في افتتاحية بعنوان «رسالة مرسي»، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الزعيم المصري الجديد يثبت أنه «متحدث ماكر»، على الأقل حتى الآن، لتوصيل رسالة إلى الآذان الغربية غير البصيرة، بحسبها. أضافت الصحيفة أن مرسي نجح في أن يبدو وسطيا ومعقولا جدا، وهو يلفظ بمطالب غير معقولة، وفي حقيقة الأمر «متطرفة»، يجب تلبيتها، مضيفة أن مرسي يعتقد أنه هو الشخص المحق دائما، ولا لدخل للآخرين في ذلك.
وقالت «جيروزاليم بوست» رغم أن الرئيس المصري بدأ مؤكدا على التزامه باتفاقية السلام مع إسرائيل، إلا أنه قام في الوقت ذاته بتكديس المعوقات التي يمكن من خلالها جعل هذا السلام يتوقف.
ولفتت الصحيفة إلى استنتاج لا مفر منه هو أنه في حال عدم قبول شروطه، ربما يعتبر نفسه متبرأ من الاحتفاظ بالسلام، قائله: «أضف إلى ذلك حقيقة أن مطالبه تقريبا يستحيل الموافقة عليها وأن صورة كاملة أخرى ظهرت بخلاف تلك المعروفة بصورة شائعة في العالم».
ورأت أن الاقتراح الحاد الأول لمرسي هو ضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد، وإلغاء البنود التي تقضي ببقاء سيناء منطقة غير مسلحة وحظر ووجود الجيش المصري هناك، متابعة أن مرسي كان يريد من جمهور الأجانب أن ينسوا أن إسرائيل تخلت عن سيناء وأن أحد مكاسبها الملموسة كان الحفاظ على نزع السلاح الذي خلق منطقة عازلة لا بأس بها.
واعتبرت أن ما يطلبه مرسي لا يتطلب سوى «رفع الحاجب تعجبا»، مضيفة أن مرسي يصر على أن رفض إسرائيل السماح للقوات العسكرية المصرية المطلقة في سيناء، يمنعه من الحد من الإرهاب والجريمة في تلك المنطقة التي ينعدم فيها القانون.
ووصفت هذا الإصرار ب«المكر والخداع»، حيث لا يمكن لمرسي وضع عبء مكافحة الإرهاب على إسرائيل، لأنه في الأراضي التي تحكمها اتفاقية سلام، لا ينبغي أن يتواجد خطر الهجمات المميتة، وأن هذا ما لا يتوقعه شركاء السلام.
وتابعت أن مكافحة الإرهاب لا تتطلب انتشارا واسعا للجيش، لكن الذكاء الجيد والنوايا الحسنة والوفاء بالالتزامات، مضيفة: «ومن ثم عندما تحتضن القاهرة حماس، التي ترسل فرق إلى سيناء وتتواطأ مع جهاديين مختلفين، لا تظهر أي نية جيدة». متابعة :«مرسي ليس بهذه السذاجة حتى لا يفهم هذا».
كما تطرقت «جيروزاليم بوست» إلى حديث مرسي عن تأسيس دولة فلسطينية، وقالت إنه يعلم جيدا أن هذا يضع إسرائيل في خطر وأنه لم يكن جزءا من كامب ديفيد، مضيفة أنه يقوم بوضع شروط بأثر رجعي على اتفاقية تمت بالفعل، مدعيا بشكل مضلل أن إسرائيل لم تفي بمسؤولياتها، وهو رفضته الصحيفة قائلة إن إسرائيل قامت بالوفاء بالتزامها بدقة.
وأخيرا قالت إنه من «العار» أن تطرح صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أسئلة سهلة جدا مثل تلك التي طرحتها على مرسي، ولم تقم بالضغط على مرسي أكثر فيما يتعلق بتصريحاته المقلقة.
وتوقعت أنه من الصعب على الإسرائيليين تجنب الخوف من أن تسلك الأمور الطريق الخاطئ في القاهرة، حيث تضاعف العراقيل أمام أي إصرار إسرائيلي مستقبلي على تنفيذ المعاهدة الملزمة المشتركة، وتخطط لجعل إسرائيل رهينة لأهواء الفلسطينيين المتصلبة، وخسارة السلام الذي دفعت إسرائيل مقابلا له مع مصر، مضيفة: «كل هذا لا يشبر بخير».