تحركات مرسي والإخوان تشبه ما قامت به حماس في غزة بعد فوزها في الانتخابات وستخلق مزيدا من العداءات للجماعة الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد مزيدا من الإقالات لرؤساء تحرير الصحف العلمانيين
غضب العلمانيين يتصاعد في مصر، وسط دعوات دعوات لثورة جديدة – ضد جماعة الاخوان المسلمين هذه المرة، التي ينتمي لها الرئيس محمد مرسي، والبلد يتحضر لاضطرابات بعد قرارات مرسي الجريئة، بالإطاحة بكبار جنرالات الجيش وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس أركان الجيش سامي عنان، وهو تحرك يشبه ما قامت به حركة حماس في غزة بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية عام 2006.. صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بدأت بهذه الكلمات تقريرا لها عن قرارات الرئيس المفاجئة التي أعلنت عصر أول من أمس الأحد.
الصحيفة وصفت ما يجري بأنه "أفضل لحظات الإخوان المسلمين في مصر والشرق الأوسط، ووقت صعب بالنسبة إلى المدافعين عن فكرة الدولة العلمانية."
وتابعت أن سلسلة الإقالات والتعيينات في هرم قيادة الجيش المصري بما في ذلك تعيين قائدين جديدين للقوات الجوية والبحرية، تلقى حتى الآن مقاومة محدودة.
ومربط الفرس فيما يجري – حسب هاآرتس - هو أن الرئيس المنتخب فعل الشيء الواضح واستعاد السلطة التي استولى عليها المجلس العسكري عنوة عشية الانتخابات الرئاسية، ومرسي اتخذ قرارا جريئا، وخطوة لا مساومة فيها وفاجأ مرة أخرى خصومه ومعارضيه بسيطرته على السلطة.
لكن الصحيفة تقول إن الحماس بشأن ما اتخذه مرسي من خطوات يجب ألا يخرج عن سياقه، فتحركاته دبرتها جماعة الإخوان، وتهدف ليس فقط لتعزيز سلطة الرئيس بل تحديدا لتهميش خصوم الجماعة في الداخل. وقالت إن هذا يشمل القوى التي منعت الإخوان من كتابة دستور جديد أكثر إسلامية.
وقالت الصحيفة "في واقع الأمر، فإنه بالنسبة إلى الصراعات على مدار الشهور القليلة الماضية، وفي ضوء تحركات الإخوان، فإن بمقدور المرء أن يفترض أنه في الأسابيع والشهور القادمة سيعزز الإخوان نشاطهم، وسيكون هناك مزيد من الإقالات لرؤساء تحرير الصحف العلمانيين، ومزيد من التشريعات الخاضعة للشريعة.
وأضافت أن ما يريده الإخوان يحدث بالفعل، فالصحف المطبوعة مليئة بالإشادة بمرسي، وفي المقابل، يتلاشى النقد. وعلاوة على هذا، فلابد أن نتذكر أن منافسي الإخوان في البرلمان من حزب النور السلفي، من المتوقع أن يحاولوا تمرير مزيد من القوانين الإسلامية، وهو ما سيجعل من الصعوبة بمكان أن يعارضهم الإخوان."
وتابعت هاآرتس أن الإخوان الذين لم يشاركوا في الاحتجاجات ضد مبارك – على حد قولها – يستخدمون الثورة الآن لتعزيز قبضتهم على البلد، والجماعة تتحرك بسرعة مفاجئة نسبيا مقارنة بسلوك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ضد جنرالات الجيش، نحو سيطرة كاملة على مصر.
وأوضحت أن الجماعة بعد واصلت مخالفة وعودها السابقة، أصبحت أكثر وضوحا في محاولتها لكتابة دستور إسلامي بينما تتجاهل انتقادات العلمانيين في الإعلام، لافتة إلى إجراءات منع توفيق عكاشة، مالك قناة الفراعين وإسلام عفيفي، رئيس تحرير صحيفة الدستور من السفر، حيث تقول الادعاء إن من بين أسباب تلك الإجراءات إهانة مرسي، ودعوة الرجلين الشعب لإيذائه ومحاولة التشجيع على انقلاب.
وقالت إن تلك السياسات تعد صدى للطريقة التي تعاملت بها حركة حماس في غزة بعد فوزها بالانتخابات في 2006، وهي تخلق المزيد والمزيد من العداءات لمرسي والإخوان، والغضب العلماني يتصاعد، وكذلك الدعوات لثورة ضد الإخوان و"دولة المرشد."