لم تكن النهاية التي آلت اليها جمعة كشف الحساب تختلف كثيراً عما كان متوقع لها .. خاصة مع استغلال الاخوان لحدث حكم المحكمة على متهمي موقعة الجمل في التغطية على فشل الرئيس في تنفيذ ما سبق وتطوع هو ووعد به دون خداع او اجبار من احد .. و مرة اخرى اثبت ميلشيات الاخوان انه لا فرق بينها و بين بلطجية الحزب الوطني المنحل و ربما بلطجية الحزب المنحل لم يدعوا انهم اهل علم و دين و لم يتاجروا باسمى ما في حياتنا .. الدين . و بكل الاسى و الحزن و الغضب اقول ... الف خسارة على الدماء التي سالت في 25 يناير .. الف خسارة على الاحلام التي ولدت من رحم الثورة و تم وأدها على ايد من تاجروا بالثورة و ركبوا موجها و استغلوا نتائجها .. منذ ثمانة شهور احاطت ميلشيات الاخوان بمجلس الشعب بحجة حمايته من الاقتحام في ادعاء لدور ليس ابداً منوط بهم فعله و قاموا بممارسات اقل ما توصف به انه اجرامية تجاه متظاهرين سلميين او اصحاب حاجات حضروا لعرض مطالبهم و شكواهم و مر الحادث مرور الكرام لان المزاج الرسمي الان اخوانجني .. لتتكرر نفس التجاوزات بالامس و نزلت ميلشيات الاخوان مرة اخرى الى الشارع لتعيث به فساداً ..و تجبراً .. وعفوا و اجراماً ..مرة اخرى يُستبدل المعتدي على المتظاهرين السلميين الغير راغبين في سلطة او الطامحين في مقايضة ما .
فبعدما كان يتم الاعتداء عليهم من بلطجية الحزب الوطني المنحل و مأجوريه تم استبدال المُعتدي بميلشيات الاخوان و طوائف السذج المتعاطفين معهم بلا فهم .. بلا وعي .. بلا احساس .. بداية غاية في السوداوية يبدأ بها رئيس الاخوان ايامه في الحكم و التي ازعم انها لن تطول _ لن تطول لان الرجل يبدأ من حيث انتهي مبارك .. غطرسة و قهر و استبداد و مُغالبة .. مرسي ليس رئيس مصر مرسي رئيس الاخوان فقط .. الاخوان الذي عاش بعضهم تجربة الملاحقة و القهر و البطش و التنكيل .
ها هم في السلطة اكثر قسوة اكثر فجاجة اكثر دموية .. لا فارق اذن .. فهل قامت الثورة ليُستبدل قاهر بقاهر اخر .. و يحل مستبد جديد محل مستبد راحل .. اي تبرير سيسوقه اولئك الذين تلوك ألسنتهم الاعذار و عبارات التأيد للاخوان اي ما كان الموقف او الخطأ او الخداع ..ان ما حدث بالتحرير بالامس هو اجرام بين لا وصف اخر له .. فمهما كان الخلاف و الاختلاف فابدا ما كانت البلطجة والدموية سلوك اصحاب الحق او حتى المتعاطفين معهم ..و ليس من الممكن تحت اي مسمى ادخال الدين في مثل تلك الممارسات الخارجة عن ابسط قواعد الدين و هي الرحمة و السلام و العقلانية .
و اتساءل ..ما ذنب الشباب الذين سالت دمائهم بالامس ؟ اذنبهم فقط انهم غير راضون عن مُغالبة الاخوان و فشل الرئيس في تحقيق وعوده .. اذنبهم انهم غير راغبين في الانطواء تحت لواء الاخوان .
ام انهم قد استبيحت دمائهم و مورست ضدهم ممارسات من العنف المفرط فقط لانهم هتفوا يسقط حكم المرشد .. فليسقط حكم المرشد الف مرة ..اذا كان المرشد اغلى و اهم عند هولاء من دماء شباب مصر و شعبها ..من قال ان مصر لا يحكمها مكتب الارشاد زارعاً رجاله في شتى مفاصل الدولة و اجنحتها .. تماما مثلما كان يفعل الحزب الوطني .
و لكن لو كان المستبدون يرتعدون بمصير من سبقوهم ما كنا شاهدنا منهم الالاف .. من قال ان مصر على يد الاخوان قد اصبحت اكثر استباحة في سيناء و في شتى ربوعها من دول عربية و اجنية عده .
اي مصير اسود آل اليه حال بلادنا مع الاخوان بعدما روجوا الطائفية و عمقوا الانقسام .. يلعبون الان بالنار لو كان يخططون نحو الذهاب بالبلاد لحرب اهلية .. كنت قد عزمت استكمال مقالي عن تجار الدين للمزيد من الايضاح و الاثبات عن مدى التناقض و الادعاء في خطاب الاخوان لتآتي احداث الامس لتُغني عن اي كلام .
مع العلم بعدم قدرة احد من مريدي الجماعة و دراويشها على ادراك كم الجُرم الذي تم اقترافه بالامس .. و ختاماً لكل اخوانجي ينتمي للجماعة اكثر مما ينتمي لوطنه مصر و يعز عليه مرشد الاخوان اكثر مما يعز عليه ان يسيل دم مصري مثله مسالم ..( بتنفزك يسقط حكم المرشد طب يسقط يسقط حكم المرشد )....