الحفناوي: مزيج من الإسلاميين ومن عملوا في عهد مبارك.. وجاد: الكفاءات اعتذروا خوفا من هيمنة الإخوان أو لعدم اقتناعهم برئيس الحكومة «توليفة عجيبة لا يمكن اعتبارها تمثل التكنوقراط لغياب الكفاءات عنها أو تشكل ائتلافا وطنيا لغلبة الإسلاميين عليها».. هذا ما أكده عدد من القيادات الحزبية تعليقا على تشكيلة الحكومة الجديدة، حيث قالت القيادية فى حزب الاشتراكى المصرى الدكتورة كريمة الحفناوى إن «أغلب الأسماء التى انضمت إلى تشكيل الحكومة لا أعلم عنها شيئا ولم أسمع عن تفوقها فى مجالها، وبالتالى هى ليست حكومة تكنوقراط ولا حكومة ائتلاف وطنى ولا حكومة إنقاذ، وإنما هى مزيج غير متجانس وتوليفة ترضى جميع الأطياف من تيار الإسلام السياسى ومجموعة ممن عملوا فى عهد مبارك ومجموعة أخرى من حكومة الجنزورى التى لم تفعل شيئا طوال فترة توليها الوزارة، وهى جميعا مؤشرات لا تبشر بشىء، ولكن نتمنى لها أن تفعل شيئا وأن توضح لنا ما خطة عملها».
عضو الهيئة العليا فى حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى ورئيس هيئته البرلمانية السابق الدكتور عماد جاد قال إن «هذه الحكومة جاءت فى ضوء عدم وجود رؤية واضحة لكيفية تشكيلها، وفى ضوء رئيس وزراء لم يقتنع بشخصيته عدد كبير من المرشحين، الذين عُرضت عليهم حقائب ومناصب وزارية واعتذروا عنها، إما لعدم اقتناعهم به أو لخوفهم من هيمنة الإخوان فكريا على توجهات الحكومة وعملها»، مضيفا أنه «من الصعب أن توصف بأنها حكومة تكنوقراط، لأن الكفاءات الذين عرض عليهم المشاركة اعتذروا وبناء على ذلك فهى حكومة شُكلت بالأمر الواقع أو بمن قبل المشاركة بعد تكرر الاعتذارات كما استعانت بعدد من الأسماء، من الحكومة القديمة»، وعن المتوقع من تلك الحكومة قال جاد «المنتظر أنه لن تكون لدينا حكومة، أو حكومة يرأسها الدكتور محمد مرسى، وتخضع لهيمنة مكتب الإرشاد».
رئيس حزب «الجبهة الديمقراطية» السعيد كامل أشار إلى أن هذا التشكيل الوزارى فضح ما كان يدعيه الإخوان المسلمون عندما طالبوا بإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى، وأكدوا أن لديهم كفاءات وقيادات تستطيع تشكيل الحكومة فى اليوم التالى لإقالة حكومته، ورغم مرور أكثر من شهر على انتخاب الرئيس ومشاورات تشكيل الحكومة خرجت فى النهاية بتشكيل غامض وعليه علامات استفهام واعتراضات كثيرة، إضافة إلى أن الكثير من وزرائها ليس لهم أى خبرات سياسية أو مهام وإنجازات سابقة. كامل رجح أنه ربما استشعر الإخوان المسلمون أن عمر هذه الحكومة قصير وأمامها الكثير من المهام الصعبة فى وقت عصيب كالذى تمر به مصر حاليا وهم لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية هذا الوضع ودفع ضريبة هذه الأزمات فأبعدوا كوادرهم، الموجودة لديهم على حد زعمهم، عن تلك الحكومة لكى لا يحرقوهم على أن يتم تجهيزهم لتشكيل الحكومة المقبلة متسائلا «فهل الحفاظ على كوادرهم أهم لهم من الحفاظ على الوطن؟ أم ليس لديهم أى كوادر وكانوا يخدعوننا؟».
محمد سامى رئيس حزب الكرامة أوضح أنه لا يصح أن نحكم على الوزراء الجدد من أسمائهم، متسائلا «هل هؤلاء الوزراء اختيروا بناء على أنهم تبنوا بشكل جماعى منهجا محددا للنهضة فى مصر أم لأنهم آمنوا بالمشروع المقدم من الرئيس؟»، وأضاف «جميع السادة الوزراء يجمعهم ربما أحكام أو تقارير أو انطباعات لا اتفاق على برنامج موحد»، وتابع «لا يوجد مقياس ثورى تم بناء عليه اختيار الوزراء، فمعظمهم أبيض»، على حد وصفه، قاصدا الكفاءة، وأشار سامى إلى أن حال الحكومة الجديدة باهتة فهى تجمع بين وزراء ربما لديهم كفاءة التكنوقراط ولكن ليسوا جميعهم. عضو الهيئة العليا فى حزب التحالف مدحت الزاهد أكد أن أى حكومة ستقيَّم بمدى التزامها بشعارات الثورة وبرنامجها وبقدر حضور سياسات العدالة الاجتماعية فى سياساتها، مشيرا إلى أن التشكيل ربما يمثل شكلا من أشكال الهيمنة الإخوانية على الدولة، وهذا معياره ليس عدد الوزراء الإخوان ولكن المعيار هو إسكان الوزراء فى مناصب هامة مثل وزارة الإعلام التى كان لا بد من إلغائها فى الحكومة الجديدة والإصرار على الإبقاء عليها يشى بأن صراع الهيمنة ما زال مستمرا، وهذا مؤشر سلبى فى التشكيل.