تلاحقت وتسارعت وتيرة العنف فى شمال سيناء ظهر السبت التى بدأت بخطف ثلاثة من كبار قبيلة «الأغوات» تلتها عمليات عنف وهجوم مسلح على قوات الأمن وتسارع تدهور الوضع مع انسحاب قوات الشرطة تماما من العريش ونزول الجيش مرة أخرى لحفظ الأمن. فى القاهرة اجتمع الرئيس محمد مرسى بكل من وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ومحافظ شمال سيناء اللواء سيد عبد الفتاح حرحور، ونائبه الدكتور عادل قطامش، كما اجتمع بوزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، لبحث الوضع بسيناء ومحاولة احتواء الشق المجتمعى من الاضطرابات فى تلبية احتياجات أهالى سيناء وتسهيل توظيف أبناء المحافظة، كما استعرض مرسى مع المحافظ ونائبه التعديلات المطلوبة على جهاز تنمية سيناء، حيث طلب الرئيس سرعة إصدار القرار الخاص والمنظم لتملُّك أهالى سيناء الأراضى مع تسهيل الإجراءات اللازمة لذلك.
السيسى توجَّه صباح أمس (الأحد) إلى العريش فى زيارة لم تتجاوز الساعتين اجتمع خلالها بالمحافظ فى لقاء مغلق لم يتعدَّ 15 دقيقة، ثم اجتمع بمقر كتيبة 101 لحرس الحدود، ببعض القيادات العسكرية على رأسهم قائد الجيش الثانى الميدانى ثم غادر العريش فجأة إلى القاهرة على متن طائرة عسكرية ودون أن يحضر اجتماعا بكبار القبائل كان مقررا بعد أن قام العشرات من أبناء الشيخ زويد بقطع الطريق أمام ديوان المحافظة باستخدام سيارتين نصف نقل وعدد من إطارات السيارات، للتعبير عن غضبهم إزاء مقتل شاب وإصابة ابن عمه برصاص الشرطة، فى أثناء استقلالهما سيارتهما عند منطقة «جلبانة» بالقرب من القنطرة.
وخرج عدد من شيوخ القبائل الذين كانوا ينتظرون الاجتماع مع السيسى وجمال الدين فى مبنى المحافظة، لتهدئة المحتجين الذين رددوا هتافات ضد العنف الأمنى مع أبناء سيناء، وطالبوا بالقصاص من أفراد الشرطة.
المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة تثاقلت بياناته ولم يخرج بكلمة منذ اندلاع العمليات توضح مدى تدهور الأوضاع واكتفى ببث سطور على صفحته على «فيسبوك» عن وصول السيسى فى زيارة إلى العريش لم يفصح عن تفاصيلها ولا نتائجها، بينما تلاحقت الأخبار الواردة من شمال سيناء تتحدث عن مواجهات عنيفة على جبهتَى القبائل التى -وفقا لمصادر خاصة- وقع بعضها هدفًا لأعمال عنف مقصودة لتكبيل حركتها فى التعاون مع الأمن أو التشويش عليه، فقام مسلحون مجهولون بخطف شيخ قبيلة «الأغوات» وعائلة «آل بدوى» وأحد القضاة الشرعيين الكبار بينما قامت قبائل أخرى باستهداف المنشآت المحلية لشل حركة السلطة، فقام عدد من أبناء البدو باحتلال مبنى محافظة شمال سيناء، وأكد الناشط السيناوى مسعد أبو فجر، فى حسابه الخاص على «تويتر»، أن «مطالب ثوار سيناء: إقالة المحافظ، واختيار هيئة من 25 واحدا من الثوار، لإدارة المحافظة إلى حين انتخاب محافظ جديد»، ودعا الثوار فى كل سيناء للتوجه إلى مبنى المحافظة بالعريش، «الطلائع الثورية تسيطر على مبنى المحافظة الآن» قبل أن تستعيدها قوات الجيش مره أخرى وتحررها.