«النقابة تبذل مجهودًا كبيرًا من أجل استخراج قرار بعلاج أعضائها على نفقة الدولة».. تصريح أصبح معتادًا فى الفترة الأخيرة التى زادت فيها أوجاع أعضاء النقابات وآلامهم، ثم تستمر القصة عبر تصريحات متضاربة من طرفى الموضوع. النقابة تؤكد أن القرار فقط ينتظر تأشيرة واحدة، والمريض يؤكد أنه يصرف من جيبه، والدولة بعيدة تمامًا عن قصة علاجه، ليعود المسؤولون فى النقابة إلى نفس دائرة التصريحات، ومنها أن قرار العلاج على نفقة الدولة قد اقترب من الصدور، أو أنه صدر بالفعل، أو أن خطابًا تم توجيهه إلى رئاسة الوزراء من أجل الحصول على الموافقة. إسماعيل عبد الحافظ الذى فارق الحياة فى الثالث عشر من هذا الشهر، خلال فترة علاجه صرح نقيب المهن السينمائية مسعد فودة، بأنهم خاطبوا الرئاسة من أجل الحصول على قرار بعلاج المخرج الراحل على نفقة الدولة، حتى إن القرار كان قد صدر بالفعل حسب أحد التصريحات لفودة قبل أن يعود ويتراجع معللًا ذلك بأن تأخيرًا من قبل مؤسسة الرئاسة هو ما أفسد توقيع الخطاب، وبالتالى غادر عبد الحافظ الحياة عقب سفره إلى المستشفى الأمريكى بباريس، وهو على أمل أن يصدر قرار مؤسسة الرئاسة، وفى النهاية يفارق الحياة بعد أن تكلّفت أسرته نفقات علاجه هناك بشكل كامل دون أن تنتظر عطفًا رئاسيًّا أو نقابيًّا.
عمار الشريعى، كانت كلماته التى حرص على إيصالها إلى الشعب المصرى فور وصوله إلى المطار الأسبوع الماضى قادمًا من رحلة علاجية بمستشفى جورج بمبيدو بباريس، هى قسمه على أنه لم يتلق مليمًا رئاسيًّا أو حكوميًّا كمساهمة فى نفقات علاجه، حيث كان يعانى من مشكلات بالقلب، مشيرًا إلى أنه سمع عن هذه الشائعات عبر اتصالات زملائه الذين مازحوه، قائلين «قبضت باليورو يا عم؟»، وهو ما جعله ينفى ذلك، رغم أن الدكتور رضا رجب وكيل أول مجلس نقابة الموسيقيين، كان قد أشار إلى حصول النقابة على موافقة اللجنة الطبية على قرار علاج الموسيقار الكبير على نفقة الدولة، وأنهم فى انتظار تأشيرة مجلس الوزراء التى لم تأت أبدًا، وأشار رجب فى تصريحاته ل«التحرير» إلى أنهم أرسلوا فى السادس والعشرين من شهر أغسطس الماضى مخاطبة إلى مجلس الوزراء توضح الحالة الصحية للشريعى ورغبتهم فى الحصول على قرار بعلاجه على نفقة الدولة، ولكن مجلس الوزراء طلب منهم أن يحصلوا على موافقة اللجنة الثلاثية الطبية وبالفعل حصلوا عليها، غير أن مكتب رئيس الوزراء أخبرهم بأنه يتوجب عليهم الحصول على التقرير الطبى من المستشار الطبى شريف مختار أستاذ أمراض القلب وطب الحالات الحرجة بجامعة القاهرة، وبالفعل أشار رجب إلى حصولهم على تقرير من الدكتور، وحصلت «التحرير» على نسخة من التقرير الذى أشار فيه الطبيب إلى أن الحالة حرجة، ولكن رئاسة الوزراء تغيّر كلامها مرة أخرى وتطلب منهم تقريرًا آخر من الدكتور إبراهيم شلبى، ليقوم الدكتور رضا رجب بالاتصال به ليخبره عن الحالة، ثم يجتمع رضا رجب بمحمد صابر عرب خلال لقاء المبدعين مع الرئيس، ليخبره وزير الثقافة أنه سيتولى هذا الأمر، وبالفعل تحصل النقابة على تقرير الدكتور إبراهيم شلبى، وتصدر وزارة الثقافة مخاطبة إلى رئاسة الوزراء فى الحادى عشر من شهر سبتمبر الجارى، ولكن رئاسة الوزراء تجاهلت الرد على الوزير محمد صابر عرب، ليتوقف الموضوع عند هذا الحد وتتجاهل الدولة علاج أحد الرموز الفنية التى قدمت لمصر كثيرا فى مجال الموسيقى.
رأفت الميهى وسعيد مرزوق ما زالا فى مستشفى دار المنى ينتظران قرار رئاسة الوزراء بتحمل مصاريف علاجهما، حيث إن كليهما يتلقى هناك العلاج، كما أن نقابة السينمائيين طرحت الأمر على هشام قنديل رئيس الوزراء فى اجتماعه بالنقابات الفنية، ولكن الأمر لم يتعد حد التصريحات بعد