دخل عدد من السجناء السياسيين بالسجن شديد الحراسة بطرة المعروف باسم سجن «العقرب» إضرابا مفتوحا عن الطعام، اعتراضا منهم على الحملة التأديبية التى جاءتهم من مصلحة السجون منذ يومين، وسلبتهم معظم متعلقاتهم، بالإضافة إلى خلو القائمة التى سيتم الإفراج عنها بمناسبة عيد الأضحى من أسمائهم، فى العفو الذى سيصدره الرئيس مرسى. مصادر مقربة من السجناء أفادت بأن هناك حالة من الغليان والفوران يعانى منها السجناء السياسيون، الذين ينتمى معظمهم إلى تنظيم الجهاد، حيث أشار المصدر إلى أن صبر السجناء السياسيين قد نفد بعد أن طال انتظارهم لتحقيق أهداف الثورة بالإفراج عنهم، ولم يتحقق وعد الرئيس مرسى حتى الآن.
المصادر أكدت أن السجناء قد أتموا اللمسات النهائية والأخيرة لتنفيذ أكبر إضراب مفتوح عن الطعام تشهده السجون المصرية حتى يتم الإفراج عنهم، وقد أعلن السجناء ان هذا الإضراب سيكون مفصليًّا وحاسمًا حتى يتم تحقيق مطالبهم الأساسية، وهو إصدار قرار عفو عام عنهم أسوة بمن صدر لهم قرارات عفو بمناسبتى عيد أكتوبر وعيد الأضحى.
وفى بيان أصدره السجناء قالوا إنه «بعد حملة القمع التى حدثت والظلم الواقع علينا فى عهد مرسى وليس المخلوع، واعتداء الأمن علينا ومصادرة أمتعتنا، قررنا جميعا الإضراب المفتوح عن الطعام، نظرا لعودة تلك الممارسات الظالمة من مصلحة السجون»، التى وصفوها بأنها الراعى الرسمى واليد التى يبطش بها النظام وينكل بسجناء الرأى، ممثَّلة فى اللواء محمد نجيب مدير مصلحة السجون، وعودة الأمن الوطنى -مباحث أمن الدولة سابقًا- لمنع الإفراج عن السجناء الإسلاميين.
السجناء أشاروا فى بيانهم إلى حالة يسرى عبد المنعم الذى قضى 25 عاما فى السجون، ولم يفرج عنه بأوامر من أمن الدولة، وقالوا إنه من غير المعقول بعد الثورة ترك ملف السجناء السياسيين ضحايا المخلوع مبارك دون حل حتى الآن، مع العلم بأن عددهم لا يتعدى 20 سجينًا سياسيًّا.
من جانبه أعلن ياسر السرى القيادى الجهادى المقيم بلندن، تضامنه مع المضربين عن الطعام فى سجن العقرب، ووصف قضيتهم بأنها هى نفسها قضيته، مضيفا «ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط فى حرية السجناء السياسيين ضحايا مبارك، الذين ما زالوا قابعين فى سجون الرئيس مرسى». السرى أعلن فى تصريحات له أنه يثمن ويبارك هذه الخطوة التى أقدم عليها السجناء السياسيون فى سجن العقرب بطرة، مطالبين برفع الظلم عنهم ومساواتهم بمن صدر لهم عفو من الجنائيين بمناسبة نصر أكتوبر، مضيفا أن الفرحة لن تكتمل إلا بإطلاق ما تبقى من السجناء السياسيين ضحايا مبارك، ودون تمييز. وطالب السرى الرئيس مرسى بسرعة «إطلاق سراح كل السجناء دون تمييز أو قيد أو شرط، أو الرجوع إلى رأى الفلول والأجهزة الأمنية سواء ما يسمى الأمن الوطنى، أو اللواء محمد نجيب مدير مصلحة السجون، أو محمد فؤاد جاد الله المستشار القانونى لرئاسة الجمهورية الحالى ونائب رئيس مجلس الدولة فى عهد مبارك، الذى يتعامل بنفس العقلية الأمنية السابقة وتجب إقالته»، واصفا إياه بأنه ورط الرئيس فى أكثر من موقف مؤسف، منها على سيبل المثال عودة مجلس الشعب وإبعاد النائب العام.
السرى شن هجوما على مدير مصلحة السجون اللواء محمد نجيب واصفا إياه بأنه قام بالتنكيل بالسجناء السياسيين ضحايا مبارك فى سجن العقرب، ومرفوع عليه قضايا بقتل الثوار فى شمال سيناء، وهو الذى كان خادمًا للفلول فى السجون، حيث منع الحملات التفتيشية عنهم وسمح لهم بدخول أى شىء، والآن يعيد تجميعهم فى مزرعة طرة، كما أنه من أبرز فلول العادلى ومحبيه، وقد سمح لهم بدخول أجهزة الاتصالات واللاب توب، وهو الذى سمح لهم أيضا أن يجتمعوا ويدبروا ويخططوا، وبتخطيطهم تحولت البلد إلى ساحة حرب وراح ضحيتها العديد من الشباب، وأصيب المئات من الشباب الطاهر النقى بعاهات مستديمة.