عملوا ايه ولادنا الصغيرين عشان يموتوا الموته البشعة دي .. لا ليهم في السياسة ولا يعرفوها ، ولا كانوا عايزين يعرفوها .. لا يعرفوا مرسي ولا قنديل ولا وزير النقل في حكومته.. ميعرفوش حاجة خالص حبايبي ، غير انهم يناموا بدري بعد مايعملوا الواجب ويصحوا على صلاة الفجر .. يصحّوا ابوهم وامهم .. ويحضّروا كتبهم وكراريسهم ويستنوا الباص تحت البيت ياخدهم المدرسة. عملوا ايه ولادنا الصغيرين عشان يموتوا ويتفرموا تحت عجلات القطار .. والاتوبيس اللي هو حديد اتقطّع حتت ، فما بالك بأجساد من لحم ودم لأطفال أكبر من فيهم عمره 9 سنوات.. مفيش جثة واحدة سليمة وكاملة .. الايد في حتة ، والرجل في حتة ، والدماغ في حتة .. والتجميع في أكياس نايلون تقطر دما يشهد اننا في بلد ظالم .. وحكومة " وسخة " .. ورئيس حسابه عند ربنا يوم الحساب سيكون عسيرا.
... عملت ايه منى .. البنت اللي زي العسل اللي عندها 6 سنين عشان تخرج من بيتها ولا ترجعش .. ياريتك ياحبيبتي ماخرجتي .. بناقص يوم يا منى في المدرسة.. واسمع الجميلة ترد : لأ ياعمو .. إلا المدرسة .. انا نفسي اكبر وابقى دكتورة .. واعالج ماما .. المستشفى عندنا مفيهاش علاج .. ومفيهاش دكاترة .. ثم وهى تضحك : ومفيهاش عيانين .. العيانين في بيوتهم ياعمو مش لاقيين حد يعالجهم .. ولا معاهم فلوس يروحوا لدكاتره كبار في مصر .. .. عشان كده ان شاء الله هطلع دكتورة وافتح مستشفى واعالج فيها كل اهل البلد ببلاش.
... عملت ايه سمية .. الوردة اللي عمرها 7 سنين .. اللي كانت دلوعة أمها وابوها .. بشعرها الأسود الفحم وعينيها السود مع بياض ناصع .. وهزارها على طول مع اخوها الأصغر منها .. كانت هى كمان أمه .. تمزح على حجر ابيها : نفسي اكبر يابابا واتجوز واخلف عيال كتييير .. واحد ضابط .. وواحد مهندس والتالت مدرس والرابع والخامس والسادس .... وابوها يحضنها ويقبّل يديها وقدميها : ايه يا سمية يا أروبة .. حتجيبي اورطة عيال يابت .. يا مفعوصة ياللي لسه مطلعتيش م البيضة .. فتضحك وتهرب من حضنه لحضن امها : عايزه اكل ياماما .. اعملي لي بيض عيون بسمنة كتير .. بس كده ياحبة عين امك .. علبة سمنة بلدي عشان تكبري وتتجوزي وافرح بعيالك.
سمية .. دوّروا عليها على شريط السكة الحديد .. مش لاقينها خالص .. لقوا حتة لحمة غرقانة دم .. كانت قبل ما يفرمها القطر لابسه بلوفر صوف لونه ازرق .. بلوفر سمية .. بقى ازرق في احمر من دمها اللي سال.
... طيب ومحمد عبد الرشيد اللي شفت كراسته عليها اسمه .. كل اللي فضل منه يا حبيبي الكراسة .. كان عمره 8 سنين .. وكان راسم فيها الهرم والنيل وعلم مصر.. وبخط كبير وواضح كتب في وسط العلم 25 يناير .. وتحت كتب خالد سعيد واحمد حرارة.. وفي صفحة تانية رسم ناس بدقون وعلم اسود ميعرفوش .. ولزق صورة مرسي فاتح صدره .. وجنبها خطابه لبيريز الرئيس الإسرائيلي العظيم .. ورش على الخطاب لون أحمر .. دم طفل زيّه قتلوه في غزة .. وتحت الصورة واحدة زي القمر .. زي القمر .. بتعيط!
معقولة يامحمد انت فاهم للدرجة دي .. كان ممكن اوى لمّا تكبر تكون زعيم بجد .. عشان كده قتلوك .. عجنوك يامحمد .. امك مش لاقية منك حتة سليمة تتعرف عليك منها .. ملقتش غير الكراسة عليها اسمك ورسمك والست اللي زي القمر .. بتعيط.
ثمنك يا محمد عند الحكومة الوسخة 5000 جنيه .. وانت ضفرك بعشرة من مرسي ومن قنديل .. واللي معندوش دم اللي اسمه العريان .. عايز يصطاد في الميه العكرة .. البيه بيغرد على تويتر كأنه غراب : لو كان عندنا برلمان كنا نقدر نحاسب اللي قتلوك وقتلوا اخواتك .. واسمعك ترد وتغرد انت ايضا كعصفور : واللي ماتوا في مذبحة بور سعيد .. مش كان وقتها عندنا برلمان .. عمل ايه بسلامته وجاب حق مين .. صحيح ان لم تستح فافعل ماشئت.
امبارح كان يوم اسود بالنسبة لي .. مش طايق اقعد في البيت هنا في الكويت .. ولا طايق اتفرج على برامج .. ولا اسمع وزير اعلام " عِرة " لسه بيتخانق مع الإبراشي على المحور .. ولسه بيقول ببجاحة ياخد عليها اوسكار: احنا حكومة الثورة .. نزلت .. مشيت بالعربية بين الشوارع أردد وعيني دامعة ، اغنية تحفة لشادية كانت تغنيها في فيلم " احنا بتوع الاتوبيس" ياسبحان الله .. عيالنا برضه ماتوا في الاتوبيس " : عملتوا ايه في الدنيا دي اه ياولادي .. ياعمر متغطي بحضني وبحزني اه ياولادي .. اه ياولادي .. اه ياولادي.. واغتال لحظة صدق كنت اعيشها مع نفسي وانا أمر بجوار مقهى كبير ، أصوات مصريين كادت تخرق طبلة أذني : أهلي أهلي .. بيب بيب .. وعرفت ان الاهلي فاز على الترجي واخذ البطولة .. والمصريين هنا فرحانين.. وواحد منهم قاللي : الاهلي " هرس " الترجي .. وأعادها بانتشاء غريب " هرسه " .. فقلت له وأكاد ابصق في وجهه : وقطر الصعيد " هرس " 53 عيل من عيالنا.
وخرج المصريون من القهاوي في جماعات منتشين بفوز الاهلي يجوبون شوارع الكويت للفجر بيب بيب اهلي .. بيب بيب اهلي .. فأدركت على الفور ان حكم مرسي والإخوان سيطول!!