واضح تماماً أن ما أسفرت عنه اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء الماضيين من قرارات قد جاءت علي هوي إسرائيل.. وكأن هناك تنسيقاً جيداً بين السادة الوزراء العرب وحكوماتهم مع إسرائيل.. فقد قرر الوزراء إعطاء مهلة لإسرائيل وحكومتها برئاسة المتطرف الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي أعلنها صراحة أمام العالم يهودية إسرائيل.. واستمرار ممارسته في ضم الآثار الإسلامية والعربية إلي ما يزعمونه بالتراث اليهودي.. والتي كان أحدثها ولن يكون آخرها القرار الإسرائيلي بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح وأسوار البلدة القديمة في القدس، فضلاً عن استمرار الاستيطان في القدسالشرقية. لقد وافق الوزراء العرب علي منح إسرائيل ونتنياهو فرصة جديدة ومهلة لمدة أربعة أشهر كمحاولة أخيرة.. هكذا قالوا تستهدف إعطاء واشنطن فرصة لحمل إسرائيل علي تنفيذ التزاماتها القانونية بوقف الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ورغم عدم اقتناعهم بجدية الجانب الإسرائيلي أي السادة الوزراء الذين اجتمعوا في إطار لجنة متابعة مبادرة السلام العربية فإنهم يرون كمحاولة أخيرة إعطاء الفرصة للمفاوضات غير المباشرة تسهيلاً لدور الولاياتالمتحدة في ضوء تأكيداتها للرئيس الفلسطيني مع وضع حد زمني أربعة أشهر. وهو الأمر الذي رحب به رئيس الوزراء الإسرائيلي الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو الذي أعلن شكره وتأييده لوزراء الخارجية العرب علي قرارهم. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريجيف: «نحن نشيد بهذا القرار.. لقد أعلن رئيس الوزراء باستمرار تأييده لمفاوضات السلام ونحن نأمل الآن أن تمضي هذه المباحثات قدماً».. يعني السادة الوزراء العرب ومن خلفهم حكوماتهم يشككون في أن تثمر هذه المفاوضات عن شيء.. خاصة في ظل الإجراءات التي تتخذها إسرائيل وتتحداهم بها ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنما في غزة أيضاً.. غزة التي ينساها العرب حالياً والمحاصرة عربياً وإسرائيلياً ودولياً.. ولم يشر إليها السادة الوزراء العرب في اجتماعهم أو في بيانهم.. ويتواطأن في استمرار الحصار.