على الرغم من أن الواقع المصري والسينما المصرية مليئة بأعمال سينمائية كوميدية رائعة عن علاقة الزوجة بحماتها أو الزوج بحماته، فإن السبكية ينطبق عليهم المثل القائل «الشيخ البعيد سره باتع»، ففيلم المنتج محمد السبكي الأخير «جيم أوفر» اقتبس كوميديا خفيفة الدم قدمتها هوليوود منذ سبع سنوات تحت عنوان «حماتي المتوحشة Monster-in-Law»، بطولة جين فوندا وجينيفر لوبيز.. الفيلم الأمريكي والنسخة المصرية يدوران حول أم أرستقراطية متسلطة، تحاول منع زواج ابنها الوحيد من فتاة فقيرة. لا بد هنا أن نستدعي من الذاكرة التراث الهائل في السينما المصرية من أفلام الحموات، الذى قدمته كل من ماري منيب بحس الأم الشعبية، وميمي شكيب بحس الأم الأرستقراطية. الفيلم استلهم الحماة والحياة الأمريكية، ويسرا لم تصنع صورة متفردة عن شخصية الحماة، بل اقتبست أداء جين فوندا في دور المذيعة الثرية المتسلطة، التي فقدت عملها وقدمته دون إضافة، لكن يحسب لها أنها كانت أكثر حيوية في أدائها من بلادة أداء محمد نور الذي جسد دور ابنها، ومن افتعال مي عز الدين التي جسدت دور عاملة فندق أحبها الابن الثري. الفيلم بأكمله مسروق وليس تمصيرا ولا يحزنون كما يدعي صناع العمل، بل نقل «كوبي وبيست» عن كثير من مشاهد الفيلم الأمريكي، أحيانا بنفس زوايا التصوير وحركة الممثلين، مثل مشهد فصل المذيعة ولقائها الأول بحبيبة ابنها ومشاهد أخرى كثيرة. المجهود الذى قام به المخرج أحمد البدري والمنتج محمد السبكى لا يخرج عن عملية تحويل سيارة فاخرة إلى توك توك، هذا الاقتباس الرخيص والمبتذل تشويه للعمل الأصلي، بإضافة مشاهد ليست من نسيج الفيلم، مثل مشهد يسرا، وهي تتصرف بحماقة فى البار وتتسبب في حرقه، وهو مشهد من فيلم «الفهد الوردي» لستيف مارتن، ومشهد مي عز الدين وهى تتنكر في زي راقصة فلامنجو للتجسس على حماتها، وهو مشهد من «الفهد الوردي» أيضا، تحريف حالة الفيلم نقلته من الكوميديا إلى شغل مهرجى السيرك من تنطيط وشقلبة وتبادل الصفعات، كما أن محاولة إضافة الشكل الشعبى إلى الفيلم بشخصية الطفل سليط اللسان «أوشا» وأغنية الردح المتبادل بين الخطيبة والأم، أفسدت روح الفيلم وجعلته كوميديا مشوهة، لا حصّلت اقتباس ولا تمصير ولا نمرة البهلوان في مولد شعبي.