قاد عملية جديدة في إطار استباحة الأماكن المقدسة وأمر جنوده باقتحام المسجد الأقصي الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة وأداتان في يد تل أبيب لقمع الفلسطينيين، والمتابع لأي نبأ يأتي عن اقتحام المسجد الأقصي أو حملات المداهمة والاعتقال بقري ومدن الضفة الغربية سيجد دائماً عنصري الشرطة والجيش ضالعين بقوة في ارتكاب الجرائم بشتي أنواعها ضد المدنيين الفلسطينيين، وإذا كان للجيش الإسرائيلي قائد عام هو جابي إشكنازي- رئيس هيئة الأركان- بعد إيهود باراك- وزير الدفاع- فإن الوجه الآخر للقمع هو دودي كوهين- القائد العام للشرطة الإسرائيلية- الذي يقود جنوده خلال هذه الفترة للقيام بعمليات اقتحام مستمرة للمسجد الأقصي. دودي كوهين تم تعيينه في منصبه هذا، لا لشيء سوي لتحريك ضباطه وجنوده ضد الفلسطينيين، لاقتحام المسجد الأقصي والتعدي علي المصلين، وإطلاق الرصاصات المطاطية لإصابتهم وقتلهم، أو لاعتقالهم وتعذيبهم في أوكار الشرطة التي لا تختلف في أصناف التنكيل عن مكاتب جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» فكلتا الجهتين وضعت لنفسها هدفاًَ هو إزهاق روح المواطن الفلسطيني معنوياً ومادياً، هذا ما تظهره لنا وقائع الأحداث بشكل يومي. تحركات كوهين تتم في الوقت الذي يساعده فيه طرف ثالث بخلاف ضباطه وجيش إسرائيل هذا الطرف هو جماعات اليهود المتشددين التي لا تتوقف عن المطالبة بهدم المسجد، ناهيك عن اقتحامه بشكل متكرر والتعدي أيضاً علي المصلين وهؤلاء هم الشخصيات الثلاثة البارزة علي مسرح الجريمة، جريمة قتل الفلسطينيين وعدم احترام مقدساتهم. ولأن المجرم دائماً ما يحاول حماية نفسه من انتقام ضحاياه فإن من يراقب دودي خلال ظهوره أمام وسائل الإعلام سيلاحظ عدداً هائلاً من الحرس التابع لجهاز «الشاباك» يحيطه، خاصة مع تلقيه تهديدات بالقتل كشفت عنها صحف تل أبيب وعلي الرغم من كل هذه الحراسات فإن وجه كوهين يبدو دائماً أمام الكاميرا خائفاً، وهو الخوف الذي ربما يعطي مؤشراً علي الجرائم التي ارتكبها في حق أهالي الأرض الأصليين ويخشي الآن من انتقامهم. وعن السيرة الذاتية لدودي علينا أن نعلم أنه ولد عام 1955 تربي وتعلم في مدينة يافا الإسرائيلية وخدم بالجيش الإسرائيلي في لواء المظلات وبعد إنهائه خدمته العسكرية عام 1977 بدأ في الخدمة بالجيش الإسرائيلي، حيث شغل عدداً من الوظائف كان في أولها ضابط وحدة ثم قائد نقطة شرطة مدينة هرتسيليا ثم قائد الوحدة المركزية لقطاع تل أبيب، وقائد قطاع النقب ثم نائب رئيس شعبة المخابرات وشعبة العمليات التابعة للشرطة الإسرائيلية، وفي عام 2005 تم تعيينه قائد القطاع الجنوبي الإسرائيلي من قبل القائد العام للشرطة وقتها موشي كرادي، وبعد ذلك أصبح قائد منطقة المركز وفي أبريل 2007 قرر أفي ديختر- وزير الأمن الداخلي- وقتها تعيينه القائد العام رقم 16 لشرطة إسرائيل وبدأ عمله في الأول من مايو عام 2007 وهو حاصل علي شهادة في العلوم السياسية من جامعة حيفا .وماجستير في العلوم التربوية.