تعيين الفريق أسامة عسكر مستشارا لرئيس الجمهورية للشئون العسكرية    بالأسماء.. القائمة الكاملة للمحافظين ونوابهم 2024    وزير المالية الجديد: سنبذل ما في وسعنا لتخفيف الأعباء المعيشية بالموازنة الجديدة تنفيذا للتكليفات الرئاسية    مطلب برلماني بحلول واقعية لمشكلات التسجيل العقارى والقضايا الضريبية والتملك    هاني سويلم وزير الري يتوجه بالشكر للرئيس السيسي ومدبولي على تجديد الثقة    أنباء عن اغتيال قيادي عسكري بحزب الله اللبناني في قصف إسرائيلي    هيئة البث الإسرائيلية: الإعلان عن مقتل أحد المصابين في عملية الطعن بكرمئيل في الجليل    وزير الخارجية: مصر في قلب منطقة مليئة بالصراعات والأزمات من جميع الاتجاهات    مقتل 5 أشخاص وإصابة 34 آخرين في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    حازم إمام: لا أحد يهمه المنتخب الأولمبي.. والمنافسة على الدوري سبب الأزمة    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة نقل بالفيوم    أول صور للمتهم بقتل زوجته بعد «وصلة ضرب» في طنطا    إفيه يكتبه روبير الفارس.. شر السؤال    السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة    دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو    أسامة الأزهري: سنعمل تحت قيادة الرئيس السيسي على تحقيق كل ما يليق بوطننا    البابا تواضروس الثاني يهنئ الحكومة الجديدة: «نصلي أن يبارك الله عملكم»    3 أبراج فلكية تتعامل مع المشكلات والأزمات بطريقة استثنائية.. هل أنت منهم؟    «خايف تزعل مني».. أحمد سعد يمازح شقيقة عمرو قبل عرض الحلقة الأولى من «بيت السعد» (فيديو)    «هشام الهمامي» ابن قنا.. من هو نائب محافظ الأقصر الجديد؟    انطلاق أعمال قمة منظمة شنغهاى للتعاون فى كازاخستان    تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة حتى الثلاثاء المقبل    مصرع شخص في حادث تصادم بالدقهلية    حزب الاتحاد: التشكيل الحكومي الجديد يضم كفاءات وطنية وخبرات كبيرة وعليها تحقيق الرضا الشعبي    اتحاد الطائرة يهنئ الوزير أشرف صبحي بعد تجديد الثقة فيه للاستمرار بقيادة حقبة الرياضة    نقيب الفلاحين: نأمل من وزير الزراعة الجديد تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي    رئيس وزراء جامايكا يحذر المواطنين من اقتراب إعصار بيريل    «كسبنا وزير ثقافة».. «التشكيليين» يرحبون بعودة تنصيب فنان تشكيلي وزيرًا للثقافة (تفاصيل)    «هنولعها ونغني للصبح».. محمد فؤاد يروج لحفله في الساحل الشمالي    وكيل الصحة بالإسماعيلية تتفقد القافلة الطبية بقرية أبو عيادة (صور)    تنسيق الثانوية 2024.. خفض أعداد المقبولين في 5 كليات بجامعة حلوان- تفاصيل    اللعب مع العيال يتجاوز 31 مليون جنيه إيرادات في أسبوعه الثالث بدور العرض    تفاصيل مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعات الوطنية ودعم الشباب    حصلت على لقب أم أطفال مصر.. من هي عبلة الألفي نائب وزير الصحة؟    زيادة جديدة في سعر دواء ريفو    طريقة عمل كباب الحلة، أكلة سريعة التحضير وموفرة    النائب إيهاب وهبة يطالب الحكومة بالتوسع في إنشاء صناديق الاستثمار العقاري    "رموا عليهم زجاجة بنزين مشتعلة".. كواليس إصابة 5 بائعين بحروق في الشرابية    اشتباكات في بؤر استيطانية في الضفة المحتلة.. ومستوطنون يرمون الحجارة على قوات الاحتلال    رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتور أحمد هنو لتعيينه وزيرا للثقافة    حبس المتهمين بسرقة حديد أحد الكباري بشبرا الخيمة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 3-7-2024    حملات يومية بالوادي الجديد لضمان التزام أصحاب المحلات بمواعيد الغلق    أخبار الأهلي : الأهلي يحدد تسعيرة بيع أليو ديانج    ثروت سويلم: لم نفعل شيئا غريبا في مباراة سموحة وبيراميدز    أمين الفتوى: ثواب جميع الأعمال الصالحة يصل إلى المُتوفى إلا هذا العمل (فيديو)    عودة المساجد لسابق عهدها وتطوير هيئة الأوقاف.. ملفات على طاولة أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد    الباقيات الصالحات.. وصية نبوية من 10 كلمات يكشف عنها علي جمعة    البورصة تربح 8 مليارات جنيه بمنتصف تعاملات اليوم الأربعاء    جامعة بنها تنظم قافلة طبية لمؤسسة الرعاية الاجتماعية للبنات    ويليامز يثير أزمة بين ليفربول ومحمد صلاح بعد تألقه في يورو 2024    اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ الجديد.. تعرف عليه    مستشارة الرئيس السورى بحالة حرجة بعد تعرضها لحادث سير بدمشق    كولر يصدر قرار جديد بشأن محمود كهربا قبل مواجهة الداخلية.. عقاب قاسي    تطورات الحالة الصحية ل حمادة هلال بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجأة (خاص)    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 3 يوليو 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    رجل قوي.. من هو اللواء طارق الشاذلي المرشح لمحافظة السويس؟    يورو 2024.. مواجهات ربع النهائي ومواعيد المباريات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدان أبو زيد يكتب:هل فيكم أبو عبيدة؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 23 - 09 - 2012

إنه أحد السابقين الأولين.. شهد له النبى صلى الله عليه وآله وسلم، بالجنة، وسماه «أمين الأمة» ومناقبه شهيرة وكثيرة، فكان رضى الله عنه ممن هاجروا إلى الحبشة، وهو مَن عزم أبو بكر الصديق على جعل الخلافة من بعده بينه وبين عمر بن الخطاب.

إنه الصحابى الجليل أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح الذى روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (رغم قربه الشديد من الرسول) حديثًا واحدًا فى صحيح مسلم، ليس لأنه لم يسمع عن الرسول إلا ذلك الحديث الواحد، فالرجل سمع منه الكثير، لكنه تقدير المسؤولية والخوف من النقل والتبليغ عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

لم يكن رضى الله عنه أمين الأمة لأنه كان يحفظ أمانات المسلمين (مثل النبى محمد قبل البعثة) وحسب، ولكن الرسول الكريم الذى لقبه قومه (المشركون) بالصادق الأمين، منح لقب «الصادق» لصدِّيق الإسراء والمعراج والصاحب يوم الهجرة، أبى بكر، ولم يجد صلى الله عليه وسلم بين أصحابه خيرًا من أبى عبيدة بن الجراح حتى يعطيه اللقب الثانى، فائتمنه على الأمة وناداه «الأمين»، فكان بحق (حتى مات) خير مؤتمن على تلك الأمة، رضى الله عنه وأرضاه.

وقد تجلت إمامته وأمانته عندما زهد فى الإمامة (والزعامة) حفاظًا على وحدة الأمة بعدما أرسله الرسول الكريم على رأس مدد من مئتى صحابى، بينهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إلى عمرو بن العاص الذى كان أميرًا على سرية ذات السلاسل فى ثلاثمئة صحابى، فعندما أصر عمرو بن العاص على أن يَبقى أميرًا للجميع لأن المدد جاء إليه، قَبِل أبو عبيدة لحسن خلقه ولينه وحلمه الزائد وتواضعه الجمّ، متبعًا أمر الرسول وعهده بالحفاظ على وحدة الأمة، ليس لأنه صحابى فقط، فجميعهم (حتى عمرو بن العاص) صحابة، ولكن لأنه أمين للأمة، فالأمة كلها أمانة بين يديه، ويجب عليه أن يحافظ على وحدتها، لا يسعى لنشر الخلاف بين رجالها، فكان كهارون مع قومه عندما ذهب موسى لملاقاة ربه «إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى»، فرغم تأكده ويقينه من أنهم مخطئون (وهذا الخطأ هو الكفر بعينه)، فإنه خشى من أن يزرع الفتنة والفرقة بين أبناء قومه.

شهد أبو عبيدة بدرًا فقتل يومئذ أباه (ليس جحودًا ولكن لأنه لا يخاف فى سبيل الحق والدعوة إليه والدفاع عنه أن يكون قاتل والده وسبب وجوده فى الدنيا)، وأبلى يوم أُحد بلاء حسنًا ونزع الحلقتين اللتين دخلتا فى وجنة رسول الله من ضربة أصابته فانقلعت ثنيتاه (سنتاه الأماميتان) فحسن ثغره بذهابهما حتى قيل «ما رؤى هتم (الأهتم هو من تكسرت أسنانه الأمامية) قط أحسن من هتم أبى عبيدة». وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسقيفة بنى ساعدة قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة، وقد انقطع نسله رضى الله عنه وولد إخوته، شأنه فى ذلك شأن نبيه ومعلمه الرسول الكريم.
ومن شدة حب الخليفة العادل الفاروق له وثقته به أنه كان يقول لأصحابه "أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبى عبيدة بن الجراح"، ولذلك فقد أرسله على رأس مدد إلى الشام بعدما عزل خالد بن الوليد عن إمارة الجيش الذى يحارب الروم (كان ذلك فى موقعة اليرموك)، فكان من شدة حلمه أن كتم خبر عزل خالد وتوليته هو إمارة الجيش بدلا منه، حتى فتح خالد بن الوليد البلد عنوة وطلبوا الصلح، فأعلن أبو عبيدة أنه أميرُ أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب على الجيش، وقام هو بعقد الصلح معهم، ونحى خالد بن الوليد (ليؤكد أنه الأمير الفعلى للجيش ويمارس سلطاته).
فهل يمن الله علينا ويرحمنا القدر ويلطف بنا فى ما جرت به المقادير ويرزقنا مسؤولين يكون منهم حكام ونواب ومستشارون وقضاة ومفكرون من أمثال هذا الصحابى الجليل أبى عبيدة بن الجراح، رضى الله عنه وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فيا من تدعون أنكم تحكمون بما أنزل الله، وأنكم ولاة أمور بقدر من الله لرفعة دينه ونصرة رسوله، هل فيكم أو بينكم أبو عبيدة، أو حتى شبيهه؟
لا نريد مسؤولين يبحثون عن مناصب أو وجاهة، ولا مسؤولين يدّعون أن المناصب هى التى تبحث عنهم، وأنهم بدافع من الولاء والواجب الوطنى يقبلون بالمسؤولية على مضض!!
نريد مسؤولين يسعون لوحدة الأمة (لا أقصد بين المسلمين والمسيحيين فقط) لأن التناحر بين أبناء الوطن الواحد يكون بداية سقوط الإمبراطوريات والممالك العظمى، فما بالك بالدول المهزوزة والمُزلزلة أصلا؟!
أما آن لتلك الأمة أن يكون لها أمين يحافظ عليها من فكاك الذئاب وأنياب الثعالب؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.