عندما بدأت قناة " اون تي في " بثها واستطاعت ضم مذيع بقيمة وقامة يسري فودة ومجموعة متميزة في أغلبها من المذيعين والمذيعات كانت القناة المفضلة بالنسبة لي .. وأظنها كذلك بالنسبة لغالبية المشاهدين .. وفي أيام الثورة ، لا أظن أن قناة أخرى نافستها في التغطية الإعلامية السليمة الحرة الثورية بدرجة امتياز. ومع مرور الوقت وخاصة حين وصلنا لمرحلة الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة بين شفيق ومرسي ، أخذت القناة اتجاها مخالفا للحيدة والموضوعية .. فاستطاعت أن توجّه الصغار من المذيعين إلى الدعاية المستترة لشفيق على حساب مرسي .. أما الكبار ، واقصد تحديدا يسري فودة وريم ماجد ، فلم تتحكم الإدارة في توجيه بوصلة كل منهما لأغراضها ورغبتها ، فابتعدت ريم محترمة نفسها ، ورحل فودة لأنه بخبرته وسمعته وجماهيريته الكبيرة لا يستطيع أن يكون إمعة.
أما ما دون الاثنين - ولا أعمم.. لكنني أتحدث عن الأغلبية خاصة الصغار - كانوا لقمة طرية في يد مدير القناة الذي يعمل بالتأكيد وفق توجيهات صاحب القناة - واقصد نجيب ساويرس - .. واتضح من متابعتي لها أثناء فترة الإعادة بين مرسي وشفيق، أن الثاني هو المفضل.. وتعاملت القناة مع هذا التوجه بلؤم شديد ، كأن مثلا أركز أكثر على " عمايل " الإخوان - وما أكثرها - كي أساعد في تخويف الشارع منهم ، وبالتالي من مرسي ، فيصب ذلك بالتبعية لصالح شفيق ، حتى وان لم أتوجه إليه مباشرة بالمديح واستعراض محاسنه المعدومة أصلا.
وكان من ضمن المُستعملين لهذا الغرض الأخ يوسف الحسيني والأخت إيمان عز الدين ، ومذيع ثالث صغير اتصلت به من الكويت بعد برنامج له موجّه بشكل فج .. فقال لي وصدّقته انه تمنى لو كان ربنا افتكره قبل أن يقدم هذه الحلقة .. ورجاني أن لا أذكر اسمه واحترمت رغبته ، وعذرته لصغر سنه وقلة خبرته.
أما يوسف افندي الحسيني اللي معجب بصوته كأنه محمود يس في عز شبابه ونجوميته والذي يشبه " شكارة الرز " وبجواره إيمان عز الدين " علبة السمنة البلدي " اللي واضح إنها قبل ماتيجي البرنامج بتشرب كوباية لبن كامل الدسم وتقفش عليها بيضتين مع معلقة عسل ابيض مع فطيرة مشلتتة كاملة اللي لو قعد عليها عشرة مش ممكن يخلصوها .. عشان كده وشها مدور ومنور والدموية فيه اللهم ما صلي على النبي.
يوسف الحسيني كان في الأول ، أيام انتهاكات القوات المسلحة المتكررة بيقول رأيه بجدعنة ولاد البلد ، مع اعتراضي عليه عندما حلق شنبه احتجاجا على سحل ست البنات .. فالرجولة مش بالشنب ولا الدقن طبعا .. الرجولة موقف .. وستات كتير لا بشنب ولا بذقن أرجل من مليون راجل .. لكن أبو صوت ينفع يكون صاحبه صول في الجيش يُرعب العساكر .. ومع جولة الإعادة تحديدا ، باع كل مبادئه وقناعاته وراح يضرب مرسي تحت الحزام ، ليس كرها فيه ، وبالتأكيد ليس حبا في شفيق ، ولكن سمعا وطاعة لصاحب القناة اللي بيدفع .. واذكر له حلقة بعد أن أعلنت حملة مرسي نجاحه في الفجر ، أن استضاف ضياء رشوان الذي لا أعرف له ملة ولا اتجاه محدد ، سوى أنه مع المجلس العسكري قلبا وقالبا .. وكان سي الافندي - اقصد رشوان - يرى - واعلنها صراحة - ان الحكم العسكري هو الأنسب لمصر حتى بعد الثورة .. المهم يومها رشوان افندي كان يتحدى حملة مرسي بأن هناك 3 مليون صوت فرق ضد مرسي ، بخلاف ما اعلنوه .. ويوسف الحسيني قاعد قصاده يقول امين .. ويهزأ ويتتريق بقلة أدب على القائمين على حملة مرسي ويستخف دمه - مع ان دمه مش خفيف خالص - الى ان ظهرت النتيجة التي كانت شبه متطابقة مع ما أعلنته الحملة وجماعة قضاة من اجل مصر.
امبارح كان الحسيني مع ضيف من أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور الذي اتهم الإعلام بعدم الحيادية ، وقصد قنوات بعينها أنها تروج لصالح العسكر ضد الإخوان ، ومعها مرسي .. فرد الجهبذ الحسيني وقد شعر أن الرجل يقصده أن ذلك غير صحيح .. وان البرامج تستضيف أمثال حضراتكم وانتم الذين تتحدثون .. فقال له الضيف : انت تعرف من تستضيف وتعرف مسبقا توجه هذا الضيف .. وتستطيع بميولك وإغراضك ان توجّهه للوجهة التي تريدها.
والرجل صادق .. فالبرامج صاحبة التوجهات المعلنة والمخفية .. مسخرة .. واضرب مثلا بمذيعة مثل لميس الحديدي عندما قالت على الهواء بلا ادني حياء بعد قرار مرسي بعودة مجلس الشعب : معقولة الجيش حيسكت على كده.. ، دي مذيعة ولا بلطجية عايزه تولعها نار .. حد ممكن يقنعني انها محايدة او عندها ذرة واحدة من الذكاء ، ان " تطرش " على الهوا بما في معدتها من " وساخات ".
والنهارده الصبح اتفرجت قبل ما انزل للشغل على الحسيني وعلبة السمنة البلدي وساءني وصلة الغزل البايخة من شكارة الرز لسمنة الهانم : " صباح الفل على عينك الخضرا الحلوة فترد عليه : لأ دي زرقا ، فيرد الافندي : لأ انا شايفها خضرا .. وكلام أهبل غير لائق بين اتنين من المفترض انهم محترمين .. وبعدين يقوم الافندي يقول عن نفسه انه بلدي وبيحب البلدي و "شوارعي" .. وتعجبت من كلمة " شوارعي " ان يقولها مذيع عن نفسه .. فقرفت من الاتنين وقفلت التليفزيون ومشيت.
فرق كبير اوي بين انك تكون بسيط على الشاشة حتى تجذب إليك المشاهدين .. وفرق بين انك تبقى عبيط وتشيل برقع الحيا وتغازل زميلة لك بفجاجة ، وتعتبر ان ديه خفة دم .. عشان كده وانا عارف ان البيه زي ما بيقول عن نفسه " شوارعي " ، لا أظن ان هذا المقال سيمر مرور الكرام ، وسوف يُريني من قاموس شارعه " الاتجاه الواحد " مالذ وطاب .. عموما الرز حاجة مش وحشة ، بل انه الغذاء الرئيسي لكل المصريين .. والسمنة البلدي مفيش أحسن منها " حد لا قيها " .. فأرجو ألا يغضب الاثنان مني ، وما عنواني سوى " قرصة ودن " حتى يستقيم الاثنان .. ويعرفا ان هناك فرق بين شاشة التليفزيون .. وقعدة حلوة على النيل!