أكثر من عام ونصف العام مرا على الثورة المصرية الشعبية، أثبتت (تلك المدة) أن الشعب المصرى لا يستطيع أن يعمل ثورة ناجحة، لكن يكفيه فقط أن يبهر العالم بأدائه (إحنا أحسن ناس في العالم تغيظ غيرها)، ويؤكد للعالمين جميعا أنهم لا يستطيعون توقع أفكاره مهما كانت. هذا الشعب أثبت للعالم أجمع أنه لا يهمه أن ((يجيب إجوان)) لكنه بيحب ((اللعبة الحلوة)).
لقد عاش الشعب المصري في عهد مبارك 30 عاما صابرًا على الغُلب أكثر من عشر سنوات (على اعتبار أن حكم مبارك كان جيدًا في السنوات العشر الأولى ومقبولا فى العشر الثانية، عند مَن يرى هذا!) لكنه بعد ذلك (10 سنوات من الغُلب، يعني أكثر من 3650 يوما،وأكثر من 87600 ساعة قهر وعذاب) أصر على أن يقول لا.
الشعب المصري بثورته العظيمة سجل الرقم القياسى (في موسوعة الأرقام القياسية) بين شعوب العالم في العجائب (نحن دون شك نملك أقدم عجائب الدنيا وهي الأهرامات وأبو الهول):
- الشعب الوحيد الذى قرر أن يجعل يوم عيدٍ (عيد الشرطة) يومًا للاحتجاج الشعبي.
- حتى لما نزل يحتج على سياسات الشرطة كان نازل من بيته وهو معاه الورد بيهادوا بيه العساكر اللى فى الشارع، في صورة جديدة من صور ((الاحتجاج بالتهادى)).
- وعندما كان عساكر الأمن المركزى يقابلونهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى كانوا يرفعون أصواتهم «سلمية سلمية».
- استمر الشعب فى ثورته السلمية رغم الإنتهاكات التى تعرض لها المعتصمون، مؤكدا سياسة اللاعنف ومبدأ العصيان المدني (غاندى ونيلسون مانديلا).
- بعد نجاح الثورة (شكليا) بخلع مبارك وعزله وانسحابه بَهَرَ الشعب المصرى العالم عندما قاموا بتنظيف الميدان الذى اعتصموا فيه لأكثر من 18 يوما (نظف بيتك بإيدك والبلد خلاص بقيت بيتى وبيتك). - ما حدث فى الاستفتاء، الشعب أكد أنه ممكن الناس (القائم على إدارة البلاد) يستغفلوه، لكن بمزاجه، فقال ((نعم)) بنسة 77.2%.. - الإنتخابات البرلمانية التى تم فيها عزل الفلول شعبيا من غير قانون عزل (ولا يحزنون).
- البلد الوحيد الذى يجرى انتخابات ويصرف عليها مليار جنيه على الأقل لمجلس نيابى يدرك تماما أنه بلا قيمة (ممكن كتر فلوس). - الإبهار العظيم كان فى نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى اختار فيها الناخبون أسوأ المرشحين (باعتراف أكثر من 50% من الشعب)، ولبّس كل التوقعات فى الحيط.
- فى الجولة الثانية كنا الشعب الوحيد فى العالم الذى كانت فيه دعاية كلا المرشحَين (مرسى وشفيق) عبارة عن جملة واحدة هى «اختار السيئ علشان الأسوأ ماينجحش».
- سنكون البلد الوحيد الذى تجرى فيه انتخابات البرلمان مرتين فى أقل من سنة، ويحدث تشكيل للجنة صياغة الدستور مرتين (على الأقل حتى الآن) فى نفس السنة (وما زال النيل يجرى، والشعب بيقولش لأه).
- الشعب الوحيد الذى خرج الملايين منهم ينادون بخلع حسنى مبارك (لازم يرحل)، وزادت المطالبات بعد رحيله بضرورة الحكم عليه قضائيا بالإعدام، وعندما خرجت إشاعة عن موته إكلينيكيا، سمعنا الملايين (تقريبا نفس من نادوا بخلعه أو على الأقل بعضهم) يدعون له بالرحمة (طيبة قلب مش أكتر).
- لن تجد بلدا يفوز فيه حزب (الحرية والعدالة) بأغلبية البرلمان (السلطة التشريعية)، ثم تجرى انتخابات الرئاسة، ولما يُحتمل فوز مرشحهم، يتم يحل مجلس الشعب، وتبقى لهم الرئاسة فقط (السلطة التنفيذية).. عملا بمبدأ (الجمع بين سلطتين حرام) فى رأى القائمين على إدارة البلاد.
- الشعب الوحيد الذى يعتبر الصحافة مسيسة فى اتجاه مضاد للثورة، ومع ذلك نمتلك أكبر عدد من الصحف والمجلات بما يعادل صحيفتين ومجلة لكل مواطن!! وهو أيضا الشعب الوحيد الذى يؤكد أن الإعلام مُضلِل ومُضلَل، ومع ذلك لا يفارق شاشات التليفزيون أو سماعات الراديو التى لا تعد ولا تحصى!! (لا تعليق).
- لا يمكن أن يحدث أبدا (إلا فى مصر طبعا) أن يحلف الرئيس مرسى اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا يوم السبت، ثم يأتى رئيس المحكمة الدستورية الجديد ويحلف (هو كمان) أمام الرئيس مرسى يوم الثلاثاء من نفس الأسبوع (أكيد صدفة غير مقصودة).
- مش فاهم إزاى حزب (الحرية والعدالة) عندما يحصل على أغلبية مجلس الشعب يطالب مرارًا بسحب الثقة من حكومة الجنزورى، ولما ينجح رئيس الحزب (نفسه) يقول للجنزورى (ذاته) «كمل المشوار، إنت مش حكومة تسيير أعمال»!! (طيب بيغيظ الحزب والاّ مش لاقيين حد أصلا وكانوا بيترسموا زمان).
- أعظم حاجة بجد كانت فى صورة التصالح التى بدأها محمد مرسى مع جميع الطوائف والفئات والمؤسسات (لحد دلوقتى كلام لكنه يشكر عليه).. ألف تحية لشعب المعجزات أبو حضارة 7 آلاف عام.