مقال عبد البارى عطوان بجريدة «القدس» اللندنية أمس، رصد ما سماه «تجاهل مصر»، فى القمة الإسلامية بمكة والتى شارك فيها رئيس الجمهورية محمد مرسى يوم الثلاثاء الماضى.
عطوان قال إنه فى أثناء متابعته لأعمال القمة الإسلامية، سجل عددا من الملاحظات، منها: أنه شهد بها «عناقين وتجاهلا، ومفارقة تليفزيونية»، العناقان، الأول كان بين الملك عبد الله ملك السعودية والرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، والثانى كان بين نجاد أيضا والرئيس محمد مرسى، والمقابلة التليفزيونية متعلقة بنجاد عندما وقف أمام قناة العربية ملوحا بعلامة النصر.
أما التجاهل فكان من نصيب مصر، حسب مقال عطوان، الذى جاء فيه: «التجاهل: إهمال العاهل السعودى الواضح للرئيس المصرى، وعدم تقديره ودولته التقدير الذى يستحق، فقد جلس بعيدا مثله مثل الزعماء الآخرين، بينما حرص العاهل السعودى أن يكون أمير قطر على يمينه والرئيس الإيرانى على يساره فى أثناء ترتيب الجلوس، والأكثر من ذلك أنه وقف يستقبل الضيوف وإلى جانبه الرئيس الإيرانى. فهل هذا من قبيل الصدفة أم بقرار متعمد؟ فى السياسة لا شىء يأتى من قبيل الصدفة، والبروتوكول يرتب كل صغيرة وكبيرة».
هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية، قال ل«ال دستور الأصلي»: إن مسألة التجاهل كبيرة لا يمكن قياسها بالطريقة التى رصدها عبد البارى عطوان فى مقاله، لافتا إلى أن التجاهل يكون عندما يرفض رئيس الدولة المضيفة مصافحة الرئيس الضيف، ولا تصدر الدولة المضيفة التعليمات الخاصة بالاستقبال فى المطار أو غيرها، في تلك الحالة يمكن أن نقول إن هناك تجاهلا، مضيفا لا يمكن اعتبار التكريم الإضافى لرئيس دولة ما أنه تجاهل لرئيس بعينه، لافتا إلى أن المؤتمر الذى عقد بمكة هو متعدد الأطراف، ولا يكون فيه احتفاء بشخصية معينة دون الباقى، ومسألة التنظيم تحكمها أمور عديدة من بينها الترتيب الأبجدى، أما من يجلسون على يمين أو يسار الدولة المضيفة، فربما يكون السبب هو أن أحدهم كان رئيسا للمؤتمر فى دورته السابقة، أو سيكون رئيسا لها فى دورة لاحقة.
خلاف قال: إنه لا يمكن قياس حجم مصر بتلك المسائل البروتوكولية، فكان هناك استقبال حافل لمرسى فى زيارته الأولى للسعودية، وتم منحه بعض المخصصات، والإفراج عن عدد من المصريين المحبوسين بالمملكة.
أما عن ترتيب مرسى فى الصورة التذكارية، فذكر خلاف أن ترتيب الضيوف على يمين ويسار رئيس الدولة المضيفة، يكون حسب أقدم الرؤساء تولية لمنصبه، فيقف إلى جوار الرئيس من الجانب الأيمن، وعندما ينتهى يتم الوقوف من الجانب الأيسر وهكذا يقف الرؤساء والملوك، فى صفوف من أجل الصورة التذكارية، ولا يعنى ذلك تقليلا من قيمة دولة ما وإنما هى أعراف بروتوكولية ودبلوماسية.
بدوره قال رئيس تحرير جريدة «الأهرام» السابق المتخصص فى الشؤون العربية والدبلوماسية، محمد عبد الهادى علام، إن القمة الإسلامية كانت طارئة وتم التجهيز لها فى فترة قصيرة، والرئيس مرسى كان فى زيارة إلى المملكة العربية السعودية، قبل أقل من أسبوعين تقريبا، وبالتالى فإن غياب الحميمية الواضح فى القمة بين مرسى والملك عبد الله ليس دلالة على أن هناك أزمة فى العلاقات المصرية السعودية، بالعكس حسب علام، فهناك مؤشرات تؤكد أن العلاقات المصرية السعودية سوف تتحسن في الفترة القادمة.