في الوقت الذي يحاول فيه الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن يفرض موقفا سياسيا معاديا للدكتور محمد البرادعي بكتابة وتوزيع بيان سياسي على الأعضاء يتبني موقفا مهاجما لطرح اسم البرادعي كمرشح للرئاسة، إلا أن لجنة الجيزة قررت أن تعلن عن رفضها لهذا الموقف المنفرد لرئيس الحزب، وأصدرت بيانا بعنوان «أهلا بالدكتور البرادعي» معلنين ترحيبهم الكبير بالمبادرة التي أطلقها، من أجل خوض نضال متصاعد للتغيير الديمقراطي وكقوة إضافية إيجابية لنضال دام منذ عقود، شاركت فيه كل القوي السياسية بدرجات متفاوتة، وفي مقدمتها حزب التجمع واليسار المصري بشكل عام، بعدها بأيام أصدرت أمانة القاهرة بياناً مماثلاً يرحب بالدكتور البرادعي ويؤيد مطالبه، وهو ما تسبب في قلق أعضاء التجمع من حدوث انشقاق داخل الحزب بسبب الموقف من البرادعي. من جانبه أكد حسين عبد الرازق الأمين العام السابق وعضو المجلس الاستشاري أن ما يحدث داخل التجمع من جدل حول بعض القضايا يؤكد أن هناك آراءً مختلفة داخل الحزب سواء في المستوي المركزي أو اللجان والمحافظات وهذا الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي طالما لم يصدر قرار نهائي عن المكتب السياسي أو الأمانة العامة لأنه بمجرد صدور قرار في موضوع ما يعني أنه علي باقي الهيئات الحزبية الالتزام به. وتابع عبد الرازق: الجدل أمر طبيعي، وفيما يخص موضوع البرادعي فلا يوجد قرار أو موقف حزبي محدد صدر بشأنه، وما كتبه رفعت السعيد - رئيس الحزب - في الورقة التي قام بتوزيعها علي الأعضاء وهاجم من خلالها مبادرة البرادعي بالترشح للرئاسة، مجرد موقف شخصي لا يعبر إلا عن موقفه، ومن ثم فمن حق الجيزة أن تعلن عن موقفها المساند والداعم له من خلال بيان تصدره. وبينما اعتبر عبد الرازق هذا الجدل المثار حول قضية البرادعي والانتخابات القادمة أنه يعبر عن حالة حوار، فإن عبد الغفار شكر القيادي بالتجمع يري أن ما يحدث داخل التجمع الآن يعكس الصراع المستمر بين السعيد والمجموعة المحيطة به من جهة وبين القواعد الحزبية من جهة أخري، والمشتعل منذ منتصف التسعينيات. وعن أسباب هذا الصراع يقول شكر: رئيس الحزب والمجموعة المحيطة به تعتبر نفسها جزءا من النظام الحاكم وهو ما يدفعها لاتخاذ مواقف كثيرا لا يتفق عليها الأعضاء، مثلا خوض الانتخابات هو أمر يعد محسومًا لكثير من القيادات الحزبية المحيطة بالسعيد، كما أن موقف رئيس الحزب من مبادرة البرادعي هو نفسه الموقف الرافض لكفاية و6 أبريل والحملة المصرية ضد التوريث، وكل المبادرات الشعبية المعارضة للنظام. وتابع شكر: رغم ذلك فإن هناك تيارًا يعارض السعيد وسياساته ويحاول أن يعبر عن نفسه من خلال إصدار بيانات وصياغة رؤي تعكس مواقفه السياسية المعارضة لرؤية وموقف القيادة الحزبية. علي الجانب المقابل قال المهندس طلعت فهمي أمين لجنة الجيزة : ما طرح من وجهات نظر مختلفة حول البرادعي أو الانتخابات يؤكد أن التجمع يدعم حرية الرأي والتعبير وليس مؤسسة مستبدة تصدر أوامر ملزمة للجميع، وهذا الجدل لا يعبر عن انشقاق أو انقسام داخل التجمع لكنه يعكس وجود حالة حيوية جديدة تسمح بتعدد الآراء والاختلافات من خلال حوار ديمقراطي. وأضاف فهمي: نحن نعبر عن وجهات نظرنا داخل التجمع بكل حرية وحتي لو كانت وجهة النظر مخالفة لرؤية رئيس الحزب الذي من حقه هو أيضا التعبير عن رأيه الشخصي دون فرضه علي الآخرين، كما أن بيان الجيزة المرحب بالبرادعي لم يكن ردا علي ورقة السعيد لكنه ترحيب بمبادرة جديدة مهمة، ليس انشقاقا ولكنه حالة حوار ديمقراطي.. هكذا حلل أمين الجيزة ما يحدث داخل التجمع، وهو ما اختلف معه أبو العز الحريري - عضو حزب التجمع - الذي يري أن ما يحدث داخل التجمع هو صراع يعكس انشقاقا داخل الحزب وهذا يرجع لموقف رئيس الحزب الذي يصر علي عقد صفقات مع الحكومة دون الالتزام بمواقف وآراء الأعضاء في القواعد الحزبية.