والدة التوءم حسن ليست طرفاً في منافسة رياضية حتى تصر جماهير الاتحاد على تأليف أغانٍ ضدها وسبها بألفاظ في غاية البذاءة قضية جدو ما زالت تمثل مشكلة لجماهير الثغر طوال الأسبوع الماضي كان عدد من الأصدقاء يبلغونني كل يوم بشتائم وبذاءات إخواننا أعضاء رابطة مشجعي الاتحاد السكندري المنشورة في الموقع الإلكتروني لجريدة «الدستور» وفي مواقع أخري تخص الرابطة المذكورة، ولأنني لست من مستخدمي الكمبيوتر فقد تطوع بعض الزملاء بنسخ نماذج من هذه البذاءات ونصحوني برفع دعاوي قضائية ضد أصحابها، ولكني لم ألجأ إلي هذا الأسلوب نظرًا للتدني الشديد وعسر الفهم الذي يكتنف الغالبية العظمي من الردود والتعليقات التي تفضل بها إخواننا أعضاء الرابطة، والتي تجعل الوقوف أمامهم في ساحات المحاكم إهانة جديدة إلي الفواحش التي أتحفونا بها، ثم رأيت أخيرًا أن أرسل للجريدة هذا الرد تعقيبًا علي البيان المنشور في العدد الأسبوعي من «الدستور» يوم الأربعاء 3 مارس. قبل أن ندخل في التفاصيل أرجو من السادة أعضاء الاتحاد أن يسألوا أنفسهم إن كان أحدهم يتحمل سماع شتيمة أمه بألفاظ في غاية البذاءة، ومن خلال أغان يرددها الآلاف من الناس في مباراة كرة مذاعة علي الهواء ويشاهدها الملايين في كل محافظات مصر مهما كان موقف جماهير الاتحاد من حسام حسن وشقيقه فإن والدتهما لا شأن لها بهذا الموقف، ومهما كانت درجة انفعالات حسام حسن وشقيقه أو ثورتهما ضد الزملاء أو الجماهير أو المنافسين فإن والدتهما أيضًا لا علاقة لها بهذا الموضوع، فلماذا إذن تصر جماهير الاتحاد علي تأليف أغان ترددها ضد سيدة ليست طرفًا في منافسات رياضية، وهي أم كأمهاتنا جميعًا، ومثلما يجب أن يحافظ كل منا علي كرامة أمه وينأي بها عن شتائم وبذاءات الناس، يجب أيضًا أن نحافظ علي كرامة أمهات وزوجات اللاعبين وننأي بأنفسنا عن الخوض في سيرتهن أو أعراضهن. هذا ماأردت أن أقوله لجماهير الاتحاد قبل مباراة الزمالك، ولكن الجريدة نشرت المقال بعد المباراة، وكل الناس في الإسكندرية يعلمون أن جماهير الاتحاد تهتف ضد والدة حسام وإبراهيم بهتافات علي وزن أغنية لمحمد فوزي كلما ظهر حسام لاعبًا أو مدربًا في مباراة ضد الاتحاد السكندري، فهل هذا يجوز من جماهير تصف نفسها بالأدب والأخلاق الرفيعة؟. جماهير الاتحاد - أو غيرها من الأندية - يستحيل أن تكون نسيجًا واحداً، ويستحيل أن تدافع عنهم رابطة أو مؤسسة وتزعم أنهم جميعاً من ذوي الأخلاق الرفيعة والأدب الجم، فهذا الكلام غير واقعي وغير صحيح بالمرة، وكل من يذهبون لمشاهدة المباريات في الملعب يعلمون كم البذاءات والكلام الخارج الذي يتردد علي ألسنة غالبية المشجعين ضد الخصوم غالباً وضد الفريق الذي يشجعونه أحياناً. وكلنا نعلم كيف يمارس بعض المشجعين ابتزازاً ضد لاعبي النادي نفسه، وكيف يمارس بعضهم ضروباً من البلطجة في الملاعب وفي الانتخابات الرياضية وغير الرياضية، وكيف تضطر الحكومة لاعتقال زعمائهم بسبب هذه الممارسات، فهل يجوز بعد هذا - وغيره - أن ننسب الأخلاق الرفيعة لكل هذه الجماهير ونتهم من ينتقدها أو يحذرها بأنه خائن وعميل بذيء وحقير وجاهل وغبي «الخ الخ» ؟!! لم أطلب من أحد إلغاء نادي الاتحاد أو هبوطه للدرجة الثانية، ولكنني طلبت تهديد الجماهير بمثل هذه العقوبات حتي يكفوا عن شتيمة الأمهات والزوجات وسائر المحارم الخاصة بمنافسيهم، ولم أطلب أيضاً أن تكف جماهير الاتحاد عن كل البذاءات لأن هذا مستحيل في ملاعب الكرة، ولكنني فقط كنت أتحدث عن تأليف أغنية يشتمون فيها سيدة محترمة أمام كل مشاهدي التليفزيون وفي وطن يخجل فيه الناس من ذكر أسماء أمهاتهم فما بالك بسبابهم بأسمائهن أمام الملايين؟ لست نائباً لرئيس حزب التجمع كما زعم بعض الشتامين، فقد استقلت من الحزب عندما وافق علي انضمام أحد أعضائه لعضوية مجلس الشوري بالتزوير. ولست صحفياً مبتدئاً كما تزعم الرابطة، ولم أتشرف حتي الآن باحتراف هذه المهنة، ولكنني أكتب - كمواطن - كلما سمحت ظروفي وظروف الجريدة بهذه الكتابة. وبالنسبة للجهل والكتابة الركيكة فإنني أعتذر عنها لأن حظي من التعليم لا يرقي - للأسف - إلي المستوي الفذ الذي يتمتع به إخواننا أعضاء رابطة أنصار نادي الاتحاد. وسوف أحاول استكمال المراحل التعليمية التي تخلف عنها خلال الأيام أو السنوات الباقية من العمر. يقول الرسول - صلي الله عليه وسلم - «يثاب المرء رغم أنفه» ، ومعني هذا الحديث الشريف أن الإنسان قد يحصل علي حسنات كثيرة دون أن يفعل شيئاً من الخير أو العبادات، وذلك حين يشتمه الناس أو يغتابوه أو يقولوا في حقه: ماليس فيه من الصفات السيئة أو المزاعم الحقيرة. ومن هذا المنطلق يشرفني أن أشكر كل السادة المحترمين أعضاء رابطة نادي الاتحاد الذين تفضلوا بإهدائي وابلاً من الحسنات ربما لم أتمكن من تحقيق مثله طوال السنوات التي عشتها حتي الآن! أشكركم، وأعتذر لكم عن حسن ظني بكم، وأشكر الجريدة المحترمة التي منحتني شرف الحصول علي حسناتكم.