة بالأرض، بل سحق غزة بالكامل. الأمريكيون لم يكتفوا ب(هيروشيما) لم يستسلم اليابانيون بالسرعة الكافية، لذا ضربوا (نجازاكى) أيضا. لا يجب أن يكون هناك أى كهرباء فى غزة، أو جازولين أو مركبات تتحرك، لا شىء. إنهم فعلا لا يطالبون بوقف إطلاق النار».

قنابل ذرية، وظلام، وسكون، وعدم، يسمح شارون (الصغير) لنفسه بأن يستعيد الحلم الإسرائيلى القديم بأن يختفى الشعب الفلسطينى. لكن بالطبع لن يختفى الفلسطينيون. إنهم يعيدون تنظيم أنفسهم. وهم يجدون لهم قادة جددًا. يصبرون مع كراهية لإسرائيل يجددها الفقد.

وهذه قصة قديمة. فى بداية عام 1979، كتب يتسحاق إبشتاين، وهو صهيونى، مقالا بعنوان «سؤال خفى»، لاحظ فيه: «لقد نسينا مسألة صغيرة: هناك فى أرضنا الحبيبة أمة كاملة، احتلت هذه الأرض لمئات السنين، ولم تفكر أبدا بالرحيل عنها».

حذر إبشتاين من أن الصهيونية سيكون عليها أن تواجه وتحل «القضية العربية».

والسؤال المحدد لإسرائيل فى فترة التحضير لهذه العملية كان هو ما الذى يجب فعله بشأن الصواريخ التى يتم إطلاقها من غزة على مواطنى إسرائيل. لا يمكن لأى حكومة أن تقبل بأن يكون مواطنوها عرضة لهجمات صاروخية منتظمة من أرض مجاورة.

وكالمعتاد، كانت البداية فوضوية، صاروخ أطلق من غزة ضرب جنوب إسرائيل فى الثالث من نوفمبر، وقُتل فلسطينى قرب الحدود فى اليوم التالى، وجُرح ثلاثة جنود إسرائيليين بعبوة ناسفة على الحدود يوم السادس من نوفمبر، وقُتل صبى فلسطينى بنيران مدفع رشاش إسرائيلى، وفى اليوم الثامن من الشهر ذاته جُرح أربعة إسرائيليين بقذيفة مضادة للدبابات، وفى اليوم العاشر قُتل أربعة صبية فلسطينيين عندما ردت إسرائيل بإطلاق النار، مما زاد إطلاق الصواريخ من غزة. (كان هذا فقط ملخصًا كافيا، وبالطبع كل جانب لديه رواية مختلفة).

والسؤال بالنسبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان هو ما العمل؟ هل يقوم بالتصعيد أم يسعى لمفاوضات لوقف إطلاق النار، ثم يتم تنفيذها على أساس غير رسمى عبر علاقات مصرية جيدة مع أحمد الجعبرى، رئيس الجناح العسكرى لحماس، والرجل المسؤول عن اختطاف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط والإفراج عنه على حد سواء، منذ عام. كان الهدف من مفاوضات وقف إطلاق النار، بتعبير المفاوض الإسرائيلى جيرشون باسكى، «التحرك بعيدا عن قوالب الماضى».

فى يوم 14 نوفمبر، اتخذ نتنياهو قراره: تم اغتيال الجعبرى، مع نشر فيديو لسيارته التى تم تفجيرها. (يتخيل المرء كيف يكون رد فعل طفل يشاهده!)

وهنا نعود إلى أساليب الماضى: هناك أطفال فلسطينيون ضمن 90 على الأقل قتلوا فى غزة، و3 إسرائيليين قتلوا فى الهجمات الصاروخية، ومبان للحكومة الفلسطينية يتم نسفها، ويسابق الدبلوماسيون الزمن لوقف إطلاق النار، والكونجرس الأمريكى معزول بموافقته (على بياض) على ما تقوم به إسرائيل، والدولة العبرية تبحث عن مخرج معقول مع تصاعد الغضب فى المنطقة.

هل كل هذا جيد لإسرائيل؟ لا. ما لم يكن معنى كلمة «الجيد» فى السياسة هو التشدد ومحو الأرضية الوسط، وإظهار استحالة التوصل لاتفاق، ومن ثم تسهيل استمرار الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية، والتوسع فى المستوطنات هناك، والخسوف المستمر لفكرة سلام يقوم على حل الدولتين. ربما كان هذا هو تماما المعيار الذى يقيس به نتنياهو الانتصار التكتيكى لعملية عمود السحاب (مع انتصار الليكود يوم 22 يناير).

لن يكون هناك «انتصار» إسرائيلى آخر. وحسب تعليق عالوف بين، رئيس تحرير صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، «اغتيال الجعبرى سيذهب لقاع التاريخ كعمل عسكرى استعراضى آخر شنته حكومة منتهية ولايتها عشية الانتخابات». ودفع بين بأن الجعبرى كان بالفعل رجل إسرائيل فى مفاوضات المال مقابل الهدنة التى نجحت بشكل ناقص، والآن، حسب قوله، «سيكون على إسرائيل أن تجد وسيطًا جديدًا ليحل محل أحمد الجعبرى كحارس لحدودها فى الجنوب».

وبتعبير آخر، لن تختفى حماس. سيكون على إسرائيل، التعامل معها. الولايات المتحدة الآن تتعامل مع الإخوان المسلمين (والدة حماس) والسلفيين فى مصر الجديدة. إن التعامل مع الواقع أمر جيد.

وإسرائيل، مثلما علمت من زميلى إيثان برونر، لديها تشبيه مفضل لعملياتها الأمنية المتكررة ب«قص العشب»، كما لو أنك تصف «مهمة يجب القيام بها بانتظام ولا نهاية لها». لكن بالطبع قصف غزة هو سماد لعشب الكراهية. وأتساءل: ما الذى يفكر به شاليط؟ فقد أطلق سجانه الحمساوى سراحه فى النهاية. وقد انفتح العالم العربى. الشباب فى العالم العربى يفكرون فى مجتمعاتهم. أما إسرائيل فهى عالقة فى قوالب الماضى، ولديها خيار آخر: اختبار حسن نية الفلسطينيين بدلا من معاقبة سوء نيتهم. فى ظل حكم نتنياهو، لم يتم حتى تجريب هذا الأمر. وحتى يتم تجريب هذا الأمر، فإن النهاية ستكون حزينة.

بترايوس «خسارة كبيرة» للولايات المتحدة أيضا

جون سمبسون

ترجمة- سلافة قنديل:

فقدت الولايات المتحدة واحدًا من الموظفين الأكثر إثارة للإعجاب، الرجل الذى جاء بالخطة التى أخرجت البلاد من الحرب التى لا تحظى بالشعبية، وسوف يخرجها من الأخرى بحلول عام 2014.

أخذ الجنرال ديفيد بترايوس جزءًا كبيرًا من الخبرة معه عندما تولى منصب الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية منذ أكثر من عام مضى.

كان قائدًا للقوات الدولية فى كل من العراق وأفغانستان، وربما كان الجندى الأذكى والأكثر مدحا فى وقته.

بترايوس كان بالتأكيد أكثر خبرة فى مكافحة الإرهاب فى أشكاله المختلفة من أى شخصية أخرى عسكرية أو مدنية فى العالم الغربى.

فقد أعاد بالكامل بناء استراتيجية مكافحة التمرد إلى الولايات المتحدة، القضية التى تم نسيانها تقريبا منذ حرب فيتنام، وخلق خطة فعالة للغاية لمكافحة التمرد.

وبالنسبة لفقدان الولايات المتحدة هذه القدرة من القدرات العقلية والتفكير الاستراتيجى والتكتيكى بسبب علاقة غرامية مع كاتبة سيرته الذاتية لا شك سيبدو بالنسبة إلى كثيرين فى أوروبا وبقية العالم، غير متناسب تماما.

ولكن هذا ليس مجرد مثال آخر على هذا النوع من التحفظ والتزمت الذى يربك غير الأمريكيين.

القرب من القوات الجوية الخاصة

كان من المتوقع لبترايوس كرئيس لوكالة الاستخبارات أن يكون قدوة لمن هم تحت قيادته، كما أن العلاقات خارج نطاق الزواج أدت فى كثير من الأحيان إلى الابتزاز وصعوبات أخرى للعاملين فى الاستخبارات فى الماضى.

كما وجدت على مر السنين، سواء فى العراق وأفغانستان، بترايوس رجل فطن للغاية وبارع، وكذلك على مستوى عالٍ من الذكاء.

كشخص محب للحضارة الإنجليزية وعضو فى القوات الخاصة الأمريكية، فقد زار مقر القوات الجوية الخاصة فى هيرفورد وأشاد فى كثير من الأحيان بطريقة عملها.

قال لى ذات مرة فى جلسة خاصة: «أشعر فى بعض الأحيان بالقرب من القوات الجوية الخاصة(S.A.S) أكثر من أى شخص آخر».

صلابته، وربما السخرية، قد ساعدته فى بغداد وكابول وكذلك واشنطن.

عندما أصبحت القوات الأمريكية متعثرة فى مستنقع العراق، مع الاستراتيجية الخاطئة، وانخفاض الروح المعنوية واضحا، تدخل بترايوس لتغيير كل شىء.

فقد قال لى بشكل مبسط فى عام 2007: «بالطبع من الممكن كسب هذه الحرب، وأنا عازم على القيام بذلك».

«التزايد المضطرد»

إذا كان انتصار الولايات المتحدة وشركائها فى الحرب فى العراق هو أمر قابل للنقاش، لكن من المؤكد أن بترايوس أعطى الشعب الأمريكى الشعور بأن يتمكنوا من ذلك.

فى السياسة، وإلى حد ما فى المسائل العسكرية، ما يهم هو الطريقة التى ينظر بها إلى الأشياء، بدلا من الطريقة نفسها فى الواقع.

قدم بترايوس مفهوم «الطفرة»، زيادة كبيرة فى عدد القوات الأمريكية فى العراق.

هذا، مع تزايد الملل من الحرب بين العراقيين، والكراهية المتنامية للمتطرفين الإسلاميين جنبا إلى جنب مع التباطؤ الطبيعى للمقاومة، جعل العراق مكانًا أكثر هدوءًا لفترة من الوقت.

كان يعرف جيدا أنه إذا تم سحب القوات الأمريكية من العراق، فإن وسائل الإعلام فى الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بما يجرى هناك.

لم يكن هناك بالطبع نهاية للتفجيرات والقتل المستهدف بعد انسحاب القوات، لكن نادرا ما قد يلاحظ هذا أى شخص فى الولايات المتحدة.

بقدر ما كانوا يشعرون بالقلق، قد تم حل قضية العراق.

عندما وضعت هذا السيناريو أمام بترايوس ابتسم ابتسامة عريضة. وقال: «هذا تفسيرك واللغة الخاصة بك، لكننى قد لا أجادل كثيرًا فى ذلك».

السحر والموهبة والذكاء

قريبا، فى ظل رئيس جديد، كان يعيد النظر فى الخطة لتناسب أفغانستان بدلا من العراق.

تم إرساله لاستبدال جنرال ذكى وساحر آخر، ستان مكريستال، الذى تم استبعاده بعد تصريحات سيئة عن إدارة الرئيس أوباما نُقلت من قِبل صحفيين.

عندما يتم سحب القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها من أفغانستان العام المقبل، سيكون وفقا للخطة الأساسية التى وضعها بترايوس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.