تواصلت أمس عملية فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية العراقية، التي انطلقت أمس الأول، وسط توقعات بأن يتأخر إعلان النتائج رسمياً نحو عشرة أيام، فيما بدأت الكتل السياسية الرئيسية الإعلان عن فوزها في الانتخابات التي تخللتها أحداث عنف في مناطق متفرقة أوقعت عشرات القتلي والجرحي. ففي إقليم كردستان العراق وبعد فرز 75% من الأصوات، أعلنت الكتل السياسية الرئيسية عن ارتياحها في وقت اندفع فيه المواطنون حسب انتماءاتهم السياسية إلي الشوارع فرحاً بفوز مرشحيهم. وأشارت إحصائيات أوليه إلي أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته «نوري المالكي» جاء في المقدمة في المحافظات الشيعية بينما حل منافسه «إياد علاوي» في المقدمة في المحافظات السنية. من جهة أخري، حذر المتحدث باسم المفوضية المستقلة للانتخابات «قاسم العبودي» من أن النتائج المتداولة حتي الآن ليست نتائج رسمية وأنها مجرد أرقام تتداولها وسائل الإعلام، مؤكدا أنه لا يزال أمام المفوضية عمل ضخم قبل الإعلان عن النتائج الرسمية. وفي هذا السياق نقلت مصادر إعلامية عن مصادر في المفوضية توقعاتها بألا يتم الإعلان رسمياً عن نتائج الانتخابات قبل الثامن عشر من الشهر الحالي، لتبدأ بعد ذلك المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة وفقاً لتمثيل الكتل السياسية في البرلمان الجديد. ووفقا لإحصائية رسمية صدرت عن المفوضية المستقلة للانتخابات بلغت النسبة الإجمالية لعدد الناخبين نحو 50%، علماً بأن عدد الناخبين المسجلين بلغ 19 مليون شخص توزعوا علي 10 آلاف مركز انتخابي تحت إشراف نحو ستمائة مراقب دولي. يشار إلي أن عدد مقاعد البرلمان العراقي الجديد وفقاً لقانون الانتخابات هو 325 مقعداً خلافا للبرلمان المنتهية ولايته والبالغ 257 مقعداً، مع التذكير بأن النسبة الجديدة المخصصة للنساء هي 28 مقعداً إلزاميا. من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الانتخابات العراقية بأنها «نقطة تحول مهمة» علي الرغم من وقوع أعمال عنف قاتلة، مشيداً بقوات الأمن العراقية، ومكررا هدفه بسحب كل القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية 2011. وقد انفجرت عشرات من قذائف المورتر والصواريخ والقنابل قرب مراكز الاقتراع في شتي أنحاء العراق مما أدي إلي مقتل 38 شخصاً في محاولة علي مايبدو لإثناء الناخبين عن المشاركة في الانتخابات لاختيار ثاني برلمان عراقي لفترة كاملة منذ الغزو الأمريكي في 2003. وأشاد أوباما بخروج ملايين العراقيين للتصويت علي الرغم من الهجمات، قائلاً: مثلما كان متوقعا وقعت بعض حوادث العنف مع محاولة القاعدة في العراق ومتطرفين آخرين تعطيل تقدم العراق بقتل العراقيين الأبرياء الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية. في الوقت نفسه انتهت عملية التصويت في الانتخابات العراقية مساء أمس الأول باستاد المنصورة وشهدت إقبالاً ضعيفاً، وأكد أحد مراقبي الانتخابات أن 170 عراقياً فقط صوتوا خلال الأيام الثلاثة للانتخابات، حيث كان متوقعاً حضور 270 عراقياً. وأضاف: إننا ننتظر وصول التفويض من بغداد لبدء الفرز يوم الثلاثاء، وسيكون أيضاً بمقر اللجنة. وقال إن بعض العراقيين الموجودين في المناطق المجاورة للمنصورة كالغربية والشرقية جاءوا للتصويت حيث يحق لأي عراقي التصويت في أي لجنة.