الغارة التى استهدفت مجمعا للتصنيع العسكرى بالقرب من العاصمة السودانية «الخرطوم» الثلاثاء الماضى، ربما كانت حلقة جديدة ضمن مواجهة إسرائيلية-إيرانية لم تتطور بعد لصدام مباشر، لكنها من ناحية أخرى تأتى ضمن استراتيجية إسرائيلية للتعامل مع المتشددين الإسلاميين فى شبه جزيرة سيناء، وتجفيف منابع السلاح الذى تحصل عليه حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة، وهو ما يكشف عنه تقرير لموقع إخبارى أمريكى. موقع «ذا إجزامينر» الأمريكى نقل عن مسؤول أمنى إسرائيلى قوله إن الغارة كان مخططا لها بشكل جيد وفى توقيت جيد بهدف قطع طريق إمدادات السلاح من السودان إلى غزة عبر مصر وسيناء. وأضاف الخبير الإسرائيلى، أنه «على خلاف رد فعل إدارة أوباما الضعيف على مقتل أمريكيين فى قنصليتهم، فإن إسرائيل لن تسمح بأن يكون شعبها هدفا للإرهابيين مهما كان منبع التهديد».
ودمر انفجار ضخم المصنع بالقرب من العاصمة السودانية «الخرطوم» الثلاثاء الماضى، مما أسفر عن مقتل شخصين، ووجه السودان بسرعة أصابع الاتهام إلى إسرائيل، بإرسال أربع طائرات عسكرية لتدمير مجمع اليرموك للتصنيع العسكرى، وتنظر تل أبيب منذ زمن طويل للخرطوم الذى يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران والجهاديين، على أنه قناة لنقل الأسلحة المهربة عبر مصر لغزة الذى تحكمه حركة حماس.
وقال الموقع الأمريكى إن السودان بالنسبة إلى حماس يعد مصدرا يعتمد عليه فى الحصول على أسلحة أو إمدادات عسكرية أخرى، ويأتى معظم السلاح من روسياوإيران والصين حيث يصنع فى السودان. بعدها يتم شحن السلاح بحرا ونقله إلى الساحل الغربى لسيناء، حيث يتولى البدو الذين يتلقون أموالا من إيران، نقل السلاح لحماس.
ووفقا للمصدر الإسرائيلى فإن مئات الصواريخ (يترواح مدى معظمها بين 20-40 كم) ونحو 1000 قذيفة مورتار وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات وأطنان من المتفجرات ومواد صناعة المتفجرات، تم نقلها عبر طريق إيران – السودان – مصر – غزة.
من جهته، قال موقع «ديبكا» الاستخبارى الإسرائيلى إن غارة الخرطوم هى أحدث الجولات فى السجال الغامض بين إسرائيل وإيران، وزعم الموقع الإسرائيلى أن المصنع الذى استهدفته المقاتلات الإسرائيلية كان ينتج صواريخ سطح-سطح من طراز «شهاب» بترخيص من إيران. وقال الموقع الإسرائيلى إن مصادره الغربية لم تكشف أى نوع من صواريخ شهاب كان ينتجها المصنع، لكنهم يعتقدون أن المصنع كان يخطط لاستخدامه كاحتياطى استراتيجى فى حال تعرضت ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية لهجوم عن طريق قاذفات القنابل الإسرائيلية.