ذكرت صحيفة ال"تيليغراف" البريطانية أن مصر تحاول استعادة دورها الدبلوماسي في العالم العربي من خلال أزمة غزة، في الوقت الذي أرسلت فيه إسرائيل مفاوضيها للقاهرة في محاولة للاتفاق على هدنة توقف نزيف الدم في غزة. ووصفت الصحيفة حركة حماس، كما ورد في تقريرها المنشور الأحد، بأنها منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين، التي نجحت في الوصول إلى السلطة في مصر من خلال انتخابات رئاسية وبرلمانية، بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
ومنذ ذلك الوقت، بدأت علاقة حماس بحلفائها السابقين- سوريا وإيران- في التلاشي، بعد اندلاع الثورة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، وبدأت حماس تستمد دعمها الدبلوماسي والمادي من الدول السُنية المجاورة.
وفي تلك الأثناء، بزغت في الأفق كتلة سياسية من تلك الدول، تشمل كلا من تركيا وقطر ومصر. واستضافت القاهرة مؤخراً اجتماعا لزعماء هذه الدول، بالإضافة إلى زعيم حماس خالد مشعل، لمناقشة خطواتهم القادمة بالنسبة للأزمة بغزة.
وقد أعلن الرئيس المصري محمد مرسي، أثناء مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بأنه من المحتمل الاتفاق على وقف لإطلاق النار قريباً. وبالرغم من عدم إنتماء حزب العدالة والتنمية التركي، الذي يتزعمه أردوغان، إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن بعض رموز الجماعة تعتبر سياسة الحزب المعتدلة نموذجاً يجب الاحتذاء به في مصر.
وقد شارك في المباحثات أيضاً أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث إن قطر، كما ورد في تقرير ال"تيليغراف"، تساند جهود الجماعة والإسلاميين في الوطن العربي، لاسيما أثناء الثورات العربية. وقد زار الشيخ حمد غزة الشهر الماضي لتقديم بعض الدعم المادي والمعنوي لقادة حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من بين هذه الدول من يرغب في مواجهة مع الغرب، ولاسيما الولاياتالمتحدةالأمريكية: فكلهم حلفاء لواشنطن: قطر تستضيف قوات القيادة المركزية الأمريكية، وتركيا عضو في حلف الأطلسي، أما مصر فقد أعربت بوضوح عن رغبتها في الحصول على المعونة العسكرية الأمريكية بالرغم من الثورة.
وتلك الدول أيضاً تمثل نموذجاً نادراً للدول الشرق أوسطية المسلمة التي لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهذا ينطبق على مصر وتركيا، أما قطر فقد كانت تستضيف على أرضها مكتباً تجارياً إسرائيلياً.
إلا أن تلك الدول ترفض سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع القضية الفلسطينية. وتعتبر تلك الدول أن ضعف السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس يعطي الفرصة لحماس لكي تسبب القلق لإسرائيل.
ورجحت الصحيفة أنه إن نجحت مصر في الوصول إلى هدنة في غزة، فإنها سوف تتقدم بمطالب كبيرة لواشنطن؛ أحدها سيكون المطالبة بأن تكون الولاياتالمتحدة الضامن لأي هدنة يمكن التوصل إليها بين إسرائيل وحماس. فمثلما يكون للكتلة السنية الجديدة التأثير الكبير للضغط على حماس، يكون تأثير واشنطن كبير في الضغط على إسرائيل في المقابل.