مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة كانت حاضرة في ذهن الرأي العام والإعلام المصري لفترة ليست بعيدة باعتبارها إحدي قلاع الغزل والنسيج في مصر، وتدريجيا مع اتجاه الحكومة للخصخصة وبيع القطاع العام صارت بلد الإضرابات العمالية والاحتجاجات الشعبية، لكن تبدو السنوات المقبلة بالنسبة لها مظلمة وغامضة تماماً في ظل دفع العمال إلي الخروج للمعاش المبكر وتصفية الشركات لمنع أي حياة تدب في ماكينات الغزل والنسيج من جديد . وفي الفترة الأخيرة اشتهرت مدينة كفر الدوار بوصفها مسقط رأس حسن شحاتة المدرب الأسطوري الذي فاز مع منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، لينسي الجميع وإلي الأبد -علي مايبدو- مدينة الغزل والنسيج ويتذكروا الوصف الجديد «بلد حسن شحاتة»! حياة أهالي كفر الدوار سلسلة متصلة من المعاناة، فالكوبري الذي فكرت الحكومة في إنشائه ليربط بين شطري المدينة وطريق مصر- إسكندرية الزراعي ويمر فوق السكة الحديد وترعة المحمودية يستحق بكل جدارة أن يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، إذ بدأ العمل فيه قبل أكثر من ثلاثين عاما ورغم ذلك لم تنته الشركة المنفذة منه حتي الآن، وبحسب طلب إحاطة عاجل تقدم به نائب الدائرة زكريا الجنايني فإن العمل بالكوبري استغرق وقتا لم يستغرقه بناء السد العالي أو حفر قناة السويس، بل إن الطريق الدائري بالقاهرة وكوبري أكتوبر والطريق الدولي الساحلي لم يستغرق العمل فيها كل هذا الوقت. وتعد كفر الدوار من المدن الصناعية المهمة في منطقة شمال الدلتا، كما تعتبر المدينة من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وتعتبر شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار كبري الشركات في المدينة التي دارت بها معركة كفر الدوار الشهيرة بين الإنجليز والجيش المصري عام 1882 ، كما أنها كانت معقلا للحركات العمالية والشيوعية في مصر في منتصف القرن العشرين. في الوقت نفسه تعيش 80 أسرة بمساكن العكريشة بمدينة كفر الدوار في عمارات متهالكة وآيلة للسقوط.