لم يتغير المهندس أسامة الشيخ بعد توليه منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فمازال هو نفس الرجل البسيط النشيط.. لم ينتقص المنصب من حماسه شيئًا.. التقينا أسامة الشيخ بعد مرور مائة يوم علي توليه منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لنتحدث معه عن أهم خطواته التي اتخذها، والقرارات التي أصدرها، وكذلك الأخطاء التي ارتكبها خلال هذه الفترة. بعد مائة يوم قضيتها رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.. ما هو أخطر تحد وأخطر قرار اتخذته؟ - أعتبر نفسي مازلت أقرأ في كتاب صعب، لكني نجحت في إدارة الأعمال اليومية، وهذا جيد في حد ذاته، وأذكر أنني في برنامج «البيت بيتك» بعد فترة من توليتي رئاسة قطاع القنوات المتخصصة سألوني عن إنجازاتي في القطاع، فقلت لهم: انتظروني بعد عام، وهذه المرة أطلب من الناس أن تنتظرني عامين، لأني أبني علي ثقافة أن الناس تنال بقدر ما اجتهدت وأبدعت وليست ثقافة «النهش». هل من السهل عليك أن تنجز وسط مجموعة من الناس تربت علي ثقافات مختلفة عن ثقافة الفكر والإبداع والاجتهاد التي تتحدث عنها؟ - هذا هو التحدي الأصعب.. أنا لن أنوب عن 50 ألف شخص، ومش هعمل ساحر وأشتغل مكانهم، فأنا أرغب في تغيير ثقافتهم أو تحديدًا تغيير ثقافة بعضهم.. اللي هيبقوا الطليعة التي سأبدأ بها، واللي الباقي هيجروا وراهم إذا شافوا أن هناك مساواة وعدل وعطاء لمن يستحق، وليس مجاملة لابن فلان أو أخيه.. وقتها فقط يمكن أن تتغير ثقافتهم. ما تفاصيل الشراكة بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقنوات النيل المتخصصة والنايل سات ومدينة الإنتاج الإعلامي؟ - أنا أستخدم أستوديوهات من مدينة الإنتاج الإعلامي وأدفع قيمة الإيجار.. لماذا إذن لا تدخل المدينة كشريك في الإنتاج.. هي مش هتدفع حاجة، لكن هتدخل بالحصة التي تؤجر لي بها، وبهذا يزيد مكسبهم.. النايل سات أيضا يؤجر لي قنواته، فلم لا يدخل معنا شريكًا بحصته؟ أنا أيضًا لن أدخل بسيولة، ولكن سأشارك بالمعدات وبالأستوديوهات التي تؤجرها لي المدينة، وبشبكة الإذاعة اللي عندي وباسمي. لكن كل هذه الأطراف لا تملك سيولة مالية؟ - لذلك كان لا بد أن يدخل معنا أحد بنوك الدولة كشريك مقابل الحصول علي 30% من الأرباح، وهذه النسبة حددتها جهات عالمية، وميزة الشراكة أنها ستبدأ العمل دون أن تستغرق وقتا طويلا في عمل بنية أساسية، لأن الأستوديوهات موجودة والمادة موجودة وكذلك الكوادر، وبعد شهرين سيبدأ بث قناتين إذاعيتين، وفي شهر يوليو القادم ستبدأ الشركة عملها. عندما كنت رئيسًا لقطاع قنوات النيل المتخصصة قمت بشراء عدد من المسلسلات تسببت في عبء مالي علي الاتحاد، كيف ستحل هذه المشكلة بعد أن أصبحت رئيسا للاتحاد؟ - أنا لست من أنصار التوفير.. أنا من أنصار أني أزود دخلي، ولا علاقة لذلك بأزمة السيولة، لأنها موجودة طوال الوقت، لكن الواحد لازم ينوع مصادر دخله، لذلك أجهز حاليًا لشبكة راديو النيل التي تحتوي علي ترددات إف إم.. شوفوا ال «إف إم» بتكسب كام بأقل التكلفة، لكن هذا بالطبع لن يكون له أثر علي إذاعة الأغاني، فهي ستظل موجودة، لأنها إذاعة تحكمها قواعد وقيود باعتبارها محطة حكومية، يجب أن تكون رصينة ومحترمة، لكن الإذاعات الأخري سأقدم من خلالها أغاني لبنانية، وأغاني راب، وحاجات تجيب فلوس، تماما كما أنني لا يمكنني أن أستغني عن قناة الموسيقي، لأنها مسئولة عن تنظيف الأذن المصرية حتي لو فيه عشرة بس بيسموعها، ورغم هذه التوسعات فقد قمت بسداد الدفعات المتأخرة من رواتب الموظفين في كل قطاعات التليفزيون بما فيها قطاع المتخصصة، فلم يتبق لهم سوي شهر واحد فقط. كيف استطعت أن تحل أزمة الرواتب المتاخره في أقل من ثلاثة أشهر؟ - حاولنا أن نبحث عن مستحقاتنا المالية لدي الجهات المختلفة، ومنها مستحقاتنا لدي الحكومة، والصراحة أن وزير الأعلام كان له دور كبير في الوصول لمستحقاتنا لدي الحكومة.. أنا مش مسئول إني أعملهم قناة بحث علمي.. لازم يدفعوا لي مقابل الكلام ده. أول تصريحاتك أنك ضد المركزية.. هل صحيح أنك أصدرت قرارًا للقنوات الإقليمية بعدم نشر أي مادة عن المحافظين دون الرجوع لك.. ألا تعتقد أن هذه سياسة مركزية وديكتاتورية أيضًا؟ - لم أتخذ قرارًا بهذا الشكل، لكني اتخذت قرارًا فيما يخص القنوات الإقليمية وضحت خلاله أننا ما بنشتغلش عند المحافظين.. نحن نعمل لدي المواطنين.. أنا عايز الكاميرا الصبح تبقي مع واحد مواطن رايح شغله.. مش عايز كاميرا عند المحافظ، عشان بيدي المراسل أو المذيع تصريح يعمل طابونة أو تصريح أسمنت وأرض واستراحة، فأنا ضد أن يتحول التليفزيون المصري لجهاز علاقات عامة للمحافظ ومدير الأمن ورئيس الحزب، وعندما سافرت المنيا وقلت لهم اللي هيقتات من فلوس المحافظين هاقطع رقبته، فالعامل في التليفزيون مثله مثل المحافظ.. لو المحافظ بيشتغل كويس عليّ أن أشير لهذا، ولو أخطأ أنبهه، لكن ما ينفعش يبقي المحافظ كاسر عين العامل في التليفزيون من أول يوم. الشعب المصري هو الذي بني مبني الإذاعة والتليفزيون عام 1960، وهو الذي يدفع قيمة تجديده كل خمس أو ست سنوات. هل صحيح أن تطوير قناة الأخبار تكلف مائة مليون جنيه؟ - أوشكت الدراسات الهندسية علي الانتهاء، لكن من الممكن أن يتجاوز التطوير هذا الرقم. رغم ذلك مازالت القناة منافسًا غير قوي لقناة الجزيرة؟ - لأننا لا نملك الإمكانيات البشرية والمادية التي تملكها قناة الجزيرة.. أنا ما أقدرش أدفع لهم 120 ألف جنيه في الشهر، وعرضت علي كل المصريين العاملين في الجزيرة والعربية أجورًا معقولة بالنسبة لأجور التليفزيون المصري، لكنهم رفضوا لأنهم مش عايزين يتنازلوا عن مليم واحد من المبالغ التي يتقاضونها في القنوات العربية. هل نجاح هذه القنوات العربية يرجع لتوافر الكوادر، أم الإمكانات، أم الجرأة والبعد عن وجهة النظر الرسمية؟ - العوامل الثلاثة مهمة، لأني لو استعنت بكادر مهني متقدم سيبتعد عن وجهة النظر الرسمية وسيتكلم باحتراف ودون قيد. لك تصريح سابق بعد توليك رئاسة قطاع المتخصصة بأنك تنوي تقديم استقالتك قبل وصولك لسن المعاش.. ما الذي أوصلك لهذا القرار؟ - لأني عندما أصل لسن المعاش، هيبقي اسمي من أرباب المعاشات، وماحدش هيرضي يشغلني، لكن لما أمشي وعندي 59 سنة سيتعاملون معي علي اعتبار أني مستقيل، ولن ينظروا لعمري وقتها.. أنا راجل عايز ألعب كورة وهافضل ألعب وأجيب إجوان، واحنا في مصر عندنا سن الستين هو سن الاعتزال الرسمي، وساعتها هاتبقي فضيحة ويدورولي علي شغلانة مستشار في أي مكان. ما خطتك المستقبلية بعد أن تصل لسن المعاش؟ - هاشتغل في أي مكان لأنني لست غنيًا وعندي بيت وعيال لازم أصرف عليهم.