«إن جنحوا للسلم فاجنح لها»، هذا ما توافقت عليه أغلب الأحزاب المدنية، متفقين على ضرورة المصالحة الوطنية التى دعا الرئيس محمد مرسي إليها، والعمل المشترك لأجل إصلاح الفساد في أجهزة الدولة العميقة واستكمال تحقيق أهداف الثورة، وإن فضلت بعض القوى أن تظل في خندق المعارضة. السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أشار إلى أن كل ما يريده من الدكتور محمد مرسى للوصول إلى توافق ومصالحة معه، أن يفى بالوعود والالتزامات التى قطعها على نفسه في أثناء حملته الانتخابية، وتعهد بها أمام الرأى العام كاختيار رئيس لحكومته من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وأن يترك له الحرية في اختيار وزرائه، إضافة إلى أن يكون بداخل مؤسسة الرئاسية نواب ومستشارون من خارج الجماعة، قائلًا «الوعود التى قطعها الدكتور مرسي في أثناء حملته كافية جدًا لو تم تنفيذها وستسهم في تحقيق قدر كبير من المصالحة الوطنية بين القوى السياسية وجماعة الإخوان المسلمين».
كامل أشار إلى أنه بالضرورة ستكون هناك اجتماعات بين القوي السياسية والدكتور مرسي، وسنستمع فيها لرؤيته حول الإصلاح وموقفه من اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور التى لا نريد لها أن تعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى، والوصول إلى توافق يرضى جميع الأطراف حول تشكيل اللجنة والاطمئنان إلى أن الدستور سيكون معبرًا عن كل أطياف الشعب المصرى ويحافظ على هوية الدولة المصرية، إضافة إلى معرفة أسباب اعتراضه على الإعلان الدستورى المكمل الذى أرى أنه لم ينتقص من صلاحيات الرئيس، فمن مصلحة الرئيس فى هذه الفترة الحرجة أن يظل المجلس العسكرى موجودًا ليعاونه فى إدارة البلاد لحين استقرار الأوضاع وبناء مؤسسات الدولة.
كامل أشار إلى أن فكرة قبول أى حقائب وزارية فى حكومة الدكتور مرسى حديث سابق لأوانه، لكن لو عرض الأمر علينا بالتأكيد ستتم دراسة الأمر فى المكتب السياسى للحزب لاتخاذ القرار المناسب الذى سنناقشه أيضا مع قوى التيار الثالث لمحاولة توحيد الصف حتى يكون القرار ليس معبرًا عن حزب الجبهة وحده، بل يكون معبرًا عن كل قوى وأحزاب التيار الثالث وبمشاركتها، لكى نخرج من فكرة الاستقطاب أو إحداث الفرقة واصطناع مؤيدين للرئيس.
دكتور إيهاب الخراط عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطي الاجتماعي، أكد أنهم يهنّئون مرسي بالفوز بمقعد الرئاسة ويعدونه أن يكونوا معارضة قوية تقاوم أى محاولة لتديين الدولة.
الخراط أكد تعاونهم مع الرئيس الجديد، قائلا «نعده أن نصطف وراءه لإصلاح الفساد في أجهزة الدولة العميقة وإعادة بناء مصر على أسس جديدة، ونتمنى أن يتفادى أخطاء الإخوان فى مجلس الشعب، ويقوم بأداء أكثر احتواء».
حزب «المصريين الأحرار» أعرب، في بيان له، عن أمله فى أن يعبر الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي بالبلاد إلى عصر جديد من الحرية، في دولة مدنية حديثة، تقوم على أسس المواطنة والعدل والمساواة، كما أكد التزامه بالمصالحة الوطنية، قائلًا فى البيان «إن هذا وقت الوحدة والاصطفاف حول أهداف الثورة العظيمة من أجل تحقيق غاياتها النبيلة في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية»، مضيفا أن المصريين جميعًا يفخرون اليوم بانتخاباتهم الحرة التى جاءت بأول رئيس منتخب لمصر فى العصر الحديث، داعيًا المصريين جميعًا إلى احترام كلمة صندوق الانتخاب.
عبد الغفار شكر القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، قال إنه في حال عرض مشاركة الحزب في الحكومة، فالحزب يفضل أن يكون فى المعارضة، فالتحالف السياسى يتم على برامج وأفكار، ومن الذى يقود ومن التابع، قائلا «الحزب لا يفضّل أن يكون فى الديل». شكر أضاف أنهم يطالبون مرسي بأن لا يكون نوابه والحكومة من الإخوان، وإنما يكونون من التيارات المختلفة التى تعبر عن الشعب، وأن تكون لها مصداقية وتتمتع بالكفاءة ولديها خبرتها السياسية، مشيرا إلى أن الدكتور محمد مرسي أصبح مسؤولا عن استمرار ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها ومطالبها وتفكيك بيئة النظام السابق ومحاسبة رموزه، خصوصا من أفسدوا الحياة السياسية والبلاد، مشددا على ضرورة أن يهتم بملف الأمن ومساعدة الطبقة الفقيرة وتحقيق العدالة الاجتماعية.