منذ حوالي 14 عاماً التحقت بالمعهد العالي للسينما، وكان عندي وقتها 26 سنة ومتخرج في كلية تجارة، بس الحياة الدراسية في المعهد كان ليها طعم تاني خالص، فطبعا عدد الطلبة أقل بكثير من طلبة دولة كلية التجارة الذين لا حصر لهم ولا عدد، ده غير إننا في المعهد بندرس فن وأدب وثقافة وعلم نفس وأشياء أخري علشان نتخرج ونعمل فن ويبقي لنا اتجاه وتأثير في ذوق وتفكير ومشاعر المتلقي، الأمر الذي كان يخلق منذ الوهلة الأولي علاقة خاصة جدا بين الطالب وأساتذته وبالأخص أساتذة الإخراج والسيناريو والمونتاج وباقي المواد التي لها علاقة مباشرة بالسينما. إنها علاقة صداقة لا تشعر فيها أنه أستاذك في المعهد زي دكتورك في الجامعة فأستاذك في المعهد منذ الوهلة الأولي يصبح صديقا شخصيا لك، لك كل الحق في أن تختلف معه وتناقشه دون أي حرج أو شعور بأنك تلميذ. خبراته هي الفرق الأوضح بينك وبينه، ولا سيما هؤلاء الأساتذة الذين كانوا يمارسون العمل في السوق السينمائي لأن عملهم بالحقل الفني يجعلهم متحققين يعملون فيما يعشقونه فيجعلهم ذلك خاليين من العقد بقدر الإمكان، ومن أهم أساتذة المعهد والذي كان يتمتع بدرجة عالية جدا من الشعبية والحب والتقدير مني أنا وزمايلي إلي جانب زمايله هو كمان من الأساتذة والمعيدين كان الأستاذ علي بدرخان أستاذ الإخراج وصديقنا نحن الطلبة وبالأخص زمايلنا طلبة قسم الإخراج، لأنه عادة كان هو المشرف علي مشروعات الإخراج، وكان الطلبة يعرضون عليه سيناريوهات أفلامنا القصيرة ويناقشهم فيها ويجيز تنفيذها ويتابع هذا التنفيذ. وكان دوره لا ينتهي في المعهد فقط، فكلنا نحن الطلبة كنا عارفين طريقنا إلي فيلته المجاورة للمعهد ونذهب إليه هناك سواء لمناقشة المشاريع أو حتي لاستشارته في الأمور المهنية حتي بعد التخرج. والكثير من طلبة علي بدرخان عملوا مساعدين معه في أعماله في السوق بل إن العديد من شباب السينمائيين يعتبرونه بكل بساطة واحدا من أهم أفراد شلتهم مع عدم وضع أي اعتبار لفارق السن لأن الفنان المفروض إنه ما يكبرش ويفضل يتطور ويفيد زمايله الصغيرين بخبرته ويستفيد من شباب روحهم، وهذا ما يفعله بدرخان بالضبط، فهو يزرع بداخلك التحدي والتمرد والتمسك بأفكارك وخوض شتي أنواع المعارك من أجل الإصرار علي وجهة نظرك. إنه علي بدرخان صاحب «الكرنك» و«أهل القمر» و«الجوع» و«الراعي والنساء» و«الرغبة» وغيرها من الأفلام «السينمائية».علي بدرخان السينمائي ابن أحمد بدرخان السينمائي والذي يحمل بداخله هذا المتمرد والمتحدي. راجل زي ده نموذج مش موجود كتير في الزمن ده لأنه نشأ وترعرع في وقت كانت الناس لسه بتعرف تقول فيه «لأ» لذا فنحن كسينمائيين في أشد الحاجة إلي أن يكون بدرخان هو نقيبنا لان هو اللي هيقدر يخلي علاقتنا كسينمائيين بنقابة السينمائيين يتعدي استخراج كارنيهات العضوية. جميعنا كسينمائيين لدينا هذا اليقين بأنه سوف ينفذ برنامجه الانتخابي المتطور لأن تاريخه الطويل يؤكد أنه رجل أفعال لا أقوال وأكبر دليل لاحتياجنا لهذا الرجل أن يكون نقيبنا هو ما يحدث بيننا نحن أعضاء نقابة السينمائيين بمختلف أعمارنا والشعب التي ننتمي إليه من اجل أن يفوز بدرخان فالمكالمات الهاتفية بيني وبين زملائي وحتي الذين لا أعرف عنهم شيئا من زمان لا تنقطع مؤكدين ومحثين فيها لبعض علي ألا نتقاعس أو نكسل عن الذهاب للإدلاء بصوت نظيف بل إن بعض أصدقائنا من الممثلين والذين كانوا يظنون أن لهم الحق في التصويت في انتخابات نقابة السينمائيين والذين كانوا يحبطوا عندما يعلمون أن مش من حقهم التصويت في نقابتنا كانوا ناويين يجيوا يرشحوا بدرخان دون غيره. ناهيك عن الجروبات العديدة التي انضم إليها الآلاف من أعضاء النقابة علي الفيس بوك لترشيح بدرخان وصوره علي بدرخان التي وضعها العديد منا علي ملفه الخاص أو بروفايله بلغة الفيس بوك. انتخاب السينمائي علي بدرخان كنقيب للسينمائيين في رأيي ورأي غيري من السينمائيين هو آخر محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فيا كل أصدقائي وزملائي السينمائيين أشوفكم النهاردة في مسرح السلام عشان نختار صح مرة واحدة من نفسنا.